الأحد ١٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨

وجـــــــــه لـــي

بقلم: رياض الشرايطي
لا رمل يصعد أوردة الماء،
فتزهر قامة الشّفق،
وتمضي في فناء سواد الغناء،
محمّلة بقيض ثغر كسوته رفات المساء،
أنا السّاعة بلا حزن،
تورق على كفّي صواري الرّيح،
وأنتظر أشلائي تجيء من دروب الهباء،
تجرّ انكسار زوابع وجه منام عنيد،
شارد في الخلاء،
وتزرع أهداب محّـــار القمر،
في اختفاء ذاكرة النّــــار،
أنا السّاعة مدكوك تحت سنابك حمّى القلق،
أفاتح أسئلتي بسرّ الأفق
إذ لا شيء ينمو على جدرانه
الموشّحة ببوح صوت الرّمـــــاد، ســـــــوايْ،
 
** ** **
مـــــــــا أضيق الــــــورقْ،
 
** ** **
تـــــوغل حرائق الرّؤى،
في مسالك السّراب،
وأعترف للأشرعة المتلبّسة بانخطاف البروق،
أنــــّي أحبّك ،،
واعطي ثوب حقيقة كأسي،
لفيض مـــــــاء التّــــــيه،
وأعترف أنــــّي أحبّك
كقتيل يحفر أصقاع غيمة هاربة
من نخاع شموس الوله في جليد الكلام،
 
** ** **
مـــــــــا أضيق الــــــورقْ،
 
** ** **
حبري في الـــمتاه،
تتحطّم على شرفته عذارى الدّقائق،
فتنهمر من رذاذ الزّمان،
ذئاب ليل،
تطحن شوك الطّريق اليك،
أنـــــــــــــا دون انفلاتك، لاشيء،
أنا الـــسّاعة هابط من خيال العتمة،
أشاطح صدى حكايا خراب اللّظى،
وعلى راحتيّ أقترف جلد النّوى،
كي أمدّ مدى اصابعي،
وأطارد صخر طيوف النّدى،
وأعترف للقــــطا المتوسّد جير القلب،
أنــــّي أحبّك،
وأشدّ بعشق حضورك في دمي،
أوتاد أوطان قددتها من لحمي،
وأنا المملوء بمرّ الثّنايا،
وجمهرة الشّهوات تهجرني،
مشروخة ببَرَد إئتلاق حلمي،
أنا الـــسّاعة أهيّء أردية لهب خمر الخرافة،
وأترك وهم نسمات آخر اللّيل
معلّقة على رتــــــاج الفؤاد،
أنا الـــسّاعة أنتشر على برّ مسقوف بندفات انقلاب فجر الغيوم،
أكسّر على عتية النّوء أناشيد الظّلمات،
للتوقيع على شؤون الورد ياسم بلادي،
 
** ** **
مـــــــــا أضيق الــــــورقْ،
 
** ** **
زهر اللّوز يغسل مخبوء الرّوح،
فيفاجؤني ضوء بريّ يرحل في تراتيل الغرية،
ينـــــــــــاديني:
حــــــاصرْ شتاءك، واطرق جدران الرّيح،
كي يفتح لك السرْو مقافل غابة الثلج،
للرسم على خدّه،
تضاريس الغياب،
وحل المجهول،
أعشاش النّواح،
غبار العزلة،
ورق الــــــــــسّفرْ.
منفردا في سفينة الضّباب،
يأسرني المكان،
فألقي حذو ظِلّك بقيّة سلاسلي،
وأمرّ إلى جهة صباحات خلوتي الممزّقة،
أرتّق حيطان قدحي الأخير،
وأنهض من شقوق صديد الإنتظار،
أحيك من ضلوعي ظلالا لحضورك،
واعترف لمواطىء الفجيعة أنّي أحبّك،
وقدّامك أمرّر كفّي على هامة الوقت الملتهبة،
كي أزرع طوفان الأيّام حبقا،
ووجها يرسل تفاصيل الحياة،
 
** ** **
الورق أَضيق من حطام مجامر كون،
حلّ ضفائره لهجير المسافة،
كي يستريح على ناصية مدن غارقة
في حريق صباح يرقد في قطن الضّوء،
يوطّن في عيون العشّاق،
إشراقة موج الفرح،
وأصرخ، أحبـــــّك،
فانتبهي قليلا لتعب الكلمــــــات.
بقلم: رياض الشرايطي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى