الأحد ٣٠ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم مــحــمــد زريـويــل

هـو الـشعـر في يـومه الـكـوني

في حضرته تقال أشياء وأشياء،هو الواقف بين السماء والأرض، يأتي إلينا من حرقة قلب الكتابة وهو يشع بالضوء والنور والضياء، يأتينا ملفوفا في وشاح منسوج بخيوط قوس قزح، هو الشعر، يمتاز بالإشارة إلى نفسه وجنسه، ويلفت الانتباه إليه في يومه الكوني بنهاره وليله، إنه الإبداع الصافي، ينبع من ترعة الوجدان والعواطف على همس الأحاسيس والانفعالات،يجري يتدفق صورا ومشاهد ولوحات..هو من يشير إلى سحره وشيطانه، هو ظل الكون كله، إكسير الحياة ولحن الوجود، وقل كيمياء الحرف، ومبهج من مباهج الدنيا، ومعلمة من معالم اللذة...

كل شعر في عصره يسبح، وفي جميع البحور عامت الأشعار عبر العصور، له من المحاسن ما يميزه، ومن الفضائل ما ليس لجميع الأجناس، هو المحيط الذي يغوي الإنسان بالإبحار فيه على متن قصيدة شراعها الأسطر والأشطر، أو بركوبه على ظهر ديوان مجاديـفه المقاطع والفصول...

هو الدوخة، والدوحة التي تدعوك إلى ظلها وقت الهجير، هو السنديانة التي تلوح لك أثناء الهاجرة بمنديل مبلل بالرذاذ وتفترش لك فيأها.. هو المنبع والمورد الذي يطفئ فيه الظمآن غلة العطش، هو ماء النتل عندما يشتد القيظ... هو كون من السرور وعالم من الفرح والحبور، هو الذي يذيب أشعة الشمس عند الشروق، ويلون أشعة القمر قبل الطلوع، في مداره راحت تسبح الأرواح، في خلجات الفؤاد يخبئ الحب، وفي خلوات النفس يدس الود، يغسل نجود أرواحنا بالطيب والأريج، اسمه يزحف حلوا على الشفاه، هو الشعر، يحلق في العلياء بأجنحة الملائكة.. هو سيد الكلام والأجناس.. هو السحر والسر، هو الجوهر واللب، هو ذا المجاز في عشق الشعر، ماذا عـساني أقول وأنا له المحب وبه المولع... في يومية التقويم الميلادي سطرت تحت الذكرى ـ 21 مارس ـ بقلم يجري بما تحمله الروح والنفس لملامسة العالم وتحسسه في يوم شعره...هو الشعر في يومه الكوني كما في سائر أيامه وعصوره...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى