السبت ١٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم توفيق الحاج

يميننا.. ويمينهم..!!

أحدث طبعة من الانتخابات العبرية افرزت أغلبية ليمين قبيح ومتطرف في ليلة مطر وزحاليق..!!

رحب العالم الحر..!! بالنتائج وابتسم وقال: يومنا عسل بينما أقام القيامة ولم يقعدها قبل 3 سنوات، عندما فاز فيه يميننا بالاغلبية،وصرخ غاضبا باعلى صوته: يومكو بصل!!

في رأيه أن يميننا ارهابي وخطير يجب حصاره حتى يتوب ويعترف باسرائيل، بينما يمين إسرائيل ماشاء الله خالي من العيوب وله الف تعظيم سلام..!!

فلا عنصرية. ولا كراهية للعرب، ويتصرف كالملائكة..!!

صحيح أن ليميننا أخطاء وربما خطايا ، ولكن ليس إلى الحد الذي يبرر هذه المعاملة الجافة والمتحيزة.. والتي ينسحب ضررها على الفلسطينيين جميعا..!!

اليمين الإسرائيلي بالنسبة للعالم أشبه بالمحظية..

رغم انه يمين واضح كل الوضوح في عنصريتة ووحشيته وتاريخه الدموي وهو يريد التخلص من عرب فلسطين بطريقتين لا ثالث لهما القتل أو الترانسفير..!! وهو كذلك يملك عمليا القدرة على الفعل وتحت يديه ا دوات التنفيذ..!!

أما اليمين الفلسطيني فهو أشبه بالزوجة العجوز والثرثارة..

وهو والحمد لله بمفرده جاهز نظريا للمواجهة والتحدي ورأسه وألف سيف أن لا يصلي عصر يوم غد إلا في القدس الشريف وقد تحررت كل الأمصار من الأنهار إلى البحار..!!

وعمليا فان مدى شعاراته أبعد من مدى خياراته..!!

يميننا الله يعطيه الصحة يقود المقاومة بما يتوفر له من سلاح بدائي مزايدا أحيانا وبضجيج مبالغ فيه أحيانا أخرى مستغلا أن وسطنا مقطوع حيله ويسارنا في غيبوبة

ومتناسيا تاريخا طويلا ومكلفا من المقاومة كان هو فيه مجرد مشاهد..!!

المتغيرات الدولية ولغة المصالح وأخطاء السلاح التي ارتكبها اليمين الفلسطيني كعمليات تفجير المطاعم والحافلات .. علاوة على اخطاء اليسار الفلسطيني من قبل في خطف الطائرات كلها ساهمت عالميا في خنق المقاومة التي عرفناها منذ وعد بلفور وحتى الانتفاضة الثانية..!!

المرحلة التالية تتطلب طالما هناك حديث فلسطيني وعربي شامل عن ضرورة قبول التهدئه أن نجد طرقا وأساليب ابداعية جديدة للمقاومة تتلائم والظروف التي نعيش..

قد يتسرع متشنج مركب على شعار (بالروح بالدم) وينتقي لنا تهمة على ذوقه من قاموس التخوين خاصته ولكن لو تبصر فيما لا يعجبه، لربما وجد انه الطريق الاوحد لملامسة قدميه الارض..!!

اللهم إلا اذا كان متأكدا تماما ،بان إسرائيل ستزول من الوجود بتعازيم على طلسم مسحور فوق حفنة من بخور ..!!

الآن

لسان حالنا نحن العامة والدهماء يوتوت في صمت "ياشارد من باراك تع شوف ليبرمان..!!

وكما يقول المثل من لا يخاف لا يخوف ..واللي عاش وشاف في غزة مش زي اللي شاهد وسمع في قطر..!!

فوصول اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى الحكم يعجل ببداية الشوط الثاني من الحرب التي اسماها يميننا (الفرقان)..والتسمية صحيحة إلى حد كبير فنهاية حرب غزة تعني أما الإطاحة بحماس أو الإطاحة بنتنياهو وليبرمان قبل الأوان

وأنا اعتقد أن نتنياهو هو الذي سيقود ملوك إسرائيل من اليمين ، قبل ليفني فائزة الانتخابات خاسرة الحرب و التي خذلها باراك ، لذا اقترح عليها أن تستغل ما تبقى من بريقها وتعمل كمذيعة مطبخ في القناة العاشرة..!!

اليمين الإسرائيلي قادم وبكل قوة ،وهو يعلن أهدافه بكل وضوح وهو هذه المرة غير مستعد لوقف إطلاق النار حتى يهدم البيت تماما ولو كلف ذلك عشرات الآلاف من القتلى الفلسطينيين فهم في نظر الأب الروحي عوفاديا يوسيف مجرد نمل وصراصير..!!

اعرف أن يميننا قدها وقدود أو هكذا يبدو في تصريحاته ولكن

لن يجدي هذه المرة مع أضراس الحقد الديني ، والتاريخي الصهيوني الحادة الاستنجاد بامة المليار ، أو الاستجارة بالعم اردوغان الحردان ،ولن تنفع وساطات سركوزي وضمانات امير قطر، وطبخات عمر سليمان ، وجاهات مبارك وعبدالله في مؤتمرات قمم عربية هنا أو هناك ..!!

ولن يتوقع أحد تدخل إيران عسكريا لصالحنا إلا اذا هوجمت وانقلعت عينها النووية..!! وكذلك لن يتوقع أحد أن تهب سوريه وحزب الله لنجدتنا كما حلمنا في كانون..!!

حتى أوباما لن يستطيع أن يفعل شيئا أمام اللوبي اليهودي الذي منحه أصوات معظم يهود أمريكا ..!! ومن يعول على كلام الرؤساء الامريكان فانه كمن ينتظر افراغ ماء البحر بطاقيته..!!

ورغم كل ذلك فان يميننا لا يزال كديك الحبش واثق الخطوة يمشي ملكا لايهمه يمين العدو او يساره ،و يعتقد أن النصر قريب وعودة القدس قاب قوسين ..!!

كيف..!!

الله أعلم..

لن اخوض في أية قناعات ،من منطلق احترامي لقناعات الاخرين أولا ،ولعدم اضاعة الوقت في المراء ثانيا.

ولكن أليس من الأفضل أن نواجه الشوط القادم من الحرب مجتمعين ومتفقين إن نجحت أو لم تنجح طبخة التهدئة وصفقة شاليط..!!

عمليا ستتوقف المقاومة عن المقاومة لمدة سنة ونصف أن نجحت التهدئة..

والسؤال

بم سنشتغل طوال هذه الفترة..؟!! هل سنعتني مثلا بمقاومة بعضنا البعض أم سنلجأ إلى حياكة الصوف وشطف ارضيات الحمام ..؟!!

وفي حالة فشل التهدئه وملحقاتها لسبب أو لآخر هل سيكتفي من يتبقى منا أحياء بوضع اليد على الخد ومشاهدة مسلسل التتاري للثنائي نتنياهو- ليبرمان على الفضائيات..وقد احرقا غزة بكاملها ..؟!!

ممن الممكن حينئذ ان نحتفل بالنصر النهائي ،ولكن مع من..؟!!

لابد لكل عاقل منا يمينيا كان أو وسطيا أويساريا أن يفكر في السبل الملائمة لمواجهة السيناريوهات المحتملة بدلا من الانخراط في تصنيف الناس وتوسيع الشقة بين الإخوة..!!

ما أسهل التخوين..!! وما اتفه الرجم بالباطل كل من يخالفنا الرأي..!!

وما أقذر أن نخدع الناس بمقولات وشعارات نعرف تماما أنها محض دجل..!!

وماذا بعد..؟!!

سينكشف الزيف طال الوقت أم قصر ولن يبقى في الأرض إلا ما ينفع الناس

أن الدعوة في هذا الوقت بالذات إلى المصالحة بين العرب أولا والفلسطينيين ثانيا هي بمثابة فرض وطني على كل قادر وغير ذلك يعتبر في رأيي لهوا في الوقت الضائع سندفع ثمنه المزيد من دماء ابنائنا في وقت لا تنفع فيه العنتريات الفارغة ولا الدعوات العاجزة.. !! ،ولننتظر كيف ستتطور أحوال قضيتنا والصراع يتجه " لليمين در" فأحيانا أميل إلى الاعتقاد أن التوصل إلى اتفاقات أو تهدئات أو مفاوضات بين يميننا ويمينهم قد يكون أقرب من التوصل إليها بين يميننا و يسارهم أو العكس..!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى