الجمعة ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٤
بقلم
يا قدس - قصيدة لمناسبة الإسراء والمعراج
يا قدس حياكِ ربُّ العـرش والفلـق | |
والحمـدُ لله عنـد الصبـح والغسـقِ | |
قلهـا وصـلِّ ولا تبخـلْ بقولتـهـا | |
على النبيِّ عظيـمِ الخَلـق والخُلـق | |
ويومَ أضحى وحيـداً لا نصيـرَ لـه | |
إلاكَ ربي.. وقد عانى مـن الرهـقِ | |
نثثتَ سـرّك فـي قلـبٍ لـه فـزعٍ | |
ومن سواكَ سيحميـه مـن الغـرق؟ | |
سيَّرتَ والناسُ غرقـى فـي سباتهـمُ | |
براقَ يُمـنٍ وقلـتَ احملـه وانطلـقِ | |
ما بيـن طرفـة عيـنٍ وانتباهتهـا | |
إلا وأحمـدُ والأحبـاب فـي نسَـقِ | |
فأمَّ في الرُّسْلِ إذ هُـمْ يقتـدون بـه | |
بخاتم الرسْلِ نفـح المِسـكِ والعَبـقِ | |
والقدسُ صاحتْ، ألا أهـلا بزائرنـا | |
أما تعبتَ حبيـبَ الله فـي الطـرقِ؟ | |
إني لأعجبُ يـا ربـاهُ كيـف أتـى | |
من أرضِ مكةَ نبـع النـور والألـقِ | |
لا تعجبـنَّ فأولـى القبلتيـن لـهـا | |
جلُّ المقام كشمس الكونِ فـي الأفـقِ | |
وبعدها عرج المختـار فـي صعـدٍ | |
يمرُّ مـن طبـق دنيـا إلـى طبـقِ | |
وظل يرقـى إلـى العليـاء يسبرهـا | |
في رحلةٍ ذكرهـا للكفـر لـم يـرقُ | |
وعاد من فـوره جـذلان منشرحـاً | |
وزال هاجـسُ كـلِّ اليـأس والقلـقِ | |
هذي هي القدس، يـا أقـزامَ أمتنـا | |
يحميكِ ربي من الطوفـان والغـرقِ | |
أنتم دهاقنـة الطاغـوت فـي شبـقٍ | |
كالمومسات فلا تخشـى مـن الزلـقِ | |
أنتم بغـاةٌ بفـنّ العهـر قـد نبغـوا | |
جذوركم نبتـت فـي الآسـن الدبـقِ | |
فأرضكم أصبحـتْ للـذل مزرعـةً | |
فلسـتُ منكـم ولا دينـي ومعتنقـي | |
القـدس عذراؤكـم فُضَّـت بكارتُهـا | |
في ليلةِ السبت من علـجٍ بـلا خُلـق | |
كم استغاثت وكـم صاحـت مولولـةً | |
قبل السقوطِ وبات الدمع فـي الحـدقِ | |
أختاه ياقدسُ لا تبكـي بـل ارتقبـي | |
أن تطهري اليوم من دودٍ ومن عَلَـقِ | |
لا عارَ في ما جرى فالعرب تلبسـه | |
إلاك أنـتِ وبالأعـراب لا تثـقـي | |
بشراكِ يا قدسُ أرض العرب مترعةٌ | |
بالمنكراتِ وقـرع الكـأس والعـرقِ | |
"ديانا" فازت وقدس العرب قد سقطت | |
والكلُّ زجَ بهـم فـي داخـل النفـقِ | |
يـا ويلكـم مـن لقـاء الله يـوم إذٍ | |
والذنبُ إذ ذاك مسطورٌ على الـورقِ | |
يا قدسُ لا تجزعي فالثأر نحـن لـه | |
بشراكِ يا أختُ أمسى الخصم في حنقِ | |
الله يرعاكِ لا تبكي بـل اصطبـري | |
يا قدسُ مهلا بريق النصر في الأفـقِ | |
فكيـف لا وحمـاسٌ قـال قائلـهـا | |
فهـاك أحزمـة التدميـر، وانطلقـي | |
وفتحُنـا فيـه للأقـصـى كتائـبُـه | |
تقارع الخصمَ في الإشراقِ والغسـقِ | |
ومثلها مـن سرايـا القـدس كوكبـةٌ | |
منها العدوُّ رهيـن الخـوف والقلـقِ | |
أما الشهيد لـه فـي النـاس مرتبـةٌ | |
وعند ربي عظيـم الشـأن والخلـقِ | |
فالجسـم قنبلـةٌ مـن حولهـا حـزمٌ | |
إذا اشرأبت تنوشُ الخصم في الحـدقِ | |
تعـالَ يـا خالـدٌ وانظـر لحالتنـا | |
صرنا حثالةَ أهل الأرض في الخرَقِ | |
فالقـدسُ تبكـي وبغـدادٌ تبادلـهـا | |
حزنا بحزنٍ فيـا ذلـي ويـا أرقـي | |
والماجـداتُ فقـدنَ المجـدَ واأسفـي | |
فالعلج يعبث فـي الشيئيـن والعنـقِ | |
كالعير نجتـرُّ تاريخـا لنـا سلفـتْ | |
أيامـه منـذ عهـدٍ بـائـدٍ خــرقِ | |
عقيـد ليبيـا وقـد جـادت قريحتـه | |
ذاك الدعـيُّ بـلا ذوق ولا خـلُـقِ | |
سمى فلسطين إسراطيـن فـي قحـة | |
فيا سماء اهبطي لـلأرض وانطبقـي | |
قم يا جمالُ وأدبْ مـن فرحـتَ بـه | |
عضروط فاتحنا رجلاه فـي الزلـق | |
هل يا ترى عمـر المختـار يسمعـه | |
من أرض ليبيا التي آلت إلى الغـرقِ | |
قاد السرايا علـى الطليـان جندلهـم | |
بالكـر والفـر لا بالطيـش والنـزقِ | |
من لي بشيـخٍ لـه ذقـن يضارعـه | |
خضابها من عبير المسـك والعـرقِ | |
أو قائدٍ ملهـمٍ يـوم الوغـى حـردٍ | |
لا يأبهـنَّ بكـل الحبـرِ والــورقِ | |
والقادسيـة سعـدٌ كـان فارسـهـا | |
بالله جودي بـه يـا أرض وانفلقـي | |
وفـي الختـامِ نصلـي دونمـا كلـلٍ | |
على النبي صباحا ثـمَّ فـي الغسـقِ |
مشاركة منتدى
29 تموز (يوليو) 2008, 21:39, بقلم الوفاء
القصيدة في غاية الدقة في الوصف أهنكم عليهاوأتمنى المزيد من العطاء والتواصل...موفقييييييييييييييين
26 أيار (مايو) 2014, 17:28
شكراً لك قصيدة رائعة
2 نيسان (أبريل) 2019, 10:16, بقلم ggh
بالاعراب لا تثقي اذا بمن تثق بالروم والفرس لماذا ذم العرب والتعميم لغة الجهلاء
لولا العرب لما رأيت مجدا الدولة الاموية والعباسية وصلوا الا لم تصلوا له ، إليكم يا من لا تثقون بالاعراب …
نبينا عربي أصيل من الجزيرة العربية