نقشٌ على أوجهِ النّار
لِجَذوَةِ معنىً خالَطَ التّيهُ نارَها
نَذَرتُ شَرارِاتي
فأرخَتْ خِمارَها
وراوَدتُها حتّى اشتِعالِ أناملي
على مُقلةِ الأوراقِ
أتلو انْبِهارَها
وأوغَلتُ في وَصفي..
وضَمَّنتُ أحرُفي
لَيالِيَ حاكَتْ في الضّياءِ نَهارَها
وَقَفتُ على هَمسِ الصّدى لأُعيدَهُ
وقد تَحمِلُ الأصواتُ سَهواً مَدارَها
وتأتي بروحِ النّايِ..
تنفثُ سحرَها دُخاناً
لتستسقي الشّموسُ أُوارَها
تدثّرتُ بالطّيفِ القصيرِ بأُغنِيَةٍ إليها،
فأهدتني الجُفُونُ ثِمارَها
قَطَفتُ رَحيقاً مِنْ حريقِ شُجُونِها
فنادى النّدى نِدّاً يسيلُ جِوارَها
فأيُّ بيانٍ مِنْ لهيبِ جَحيمِها
دَعاني لبُركانٍ أباحَ بِحارَها؟!
وأيُّ عذاباتٍ سليلاتِ ويلَةٍ
تُعيدُ أنايَ الـــ...تستلذُّ فِرارَها..؟
تُسابِقُني الوُجْهاتُ نحوَ سَرابِها،
وتلقي على خطْواتِ دربي مسارَها
وأرنو لمرآتي بها
خلفَ شُعلَةٍ تُقلّبُ وَجهي كي تُأجّجَ ثارَها
رشفتُ كؤوسَ الاضطرامِ تَزَلُّفاً
لِأصدائِها إذ أوّلتني انصهارَها
وطُفتُ مَداها في حَجيجِ بلاغَةٍ
دعتْ كلَّ تبيانٍ ليقصدَ دَارَها
لقد بَدَأتْ بي
إذ بدأتُ بها هوًى
وما زالت الهَمْساتُ تُجري حوارَها
وتنتظرُ الغيبَ الخياليَّ ساعَةً
لتُرخي على عُمْرِ القصيدِ سِتارَها