الجمعة ٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم
وَمَا تُوحِي الشَّيَاطِينُ؟
أَيَا أُمَّاهُ لا تَبْكِي عَلى وَلَدٍ يَعُقُّ الثَّدْيَ يُطْعِمُ بِئْرَكِ الْحَجَرَافَلَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ لِيَسْقِيَ سُنْبُلاتِ الْحَمْدِ..جَاءَتْهُ شَيَاطِينُ الأَنَامِ لِتَذْرِفَ الْعِبَرَاوَمَا تُوحِي الشَّيَاطِينُ؟وَقَدْ َمَلأُوا مَسَامَ الْبَيتِ جُنْدَاً وَالقُدُورَ حَصَاسَنَابِكُ خَيلِهِمْ خَبَطَتْ أَدِيمَ الأَرْضِ..فَامْتَثَلَتْ لَهُ الأَعْنَاقَ وَالأَيدِيوَتَأْخُذُهُ الْهَوَاجِسُ لِلْخُصُومَةِ..يَشْتَكِي شَعْبَاً عَلَى وَجَنَاتِهِ رَقَصَ الأَنِينُ..وَكَانَ يُلْقِمُ جُوعَهُ وَسَنَاوَيَحْلُمُ كَيفَ يَومَاً يَقْطِفُ الْقَمَرَاوَيَا وَيحَ الرِّجَالِ عَلى سِيَاجِ بُيُوتِهَا تَبْكِي لِصَمْتِ الْبَحْرِ..لا وَجَلٌ يُؤَرِّقُهُمْ وَلا قَبْرُوَلَكِنْ دَمْعَةُ الأَبْنَاءِ تُثْقِلُ مَنْ بِهِ صِبْرُفَعَبَّأَ جُعْبَةَ الْحَسَرَاتِ دَمْعَاً وَاسْتِلابِ اللَّونِ مِنْ شَفَةِ الْكُرُومِ لِيَمْنَعَ الأَغْصَانَ مِنْ هَمْسِ التَّشَابُكِ..وَابْتِهَاجِ الْعُشْبِ يَخْبُو يَخْتَفِى وَجَعَارَأَى عُصْفُورَةً تَرْعَى مِنَ الْحَقْلِ الْمُجَاوِرِ لِلْحُدُودِ..فَجَرَّهُ الْغَضَبُ الّذِي شَرَعَادَعَا الشُّورَى لِحَبْسِ الطَّيرِ في لَيلٍفَلا يُرْمَى بِهَتْكِ الضَّوءِ أَو يُدْعَى غَرِيمَ الرَّأْيِ وَالْحُرِّيَةِ الْمُثْلَىوَيَعْلَمُ أَنْ سَيَقْذِفُهُ زَنِيمٌ أَفْحَجُ الْعَقْلَينِ..جَاءَتْهُ الشَّوَارِبُ يَمْتَطُونَ أُنُوفَهُمْ رَغَبَاوَقَدْ جُعِلَتْ رَوَاتِبُهُمْ مِنَ الشُّهَدَاءِ وَالْقَتْلَىوَتُنْفَقُ في كُؤُوسٍ لَونُهَا يَطْفُو عَلَى ثَغْرِ السَّفِيهَةِ قَدْ جَرَى غَدَقَاوَلَمْ يَشْفُوا غَلِيلَ فُؤَادِهِ لَكِنَّهُمْ زَادُوا لَهُ رَهَقَاوَقَالُوا مَا لَنَا بُدٌّ لِنَمْلأَ وَقْتَهُمْ رَهَبَافَنَقَّبَ في دَفَاتِرِهِ الْقَدِيـمَةِ عَلَّهَا تَجْلُو لَهُ الْبَلَدَاوَيَحْسِبُ أَنَّ خَيلَ حُقُولِهِ سِيسَتْ وَلَمْ تَجْمَحْ لَهُ أَبَدَاوَأَنَّ لَهُ عُيُونَاً تًمْلأُ الدُّنْيًا جُفَاءً..وَاحْتِلالاً لِلْخَوَاطِرِ في تَرَاقِيهَا وِتَمْشِي في جَنَائِزِهِمْ وَلا تُخْفِي لَهَا طَرَبَاأَيَا أُمَّاهُ لا تَبْكِي عَلى وَلَدٍ يَسنُّ أَظَافِرَ الْفُرَقَاءِ في عَظْمِ الْبِلادِ..وَيَنْفُثُ الْعُقَدَافَلا تَهِنِي وَلا تَأْسَي وَلَو قَذَفُوا لَكِ الْجَمْرَافَقَدْ نَفَخَتْ أَسَامِيهِمْ رِيَاحُ الْبُعْدِ عَنْ عَينَيكِ وَانْطَلَقُواأَنَاخُوا ظَعْنَهُمْ في عَتْمَةِ الشَّكْوَى عَلى الطُّرُقَاتِ وَاسْتَبَقُوافَهَلْ وَصَلُوا ؟