الاثنين ٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧
بقلم عبد ربه محمد أسليم

ويعتقل البحر

يفر اللهاث من السؤال
الليل يهرب بوقاحته إلى الوريد
يجرح جنوني بعشق ملائكي
والريح محملة برائحة النوارس
ورائحة طفولة تتبعثر غربة
وتعرف معنى البحر
مسافة لا تنتهي من الشتاء
العسل يرتجف من شدة احتراف الرقص على شواطئ الخجل
ومنازلة الفجر
كما الليل يطل بأرنبته
ألمس رائحة الصفصاف
وهو يغادر خاصرتي كنبي
الدمع لا يكتمل إلا بزرقة البحر
وارتفاع الهاوية
وعمق الرماد
صمت مزعج خلف أكياس الرمل
والسماء تحلق إلى الأعلى مجنحة
الصمت يزيح ستائر الضوء
ويراقص سنبلة في آخر الحانة
إلى اليمين ، أفسر الصباح بوقاحة متراس
وكأس يتأمل الخمر
ويخفي رجولة زائدة
يستدير بوسامة أفعى ويأخذ بيدي باتجاه البحر
وما في الأفق من زوائد في بدلته العسكرية
الصمت يتقن فن الكلام
فأغتال الشتاء
والريح تفتش عني
تمنحني بعض الهوى
في ركن الحانة القصي ، جهة الشرق ، يعثر البحر علي
فأضع إبطي في إبطه والسماء تميل للغربة
الشجر يصبح عار من يديه
وأسنانه عسل ذهبي
هكذا
يخبرني المطر عن موعد وصول العصافير
وقد عانت من الأرق مثل شمس ترقد في العراء
وقلبي سنبلة ماء ذهبي
قبل أن أصلي العصر أشرب طفولتي
والصحراء تعلن انتمائها للتمائم
والبلابل بيض مسلوق
صدئت لغتي
والخمر ما زالت تتساقط من دموعي
البحر يداهم الزهور
ويتذاكر الغيوم مثل حلم غجري
ونظاراتي الطبية ثمر ناضج فوق مزلاج
وربما فوق محراث نبيذي ...
وينابيع حانة مثل مئذنة تتدفق فوق فمي
الأفعى مهاري مثل ساق سنبلة
ينحني الصباح لها بكل وسامته
وحياء الجدار !
السنابل تعاقر الريح ،
والشجر يعاني من حالة بغاء لولا الريح لحاولت أن تصافح الرمل الأبيض
وتستجدي شقوق الباب
ويدي تعاريج فراغ
وما في خاصرتي من سلال رمان مقدسي
هكذا
تراهن السماء علي مثل ورد ناضج فوق أغصان صفصافة حمراء
وأنا أتورم من شجاعة البحر
ومن شدة الخجل

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى