الاثنين ٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم حسني التهامي

نذور وذبائح .... ريثما تنذر بالمطر

يفرح العيد
بنا
وتأنس الروح
وطبع كما هائلا من الابتسام
وترشق
في كل حارة
وأمام كل بيت
أرجوحة لأطفالنا
كي تكافئهم
بعد
عناء عام كامل
من الحقائب والهواجس
وتدفع ما تهيأ
من فوانيس كبيرة أو صغيرة
وترش عند الظهيرة ماء ورد
كي يتعلل الصيف الذي مل حرارته
هكذا العيد
يأتي
- كعادة النبلاء -
بنذور و ذبائح
و سرابيل يحضنها الأطفال طوال ليلتهم
وربما ناموا بأحذية جديدة ملونة
و ربما أشعلوا حربا جميلة في صبيحة يومهم
في ما مضي
كي يحركوا ماء آسنا
في بحيرة أيامهم
بألعاب نارية
وطائرات معلقة بخيط
تحلق في الآفاق الممتدة
قبل رحلتها البعيدة للسماء
و اطمأنت جيوبهم الصغيرة بأكياس نقود
وباتوا علي طيف قبلتين
عن يمين
و شمال
****
العيد
لم لا يشد رحاله إلى مناطق نائية من العالم ؟!!!
ربما لأن العالم عودنا دائما
أن ينيخ مطاياه
حيثما يحب
أن يتعمد نسيان البعيد
أو ربما يتعب العيد كثيرا
حين تغرز أقدامه في الرمال
في مناطق المجاعات والحروب
والبرك الآسنة
التي لا يسكنها غير أسماك تنام على البطون
مناطق أعطى لها العالم ظهره و استراح
غير مكترث بالفجائع
ووضع الجنرالات عليها دوائر ملونة
بأقلامهم الفسفورية
فتحولت خرقا من النسيان
في طي خرائطهم
و شفاها تراكمت فوقها سنوات من القيظ /
بشرا قضوا في الخلاء
كغزلان نافقة
في صحراء ليس لها حد
و كلاب هاربة من الموت
إلي الموت
حينما صوب الجنرالات مناظيرهم
فقط صوب قرص الشمس
و أراض عائمة فوق بحيرة من الزيت
كيف استراح هذا العالم الشبقي ؟!!!!
حين أطلق شياطينه
تعبث بدمى من عظام و جماجم
متبقية من زمن الحصار
تنزع ما تبقي في أودية منهكة
من رحمات
كان المطر يحط على كفيها
و.... أشجار متبقية تعلك
خبز مجاعتها
..... يتما يتضوع في جزع بكارتها
بدايتها الأولي
ونهايتها
..... وطنا يغتال بسكين ثالمة
ولا
يأتي
المعزون
***
أيها العيد السعيد
يا من تهيأت أمام مراياك
شهرا كاملا
ربما أنفقت من جيبك
كي يسعد من جهزوا لك الطاولة الكبيرة
وكعكاتك المسكونة بالتمر والروائح
و النقوش التي تشبه أحلامنا المزركشة
هب
كعكة طيبة معمولة من يديك
و إذا ما تعثرت قدماك في الرمال
و أنت في طريقك الوعرة
في المفاوز
حيث أطفال وأمهات ينتظرن
وربما تتعثر هذه المرة قدماك
بين الجماجم الكثيرة
والعظام التي - دائما في زمن المجاعة والحروب –
تظل نهشا للسباع والطيور الجارحة
حيث لا تملك الأرض
- مما خلق الله -
ظلالا و أكنانا
و سرابيل تقيهم
حر أيامهم
أو تواري سوأتهم
هب
كعكة معمولة
وطيبة من يديك
ريثما
تأتي
أو
حالما
تحرك السحب العصية
بعض أعطافها
في ليلة مليئة
بالهتاف
و المطر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى