الثلاثاء ٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٦

نــــــــزاع

تأليف - هوارد باركر ترجمة - ربيع مفتاح

الشخصيات

المرأة المسئولة .. المرأة ... الرجل

" المرأة المسئولة .. تجلس في مكتبها ، تدخل امرأة وتقف أمامها "

المسئولة : نحن في قمة السعادة لمجيئك

المرأة : كنت أتمنى المجئ قبل ذلك ولكن الظروف منعتني .

المسئولة : كم أنا سعيدة .. (صمت) .. أرى رسخ قدمك .. إنه جميل جدا (صمت) .. لا بد أنك تدركين ذلك .. عيناك جميلتان وجذابتان..

المرأة : عيناى ؟!!!

المسئولة : نعم .. نود أن نتفاهم .. وأعتقد أنك تساعدين على انتشار الجريمة .. تكلمي إذا ما رغبت في ذلك ..(صمت) .. نشعر أنك تساعدين على حدوث العداء الاجتماعي .. وبذلك تضيعين نفسك والآخرين في مخاطرة .. إن رسخ قدمك من النوع غير العادي . فهو يثير الآخرين وأعتقد أنك تعرفين ذلك .

المرأة : نعم . أعلم ذلك ... وأعرف أنني أملك رسخين جميلين .

المسئولة : جميلان ! لا أعتقد أنهما كذلك .. ا،هما مؤذيان فهما يثيران الفتنة

المرأة : أنا لا احب الملابس الطويلة .

المسئولة : تطلقين عليها الملابس الطويلة وهي لم تعد كذلك ، الفتيات يجعلنها مثيرة ورغم أني أشاركك هذا التبرم من الملابس الطويلة ولكن المشكلة ليست في ذلك . إنها تكمن في هذا الرسخ .. فماذا ستفعلين (صمت) ..تكلمي كما

تريدين .. أتمنى أن يفهم كلانا الآخر .

المرأة : (صمت) .. أتمنى ذلك .. ولكن هذا سؤال صعب

المسئولة : أهو كذلك ؟ فلماذا تلفتين الانتباه إلى هذا الرسخ .. وأنت الوحية التي تعرفين السبب في ذلك .

المرأة : لا .. لا أعرف .. حقيقة لا أعرف

المسئولة : أنت لا تعرفين السبب ؟!!

كم هو أمر محير .. تتعمدين إظهار هذا الرسخ دون أن تعلمي السبب .. هل من الأمنة أن تفعلي ذلك .

المرأة : (صمت) .. أود أن يعاني الرجال بسبي .

المسئولة : (صمت) .. يعانون؟

المرأة :و نعم .. يعانون ... ثمة اختيار لهم

المسئولة : (صمت) .. أعتقد أن ذلك الأمر ليس في صالحنا .. فالمجتمع تخترقه الأزمات من كل جانب .. أزمات صحية وصحفية .. ويتفشى فيه الانتحار و اختلال العقول .. في ظل تلك الظروف لا بد أن نبحث عن البؤس و الشقاء .. أليس ما تفعلينه نوعا من إشاعة اليأس في النفوس ؟!

المسئولة : في ظل هذه التوقعات اليائسة .. فإن من يعاني ويتوجع كما ترغبين .. لن يعود إلى بيته في سلام وطمأنينة .. لن يعود لزوجته كما كان .. ويأخذ أبناءه بين ذراعيه ويقبلهم وبذلك تكونين قد تسببت في انحرافه آه .. سوف يزيد عدد المجرمين .. والآن مازلت مقفتنعة بما تفعلين .

المرأة : نعم

المسئولة : لماذا لا تتزوجين .. وتكون كل هذه الفتنة من نصيب زوجك ؟

المرأة : أنا متزوجة .

المسئولة : متزوجة ؟!!.. إذن ما هو بسبب رغبتك في إثارة الأخرين ؟

المرأة : لا أعرف

المسئولين : قد تملكين رغبة دفينة في خيانته

المرأة : لا أدري .

المسئولة : إذن لم تعج تحبينه

المرأة : لا . إنني أحبه

المسئولة : تحبين زوجك .. وتثيرين الآخرين بهذا الرسخ الفاتن .. تفعلين ذلك وتعذبين الناس .. هل يصلح ذلك ؟

المرأة : نعم .. أحب هذا

المسئولة : اين مسئولياتك عن هؤلاء الرجال هم يتعرضون للإغواء بسببك

المرأة : يجب أن يتحمل كل إنسان معانته .. يجب أن يتحمل الرجال

المسئولة : لكن .. أنت التي تفرضين نفسك على الآخرين

المرأة : نعم .. أفعل ذلك .. فأن أحيانا اتعرض للإغواء من جانب الرجال من خلال حيلة أو إشارة وقد يتحقق الإغواء من خلال حركة بسيطة

المسئولة : انت سيدة متزوجة وتقولين إنك تتعرضين للإغواء .

المرأة : نعم ، انا أحاول أن أكون أمينة ...

المسئولة : أية أمانة هذه ؟!!

المرأة : هل تريدين أن أكون أمينة أم لا ؟
(صمت ) .. على أية حال .. لم أقابل هذا الرجل بعد ولكن .. في مكان .. يوما ما . ليس لدى شك في وجوده

المسئولة : وأنت تبحثين عنه الآن ؟

المرأة : (صمت) .. نعم . أعتقد ذلك

المسئولة : نستمر الحياة وتستمر الأزمات .. ونحن نناضل من أجل الديمقراطية .. وأنت امرأة متزوجة وتستعرضين برسخ قدمك في كل مكان .

المرأة : (صمت ) .. نعم

المسئولة : أنت تستحقين عدم الاهتمام بك

المرأة : هذا رأيك .. أما الآخرون ..

المسئولة : لو جاني أحد هؤلاء الوحوش وهو متهم بتأثره بك .. فسوف أعتيره نصف مذنب بل وأتعاطف معه كي أرضي مشاعري .

المرأة : هذا شئ جميل .

المسئولة : ارجوك .. ألا تأخذك الحماسة مع هؤلاء الذين يتسمون بالجموح .

(يدخل رجل ويجلس في الخلف )

المراة : من هذا الرجل ؟

المسئولة : السؤال الذي يجب أن يطرح ... هل أنت مجنونة ؟

المرأة : من هو ؟

المسئولة : أنا متزوجة ولدى أطفال أيضا ... وعني القدرة على الحب .. ولكن لا أستعرض نفسي أمام الناس .. أما أنت .. ربما تكونين مجنونة أليس كذلك ؟

المرأة : من هو ؟

المسئولة : كما ترين .. لاتستطيعين أن ترى رجلا دون ...

المرأة : أود فقط أن ....

المسئولة : يبدو أن تأثير الرجل عليك تنسين أمانتك .

المرأة : كيف أحتفظ بأمانتي حين يكون هناك ...
المسئولة : إنه انسان مثلنا تماما .

(صمت) ... إنها محاولة منك للتسلق والاستحوذ ، إنك ترفضين فركة عدم الاهتمام بك ... وببساطة يمكن أن ينظر إليك مثل أي إنسان .. أم تعتقدين أن رسغك الجميل سوف يحوله من شخص مسالم إلى رجل جامح .. إنك تدمرين حقه الطبيعي في أن يكون شخصا بسيطا - إنك تظلمينه ..(صمت) .. لكنه سوف يرفض ذلك فهو يريد أن يعيش في سلام وحرية .. إنه ينظر إليك نظرة خجل واحترام .. أما الرسغ الذي تستعرضين به ليس أكثر من قطعة لحم .. شئ تافه وربما يمتلك هو رسغا أجمل منك .

المرأة : إنك تحاولين أن تحطمي طبيعتي

المسئولة : إذن اعتبرت أن هذه المناقشة الموضوعية محاولة للاعتداء على طبيعتك .. فمعني ذلك أن طبيعتك جديرة بالشك وهي تتحطم اذا لم يتحرك الرجل تجاهك .

المرأة : ربما .

المسئولة : إذن أنت تتحددين نفسك بمدى إثارتك للأخرين .

المراة : نعم

المسئولة : ياله من أمر محير

المرأة : أعتقد أن هذا الرجل .. هذا الشخص يخيفني أكثر من اي رجل آخر يحاول أن ....

المسئولة : آه ... أنت هكذا

المرأة : أنا أحاول أن أكون أمينه

المسئولة : هذا ليس كافيا .. (صمت ) .... إنك تريدين أن يغرق الجميع في نهر فتنتك .. نحن نعتقد أنك مجنونة .

المرأة : (صمت ) لا بد أن أذهب ...

المسئولة : السؤال الآن ... عل نسخر كل الإمكانيات .

إمكانيات الشرطة من وقت وجهد وطاقة من أجل البحث و المتابعة عن امرأة مخالفة مثلك .. في الوقت الذي نعاني فيه الكثر من الأزمات .

(تذهب المرأة إلى الرجل )

: حاولي أن تنقذي نفسك

المسئولة : ها .. ها

المرأة : نعم يجب أن تحاولي ...

المسئولة : إنك المجنونة بأسلوبك هذا

المرأة : انظر .. أيها الرجل .. انظر إليّ

المسئولة : إنه لن يتحرك .. فهو يعاني من الحرج في وجودك مثلما يعاني أي رجل في وجود امرأةو مجنونة مثلك .

المرأة : انظر إلى (تصفع الرجل على وجهه)

الرجل : إنها تصفعني ... (صمت) .. تذهب المرأة إلى الطاولة وتنحني عليها

المرأة : تتهميني بالجنون في الوقت الذي تكنين أنت المجنونة

المسئولة : هل ملابسي غير طبيعية أو مظهري غير عادي أحضري مرأة ...

عندئذ .. يكون السؤال .. من فينا المجنون .. انظري إلى عينيك وما يحيط بهما انظري إلى قدميك ... من المجنون إذن ؟

المرأة : انت السبب .. أصبحت أخجل من أشياء لم اكن أخجل من أشياء لم أكن أخجل منها ولا يجب أن أخجل منها

المسئولة : نحن أردنا فقط أن تفهمي

(صمت .. تغادر المرأة المكان .. إيقاع منتظم بصاحب صوت قدميهها وه تهبط السلالم )

تأليف - هوارد باركر ترجمة - ربيع مفتاح

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى