السبت ٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩

هبوط اضطراري في احتفالية القدس

عاصمة الثقافة

في إطار احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 يقدم مسرح حكايا الفلسطيني مسرحية الأديب سلمان ناطور «هبوط اضطراري» بطولة الفنانيين عماد مزعرو وحسام أبو عيشة. موسيقى اياس ناطور وأضاءة رمزي الشيخ قاسم وقد أخرجها من جديد طاقم المسرحية بالتعاون مع المؤلف بعمل جماعي. وسيقام عرضان احتفاليان ، في مسرح الحكواتي مساء السبت المقبل وفي مسرح عشتار برام الله مساء الاثنين 9 تشرين الثاني.

تتناول المسرحية غربة الإنسان الفلسطيني في وطنه وفي منفاه بأسلوب يجمع بين السخرية اللاذعة وبين المعاينة المؤثرة والمبكية لعبثية الحالة الفلسطينية، حين يضطر الفلسطيني إلى الهبوط الاضطراري من حلمه الجميل والعادل إلى واقع احتلالي خانق.

هذه المسرحية التي كتبت عام 1999 ، حذرت من البركان الذي التهب في صدر الانسان الفلسطيني ، بركان من الغضب والحقد على الاحتلال وظلم ذوي القربى والذي انفجربعد عام في الانتفاضة الثانية.

حكاية شقيقين واحد ظل في الوطن وترعرع في الجليل والثاني هرب منه لينضم الى صفوف الثورة الفلسطينية ويتنقل معها من الأردن وحتى تونس. وعندما حاولا آن يلتقيا في القاهرة بعد غياب ثلاثين عاما عقب اتفاقات اوسلو، اصبح ماضي كل منهما لعنة عليه في نظر محققين واحد يهودي وآخر عربي في ساعة من المواجهة المسرحية ليس فقط بين متهم ومحقق بل بين الانسان وذاته وبينه وبين ماضيه ومستقبله ليكشف عن حاضر أليم الى حدود الموت.

يسأل محمد علوش المحقق شمعون في مطار تل أبيب: بتعرف شو يعني عِلْت؟ احنا منسميها علت وفي ناس بسموها الهندبة وفي بلاد ثانية الشكورية.. والله ما بتعرف، انت مش خلقان في هاي البلاد، لا والله ما انت ابن هالبلاد، اتركني وخليني اتسهل!
ويقول اخوه صلاح للمحقق سالم في مطار الأمة العربية: أنا مش فاهم عليكم، إن حكيت الحقيقة بتصدقونيش وان ما حكيت الحقيقة كمان بتصدقونيش..

هذه المسرحية تختزل كل الحالات الفلسطينية الانسانية بفرحها وحزنها وجنونها وعبثيتها ومأساويتها، وتضع الفرد الفلسطيني أمام مواجهة مصيره في ظل ديكتاتوريات القرن العشرين البدائية والعصرية ولا تترك أمامه خيارات كثيرة للنجاة.

تأسس مسرح حكايا في القدس عام 1994. أنتج اعمالا مسرحية للاطفال والكبار منها: طيارة واطفال, حكايا ابو العجب, مذكرات مجنون-عبدالله الكبير- وحاليا مسرحية هبوط اضطراري. ورد في معرض تقديم المسرح لعمله الأخير هذا:

نعود إلى مسرحية سلمان ناطور «هبوط اضطراري»، لأنها تحكي عن هموم الانسان الفلسطيني، هموم الفرد الانسانية والورطات التي يزجه فيها واقع يحكم عليه بأن يكون دائما مدافعا عن نفسه ومطالبا بتقديم شهادات "حسن سلوك" عن مجرد وجوده وبقائه. هذه المسرحية تستعيد تفاصيل غير عادية من حياة شقيقين افترقا بين هنا وهناك وأم لم يبق لها إلا أمنية واحدة: قبلة من ابنها بعد غياب ثلاثين عاما، ظنت أن أوسلو ستحققها لها، وأن كل شيء صار (صافي يا لبن).

أنتجت المسرحية لاول مرة في مسرح الحكواتي عام 1999 من إخراج الفنان الراحل مازن غطاس وتمثيل عماد مزعرو وطاهر نجيب وموسيقى مصطفى الكرد وترجمت الى اللغة العبرية وانتجت لقسم المسرح بجامعة تل أبيب ثم لمسرح السرايا في يافا وقد فازت عام 2005 بالجائزة الأولى في مهرجان بيرنو التشيكي.

عاصمة الثقافة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى