الخميس ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦

ندوة باتحاد الكتاب العرب حول الاتفاق والاختلاف بين كتابات الرجل والمرأة

في ندوة ضمن احتفالية الكتاب التي يقيمها اتحاد الكتاب العرب اجتمع مجموعة من الأدباء بفي صالة المركز الثقافي بالعدوي بسوريا وكان العنوان "الاتفاق والاختلاف في الكتابة الذكورية الأنثوية" والمشاركون د. خليل الموسى، الروائية نعمة خالد، والناقدة د. ماجدة حمود، وعريفة الندوة الشاعرة فاديا غيبور.

قال الدكتور الموسى (أنا أدرك أن الكتابة حقل ذكوري خالص، وما تبقى استثناءات)، وسرد بعضاً من معاناة المرأة في الشرق، رأى الموسى أن الكتابة النسوية في سورية قبل رواية "أيام معه" لكوليت خوري امتازت بأنها خرجت من معطف الرجل ومع رواية (أيام معه) كتبت كوليت خوري أداباً نسوياً حقيقياً، ثم أردف (المرأة قادرة على أن تخوض الكتابة، لكن لم يكن يسمح لها بذلك...) .

غير أنه في مقطع آخر يستشهد بما قاله محمد كرد علي: (إن المرأة خلقت للإنجاب وتربية الأطفال والاعتناء بالزوج، المرأة لم تخلق للكتابة..) ويعلق الموسى قائلاً:" في هذا الكلام شيء من الحقيقة، ومن الواقع"، وفي الوقت نفسه رأى في كتابات غادة السمان أنها جاءت أفضل من عشرات الرجال، ويعترف أيضاً أن قسماً من الكتابات الأنثوية مؤهل للتطور وبحاجة إلى رعاية .

ولم يخف الباحث معالم المعركة القادمة بين الرجل والمرأة، في الكتابة وذلك حين تبدأ الأنثى بالمنافسة الفعلية والجادة حيث يشتد الصراع ويهب الرجل حينذاك لمواجهة الحريق .

أما الدكتورة حمود فقالت "إن استخدام مصطلح الذكورة أوالنسوية لا يحمل أية دلالات تفضيلية.. فالأفضلية للفرادة التي يقدمها المبدع بغض النظر عن جنسه، إذ لا هوية للأدب سوى الإبداع" وذكرت أن معظم الروائيين السوريين، بل العرب، لم يسمحوا للآخر الذي يخالفهم الرأي بالتعبير عن وجهه نظره، فمنحوا وجهة نظرهم التي يؤمنون بها للشخصية الرئيسية وتماهوا معها.. فالكاتب صاحب الرؤية الشمولية ينطق شخصياته بلغة يؤمن بها ويقمع أية لغة نقيضة لها، وبذلك يسيطر على روايته صوت واحد يدفعه الى ممارسة الإرهاب الفكري، وبذلك يقتل حرية التفكير لدى الشخصية وهذا ما فعله حنامينة حين جعل أبطاله أشبه بمقولات ذهنية أو بتوسطات ايديولوجية ناجزة، تجسدت في ملامح بشرية وحالت دون رؤية الملامح البشرية الحقيقية في الواقع نفسه، فانتزع إنسانية الشخصية وأدخلها في عوالم الجمال المطلق والقوة الكلية والنقاء التام..

وترى الباحثة أن المتتبع للعلاقة بين الرجل والمرأة في الخطاب الروائي السوري سواء ذلك الذي كتبه الرجل أم المرأة، يمكن ان يلاحظ أنها علاقة مشوهة، حتى إننا نكاد نفتقد وجود علاقة سوية مع الرجل، كما نفتقد لدى الروائي النظرة الندية للمرأة؛ فالكاتبة حين تبدو متعاطفة مع الرجل، تمنحه صفات أنثوية كما فعلت حميدة نعنع، وحين تتوتر علاقتها به تمنحه صفات وحشية كما فعلت هيفاء بيطار في "أفراح صغيرة أفراح أخيرة".

وأخذت د. حمود على مجمل هذا النتاج الروائي افتقاره لتعدد الأصوات داخل النص الروائي واستثنت من ذلك رواية غادة السمان الرواية المستحيلة فشرحت مميزاتها الروائية واكتنازها بتعدد للأصوات نابع من روح غير متعالية على شخوصها.

طرحت الروائية نعمة خالد عدة أسئلة حول العنوان ومن أهم هذه الأسئلة ما طرحه عبد الله الغذامي في كتابه "المرأة واللغة" حول إشكالية غياب صوت المرأة الخاص بها في كتاباتها وأعاد السبب المباشر في هذا الغياب الى أن المرأة ما زالت تستعمل القلم المذكر ما يظهر تعاستها واغترابها وانتحارها الثقافي بطريقة أو بأخرى، لأنها لم تستطع أن تتحرر من لغة الذكر في الواقع والمتخيل مؤكداً على ضرورة أن يكون للمرأة صوت خاص بها ينبثق من ظروفها الخاصة ،
وبعد أن تعرج الناقدة على رأي عبد الله ابراهيم حول الاختلاف بين الكتابة الذكورية والكتابة الأنثوية، تتوقف عند رأي حسام الخطيب حول الاختلاف الذي يؤكد في إطار جماليات الكتابة النسوية وشروطها الفنية وخصوصيتها بوصفها خصوصيات سلبية وملحة على معالجة الوضع النوعي الخاص للمرأة منعزلاً عن قضايا المجتمع والقبول بالمصير ‏ .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى