وضوءٌ على ضفة السراب
أنا في انتظارك ما تركتُ محلِّي
قيد الضراعةِ يا سماءُ فطِلِّي
كلٌّ بوادي الانطفاءِ كأنني
ضوءٌ يُفسَّرُ بانتفاءِ الظلِّ
وارَبْتُ غرف القلب حين تعدّدت
حيَلُ الظلامِ، ولستُ أوّل كلِّ
هي فوق أجنحة الرحيل دليلُها
رؤيا تعجُّ من الورود بفُلِّ
أرجوك يا بلَلَ التراب تدلّني
كيف انتخبت مياسماً ؟ قُل لي
وصعدتَ للقبلات غيرَ مقيّدٍ
حتى وُلدتَ من الخدود كطلِّ
والآن أتخذُ الرياحَ ذريعةً
يا علّتي الهوجاءَ لا تعتلِّي
سأحبُّ سفر الصوت نحو فضائها
ما دام صعبٌ أن أسافرَ كلّي
أحببتُها فإذا الجفاء مطارداً
مثل الجفاف بقلبيَ المُبتَلِّ
ورفعتُ رايتها وكنتُ محاصراً
فإذا الهموم تولُّهٌ وتولِّي
وعشقتُ في الأسماءِ كلَّ نصيبها
حتى ضميرَ الغائبِ المحتلِّ
ورغبتُ في الوصل الصريحِ لأنّني
أُرِّقتُ من لألائها المخضلِّ
و ذُهِلتُ من صبحٍ يكون بوجهها
هوناً ويُحجبُ ثم ما من حلِّ
وعجبتُ من خدٍّ كريمٍ كل ما
عاينتُ يُنضج وَردَهُ ويُدلِّي
أوّاهُ إنّ الشوقَ ينتحُ كلّما
ألفيتُ خلّاً يستقيمُ لخلِّ
ما كلّفتني ماءَ وجهيَ شتلةٌ
قبل اللقاءِ بمثل هذا الشتلِ
قد كنتُ من تمر المدائن صائماً
أطفأتَ يا خمرَ المدينةِ غُلِّي
والآن للطلل المقدّسِ في دمي
سأقوم ملءَ مواجدي وأصلّي
فلعلّ صوتٌ من مآذن لهفتي
يمشي إليكِ، وإن مشى فلعلّي..