الجمعة ٢٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم توفيق الحاج

يا فرحتي..بدل القمة ..قمتين.. ..!!

بداية أنا لست فصائليا.. ولا انقساميا.. ومن يعرفني جيدا لا يجد عندي شبهة ولو صغيرة في تملق اصفرار فتح أو التغزل باخضرار عيون حماس ويغنيني شرفا عن هذه وتلك اني فلسطيني وكفى شاء من شاء وابى من ابى..!!

أقول هذا واستغفر الله لمن يرجمنى غربا أن قلت للشرق أعور في عينه ولمن يرجمنى شرقا أن قلت للغرب اتق الله ..!!

هكذا هو حال ثقافة الاختلاف في الرأي عند المتعنترين والمتفيهقين و المتنطعين من أرباع المتسيسين وفي مجتمع يكاد يكون متخلفا في كل شيء ولا يؤمن إلا بالقول السائر (من ليس معي فهو علي)..!!

ماعلينا..

حال غزة.. لا يخفى على أحد وبعد 22 يوما بالتمام والكمال من الخض والعك ،يتمخض الجبل العربي فيلد قمتين ،وقعدة خليجية على دلة قهوة بيضا زيادة على البيعة.

أولا :قمة (ممانعة) قطرية تجلت تبارك الله يوم السبت، وضمت القرعة وأم الشعور ،وقد شفت الصدور..!!

حرصت على سماع معظم شخوصها وأفعل ذلك لأول مرة منذ سنوات بعد قناعة شخصية من أن سماع مطولة لفريد الأطرش أو الست أفضل وأجدى..!!

كلام جميل ..وكلام معقول كما تغني ليلى مراد تدفأت به في زمهرير كانون ..يذكرني بكلام لعبد الناصر الذي عرف قيمته الآن من لعنوه وشمتوا به وبالنكسة..!!

ولكن أقول للإخوة المتقطرين..!!:

خذوني على قد عقلي

تحملوا مني..لو سمحتم وبدون زعل أو تخوين بعض التساؤلات والملاحظات.

 مرحى لحضور الحبيبة والحليفة إيران التي امدتنا بصواريخ جراد وفي نفس الوقت تخلت طوعا عن اراض عربية وإعادتها مشكورة إلى الإمارات..!!

 هل قطر بما فعلت قربت أم فرقت وعمقت ..؟!!

 من أين لي أن أثق بقرارات رائعة لقمة صمود وتصدي لا تبعد سوى أمتار عن أكبر قاعدة امريكية في الشرق الاوسط..؟!!

 اعجبتني البلاغة السورية التي كانت قريبة جدا من قطف ثمار المفاوضات السرية برعاية تركيا إلا أن دخول غزة المحترقة على الخط أحرج من احرج وأفسد كل شيء..!!

وننتظر الان تمشيا مع مارش القمة الحماسي أن تتخلى الجبهة السورية عن صمتها الطويل من باب أولى..!!

 شكرا لتركيا المسلمة التي أعادت الينا قبل حضورها المؤتمر مباشرة لواء الاسكندرونة ،وقطعت علاقاتها بأمريكا وحلف الاطلسي ،وتفاهماتها العسكرية العميقة مع إسرائيل..!!

 من يكره أن يكون كل الحضور في القمة القطرية مشاريع بطولات حقيقية من طراز صلاح الدين و قطز وبيبرس..؟!!

ومن يكره أن نستيقظ باكر لنرى إسرائيل وقد اختفت على وقع حوافر الجيوش العربية وتحررت الأراضي السليبة من الأندلس وحتى الاسكندرونة مرورا بفلسطين طبعا..؟!!

يا ناس ..

كفاية.. عشت عمري كله وانا اسمع دون جدوى الخطب والاغاني عن تحرير القدس وأننا إليها قادمون..!!

يا ناس ..انا مع المقاومة..ولكن مقاومة فلسطينية خالصةواحدة موحدة وليست مقاومة فصائلية متشرذمة مرتهنة لهذا المحور أو ذاك

ياناس.. رغم بحر الدم من الأبرياء الذي يفوق كل تصور..يقولون أن المقاومة لا تزال بخير الحمد لله، لذا فليضح من يريد بما يشاء من شعبي وبالكم الذي يرغب.. فيكفينا فخرا أن الله أرسلهم إلينا لينقذوا أمثالي من جبنهم وخوفهم .

إني على ثقة من أن هذه القمة مع احترامي لحضورها ولقراراتها لم تكن إلا مناسبة تظاهرية عاجزة انتهت من حيث بدأت فلا أثر و لا تأثير..وهي ببساطة لا تملك أن تفرض شروطا..!!بل دشنت ومن أوسع الأبواب لانقسام عربي رسمي واضح وفاضح..!!

ثانيا : قمة (مصانعة) كويتية

تتجلى يوم الاثنين.. وفيها الحضور المصري السعودي أكثر قربا وواقعية مما يدور على الأرض ،ويسابق الزمن تحت الضغط الشعبي المتزايد لوقف المذبحة اليوم قبل الغد وللمفارقة أن حماس التي تعيش بقلبها وطموحاتها مع قمة قطر بدأت تشغل عقلها البراجماتي المعروف وأخذت تتعاطى مع هذا المنكر بغض النظر عن حدة الشعارات و قوة الحناجر..!!

لاشك أن المقاومة صمدت واستبسلت أكثر مما كان متوقعا ولكنها وبدون دعم لوجستي عربي ملموس ومع تزايد سقوط الضحايا المدنيين باتت أمام خيارين لا ثالث لهما ..اما القبول بالمبادرة المصرية محسنة بالمقبلات التركية أو ضياع الامارة..!!

إسرائيل ليست في عجلة من أمرها ،وهي تبدو كمصاص دماء متعال ومتخبط.. وينتظر أن تعلن وقف إطلاق نار من طرف واحد استهانة بكل المسلمين والعرب واستتفاها لكل عناوينهم ..!!

عباس معاق..وعاجز عن فعل أي شيء بعد أن قطعت حماس يده الغزاوية ..والأمور هنا مرشحة لتزداد سوءا وربما تطال الضفة ،بينما أهل قمة المصانعة جميعهم شبه مقعدين لا يملكون في الحقيقة إلا الدعاء لله والرجاء من أمريكا وأوروبا بوقف عجلة الموت في غزة.

هذه هي الحقيقة تفرض نفسها بين قمتين تجاريتين متعارضتين تتفقان للاسف في العجز والانسحاب من المكان مع استفحال الانقسام والتشرذم بينما المأساة تتدحرج أكثر فأكثر.

إننا الآن أمام وجهين لعملة واحدة في قمة للممانعة وأخرى للمصانعة

فمن المحزن طبعا أن يعلن زعماء بوضوح عجزهم وعمالتهم وخنوعهم واستسلامهم ، ولكن من المغيظ حقا أن يتاجر بدمنا زعماء مراهقون ومكابرون ومزايدون..بل وعاجزون أيضا!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى