الأحد ١٠ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم توفيق الحاج

هس.. ولا نفس

يبدو أن عدوى ما جرى، ويجري من أحداث، وتناطحات، وعنتريات، وقراقوشيات في الفترة الأخيرة قد وصلت إلي بل وتملكتني، فبدأت فعلا أفكر بطريقة "هس ولا..نفس" التي بات يتقنها أصحابنا في غزة ورام الله..!!

الطريقة منتج عربي احتلالي مشترك فاخر..سهل ومضمون، ولو مؤقتا في التخلص من أي معارضة مزعجة، وهي أيضا ليست جديدة فقد ورثناها والحمد لله عن الاحتلالات المتعددة التي مررنا بها بدءا من الاحتلال العثماني، وحتى الاحتلال الاسرائيلي..!!

أما في ظل الاحتلال الفلسطيني الفلسطيني..!!

فلم يعد لي من قناعة أو صبر على الديمقراطيات والشوريات وكل المسميات التي تعبر عن اللين والمحبة والتسامح والوحدة، ولو اتهمت من الآخرين بأني فظ غليظ القلب، وانفض الناس من حولي فلذة الحكم، والتحكم ألذ ألد..!!،حتى الديمقراطية "سكر زيادة " سأقلبها سادة بحجة أني وطني أو رباني..!!

هنا وعندي في البيت بدأت تظهر "مربعات ومثلثات ودوائر أمنية" بحاجة الى تفكيك ولكني للأسف لا أملك القوة الكافية التي يملكها وزراء الداخلية العرب من أجهزة أمن "خاصة" و"امن وحماية "و"أمن وقائي "وغذائي...الخ..الخ

ابني الأوسط ركبه الغرور بعد حصوله في الثانوية العامة على 76% فنفش ريشه كأنه حصل على 96% وصرح علنا بأن الجامعات الفصائلية ليست في مستواه ولن يقبل الدراسة إلا في مصر.. وكأن أبيه وزير دولة..!!

وبدأ الابن الثائر يتزعم معارضة متصاعدة على السفرة وأمام التلفزيون ومع الكمبيوتر.
أخذ صوته يعلو.. ويخشن، وأخشى ان يصبح قدوة لأخيه الآخر الذي ربى ذقنه"وأنا بت أتوجس خيفة من كل ذقن "بعد ما جرى وكان، رغم اني أحترم حزب الله،و أفضل نار طالبان على جنة امريكا..!!

الولد الثاني.. عليه العوض..فقد لبس الدين بالمقلوب.. وظهرت عليه الأعراض الشاذة بعد انخراطه اسبوعين مخيم صيفي من مخيمات غرس ثقافة الكراهية..!! فبدأ يظهر تمردا ملحوظا على توجيهات والدته، وأخشى ما أخشاه ان تتسرب إلينا من خلاله بوادر أصولية متطرفة، فهو من جديد دائم العبوس.. متعجرف..عدواني.. يهدد أحيانا بتحطيم التلفزيون.. يحرم تارة، ويحلل تارة أخرى وكأنه الرجل الثاني في القاعدة..!!
ولكني أمام هكذا وضع لن أتردد في القيام وبشكل مباغت بتفكيك هذين المربعين الأمنيين..!!

أما في المدرسة، وبحكم موقعي فقد قررت إظهار"العين الحمرا" لمن لا يتقبلني ولا يعتبرني"واقعا "و أني لن اسمح بوجود أي شكل هندسي أمني مهما كان، وسأمنع أسوة بما فعل غيري أي صحافة أو إذاعة لا تسبح بعبقرياتي وإلهاماتي ولا تنسجم مع مزاجي السياسي وكوني رجلا موحدا فيكفيني صحيفة واحدة وإذاعة واحدة وفضائية واحدة، كما وان أي مدرس يبدي اعتراضا ولو مهذبا سأقمعه، وافككه كمربع امني خطير يهدد استقرار المؤسسة والوطن..!!

وللعلم فان أي مدرسة مجاورة كانت أم يعيدة ستفكر في اتخاذ قرار أمني بحق معلم عندها موال لي.. ستجعلني أتخذ وعلى الفور قرارات أمنية اضطرارية بتفكيك "الرهائن "عندي من قادة المعلمين الموالين لغيري. تطبيقا لشفافية ونزاهة مبدأ المعاملة بالمثل وكما قالوا العين بالعين والقمع بالقمع............!!
ولن تأخذني رحمة في الخارجين على النظام حتى لو حولت المدرسة الى معتقل كبير، ولن آبه بصراخ مؤسسات حقوق الإنسان أو بما تنقله الفضائيات من تحيزات وتضخيمات..!!
ومن حقي أن احكم وارسم باسم الناخبين كما أشاء
واللي مش عاجبه.. كرباجي، فليسلم نفسه عاريا لاسرائيل..!!

أعزائي القراء....

رجاء لا تصدقوا كل ما سبق واعتبروه مجرد مزحة خفيفة، فإنما لا يملك غلبان مثلي أن يكون عصا أو هراوة، وقد خلقه الله وقدر له أن يكون كاتبا يعيش بين الناس ويحس بآلامهم ويعبر عن همومهم..
وليس دوري ككاتب أن أزن بدقة البراز المتساقط على كل من الفسطاطين، أو أفاضل بين مصيبتين، أو أبرىء أيا من المجرمين..!!
فقتل واحد في اعتقادي كقتل ألف، واعتقال فراشة كاعتقال فيل..!! ولتذهب كل تبريرات وفتاوى تزيين الباطل إلى الجحيم
فمن يدعي الإيمان ويزايد به على أخيه لا يلوي أعناق الحقائق، فالمؤمن قد يكون أي شيء إلا أن يكون كذابا..!!

وليتحملني من أحس بالوجع أو لا...سيان.. فقد أحسست الآن براحة الحق، ووكلت أمري لله، فأنا لست بأفضل من د. ابراش أو.عبد الستار قاسم..!!
فقط انتهي من كتابة شهادة للتاريخ وبلغتي الخاصة عن مفارقات وتناطحات نعيشها بكل التمزق على خلفية صوت باراك وهو يبشر جمهوره باقتراب ساعة الاجتياح، وأيا كانت النتائج فمما لاشك فيه أن المتناطحين سيندمون أشد الندم على صغائرهم بحقنا في بحر جديد من الدم، وقت لا ينفع الندم..

ولات ساعة مندم..!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى