السبت ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم حسن خاطر

الفنان التشكيلي السوري موفق فرزات

يحلق دائما في سماء الإبداع

الفنان التشكيلي السوري موفق فرزات فنان مميز ومرهف الحس .. عشق اللوحات التشكيلية وبرع فيها ومالت سجيته لفن الكاريكاتير بعشق فنال درجة البراعة فيه أيضا ، كافح وجاهد طوال حياته العملية إلى أن وصل إلى هذه المرتبة من الإجادة ، ولقد عقد العزم على أن يجعل ريشته لا تنتج سوى كل ما هو مبهر مما جعله ينال حب وتقدير نقاد وجماهير فن الكاريكاتير في العالم العربي والغربي على حد سواء .. أقام عدة معارض شخصية وشارك في معارض فنية دولية كثيرة داخل وخارج الوطن العربي.. نال العديد من الجوائز المميزة عن جدارة واستحقاق في مجال اللوحات التشكيلية أو في مجال فن الكاريكاتير ولقد كانت آخر جوائزه التي فاز بها تلك الجائزة المميزة في مسابقة سورية الدولية للكاريكاتير في دورتها الرابعة التي عقدت عام 2008 م بمشاركة 856 فنانا من 77 دولة حيث فاز الزميل موفق فرزات بتقدير لجنة تحكيم المسابقة التي تكونت من الفنانين حسن يوسف عضو مجلس اتحاد الصحافيين السوريين وعضو اللجنة العليا لمهرجان دمشق السينمائي، والفنان الروماني جوليان بناباي الأستاذ في مدرسة الفنون الجميلة والكلية التقنية وفن العمارة والرسام في صحيفة تليجرافول دي براهموفا اليومية، والفنان التركي محيي الدين غوروغلو رئيس جمعية رسامي الكاريكاتير الأتراك وعضو لجان تحكيم دولية مختلفة، والفنان الإيراني محمد أمين أفاني، والفنان البرازيلي مارسيوليت مدير موقع برازيل كارثون الدولي ومدير مسابقة غابات الأمازون للكاركاتير، والدكتور محمود شاهين رئيس قسم النحت في كلية الفنون الجميلة بسورية منذ عام 1994م ، والفنان البلغاري رومن اكستينوف، وأخيرا الفنان السوري مرهف يوسف.

لا أنتمي لمدرسة فنية محددة وأتابع عن كثب الحركة التشكيلية العربية والعالمية
 بدايتي مع فن الكاريكاتير كانت بصحيفة تشرين السورية عام 1978م ومنها انطلقت عربيا ودوليا.
 أولى لوحاتي عن القضية الفلسطينية فهي قضية تسكن في ضمائر الأحرار في العالم.
 الفنان الفلسطيني هو الأجدر على ترجمة القضية في أعماله .. فلقد رحل ناجي العلي ولكن بقي بيننا (حنظلة).
 أنا من عائلة فنية أبا عن جد ولي إخوة دخلوا المجال ولكن برع منهم وذاع صيته كل من أخي الفنان علي فرزات وأنا وأخي الفنان اسعد فرزات.
 صاحب الفضل في ظهور موفق فرزات الفنان هو "موفق فرزات" .

ولأن الفنان موفق فرزات فنان مرهف الحس نابغ في فنه قادر على إخضاع ريشته لأفكاره فتترجمها كما يريد أن تخرج علينا عالية الجودة متقنة الأداء .. فلقد حرص "ديوان العرب" على أن يكون لنا معه هذا الحوار الذي تم إجراؤه في دهاليز جريدة الوطن الكويتية حيث يعمل هناك ولعلنا خلال هذا الحوار نكون قد تطرقنا لبعض المحطات المضيئة الغنية بالعطاء في حياة هذا الفنان المبدع :

  نراك فنانا تشكيليا ناجحا .. خرجت علينا بعشرات – بل مئات - الرسومات المميزة .. فماذا عن بدايتك إذن وكيف استهواك هذا المجال وكيف هيأت نفسك له؟
 كانت بداياتي كانت منذ سن الطفولة إذ نشأت في بيئة فنية، أخوتي الكبار كانوا يهوون الفن التشكيلي ولوحاتهم الجميلة كانت تشد انتباهي وتولدت لدى رغبة قوية – وأنا لا أزال في حداثة سني - أن استمر في هذا المجال مع مزج ذلك بالدراسة وصقل الموهبة حتى استطعت أن أصل إلى هذه المرحلة التي تراها الآن.

  هل تنتمي إلى مدرسة تشكيلية بعينها ؟ وماذا جذبك إليها ؟
 ليس هناك مدرسة فنية محددة انتمي إليها ولكن تستهويني كل المدارس الفنية وكل ما هو جديد على الصعيد التشكيلي وان كنت لا أثق بهذه التصنيفات، إنني متابع جيد للحركة التشكيلية العربية والعالمية على حد سواء لكل الفنانين ومدارسهم المختلفة.

  هل تحرص على أن يكون للوحاتك دائما موضوع .. أم أن البعض منها يخرج كمجرد منظر بديع أردت أن يخرج من بين أناملك؟
 طبعا الموضوع مهم جدا لأنه هو الرحم الطبيعي للوحة وبدون هذا الرحم تصبح ولادة اللوحة مشوهة .

 هل لا بد وأن يكون الفنان صاحب قضية وأن يكون له مبدأ يعبر ويدافع عنه ؟
 من الطبيعي في أي مهنة في العالم أن يكون صاحبها له موقف معين منها وصاحب قضية محددة وإن كان هذا الموقف نسبي إلى حد ما فمن الأجدر به أن يدافع عن موقفه لأنه في النهاية صاحب قضية وهذا هو قدر المبدعين أن يضعوا رأيهم في المقام الأول ويدافعوا عنه.

  ما هو دافعك في إنجاز اللوحة بريشتك ويحرك بداخلك حس الفنان .. هل هي المعاناة أم السعادة أم الوضع الحتمي الراهن ؟
 كل هذه الدوافع التي ذكرتها في سؤالك تكون الدافع لي في إنجاز لوحاتي، وعندما أفشل في ترجمة هذه المشاعر بالريشة ذات مرة ألجأ إلى الكتابة الشعرية ولي تجارب كثيرة في كتابة الشعر فأنا أنظم القصيدة الشعرية بجودة شهد لها النقاد والمتابعون.

  أي الخامات تفضلها في تنفيذ لوحاتك؟ وما مميزاتها في رأيك ؟
 كل ما يقع تحت يدي من خامات أستطيع أن أسخرها لخدمة اللوحة طبقا لوجهة نظري الفنية التي أريدها.

 منذ متى وأنت تحلق بريشتك في عالم الكاريكاتير الصحفي؟ وفي أية جريدة كانت بدايتك؟
 الكاريكاتير جزء لا يتجزأ من الفن التشكيلي إن لم أقل هو أحد أهم فروعه الأساسية ومرحلة الكاريكاتير ربما أتت متأخرة بعض الشيء لكن كانت محطة مهمة في حياتي ونقلة نوعية على الصعيد التشكيلي بدايتي كانت في صحيفة تشرين السورية عام 1978 م ومنها انطلقت عربيا ودوليا.

 من هو صاحب الفضل في ظهور موفق فرزات الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير ؟
 صاحب الفضل في ظهوري كفنان تشكيلي ورسام كاريكاتير هو "موفق فرزات".

 القضية الفلسطينية قضيتنا جميعا .. أين تقف من لوحاتك التشكيلية والكاريكاتورية؟
 أولى لوحاتي الكاريكاتورية كانت عن القضية الفلسطينية وكفاحها المسلح في سبيل تحرير الأرض المغتصبة وإلى هذا اليوم لا تفارقني فلسطين فهي ضمائر كل الأحرار في العالم.

 هل تتذكر عدد لوحاتك التشكيلية التي رسمتها عن القضية الفلسطينية وكذلك عدد الكاريكاتيرات الصحفية؟
 لا أتذكر بالتحديد فهي كثيرة جدا خاصة في الأعمال الكاريكاتورية أما على الصعيد التشكيلي فهي محدودة بعض الشيء لأن الكاريكاتير أوسع انتشارا من اللوحة فمساحة التعبير أرحب بكثير من اللوحة التشكيلية.

  وما دمنا بصدد الحديث عن القضية الفلسطينية هل تعتقد أن الفنان التشكيلي الفلسطيني يمكن أن يلعب دورا بناء في نصرة القضية الفلسطينية؟ وكيف يتأتى له ذلك؟
 بالتأكيد فهو ابن قضية في المقام الأول وهو أكثر من عانى ظلم الاحتلال وهو من تشرد وانتزعت أرضه فمن الطبيعي أن يكون الفنان التشكيلي الفلسطيني قد حمل على عاتقه عبئا كبيرا في نصرة قضيته وخير مثال على ذلك الفنان الكبير والشهيد ناجي العلي الذي لعب دورا كبيرا في هذا المجال .. مات ناجي العلي و ظل بيننا (حنظلة).

 هل من وجهة نظرك الفنانين التشكيليين العرب قد نجحوا في ترجمة القضية الفلسطينية في أعمالهم أم أنهم قصروا في ذلك؟

 لا اعتقد أن الفنانين التشكيلين العرب قصروا في ترجمة القضية الفلسطينية فمازالت قضية فلسطين هاجسهم الأول وإن كان بريقها قد قل في الآونة الأخيرة إلا أنها ستظل شاخصة في عيونهم.

 من يعجبك من الفنانين التشكيليين العرب والأجانب؟ ومن تعجبك ريشته من رسامي الكاريكاتير منهم؟

 على الصعيد التشكيلي هناك يعجبني الفنان السوري العالمي عمر حمدي والفنان الهولندي المميز فان كوخ فهما الأقرب إلى نفسي ولوحاتهم تشدني وتبهرني، وكاريكاتيريا يعجبني أخي علي فرزات وناجي العلي ويوسف عبدالحي و عبد الوهاب العوضي ورائد خليل وبلانتو رسام الكاريكاتير بصحيفة اللوموند الفرنسية.

 ما هي المعوقات التي تصادف فنان الكاريكاتير في وطننا العربي من وجهة نظرك؟
 المعوق الأساسي أمام فنان الكاريكاتير في وطننا العربي هي كبت حرية التعبير.

 نلت العديد من الجوائز وشهادات التقدير الرفيعة .. ما أحبها إلى قلبك؟
 بالفعل لقد نلت العديد من الجوائز طوال مشواري الفني وأحبها إلى قلبي تلك الجائزة التقديرية التي نلتها في معرض أقامته صحيفة حريات التركية وجائزة من اليابان حول موضوع المرح وشهادات خاصة من المعرض الدولي الثالث والرابع الذي أقيم في سوريا مؤخرا.

  ما هو الوقت المناسب لك كي تهرع فيه وتمسك بريشتك لرسم لوحة ما أو كاريكاتير صحفي؟
 كل الأوقات مناسبة بالنسبة لي ومفتوحة أمامي فالعمل الفني بالنسبة لي لا يرتبط بعقارب الساعة.

 عملت في صحف عدة في الوطن العربي .. فما هي وكم قضيت في كل منها؟
 عملت بالفعل في صحف عديدة بالوطن العربي أذكر منها صحيفة الثورة اليمنية عملت فيها كرسام كاريكاتير سياسي تحت زاوية (الأحداث بالكاريكاتير) لمدة ثلاث سنوات وفي الكويت بمجلة سمرة وجريدة الوطن الكويتية اليومية وصحيفة المؤشر وصحيفة الحوادث ومجلة مرآة الأمة وأيضا في جريدة الوطن السعودية من 2005 حتى 2007 م.

 تعمل حاليا بجريدة الوطن الكويتية كمخرج صحفي ورسام كاريكاتير .. هل تجد لديك مساحة من الوقت لتنفيذ لوحة تشكيلية ما أم أن لا وقت لديك حاليا يمكن استثماره في هذا؟

 الحق يقال ، لم يعد لدي وقت يتسع لرسم لوحة تشكيلية فالعمل الصحفي استهلكني كثيرا وأخذ كل وقتي على الصعيد الإخراج الصحفي و رسم الكاريكاتير.

  أنت من عائلة فنية .. ممكن نبذة عنها؟
 كما قلت في البداية أنني من عائلة فنية تضم 11 فردا 7 أولاد وأربع بنات وأنا الخامس بين أخوتي ، جدي كان رساما ووالدي كان خطه العربي جيدا يحمل سمات فنية وأخي علي الشقيق الأكبر في العائلة أول من امتهن هذا الفن تشكيليا وكاريكاتيريا وانتقلت العدوى منه إلى أخي الأصغر من علي وأصبح فنانا تشكيليا بارعا وأخي الأصغر منه أيضا ثم أنا وهكذا انسحب البساط الفني على كل العائلة لكن الظروف الحياتية الصعبة لم يكمل بعضهم العمل في المجال الفني فاكتفى بوظيفة عادية ومنهم من احترف العمل حتى اليوم كأخي علي وأنا وأخي الأصغر سنا أسعد فرزات والأخير فنان تشكيلي معروف عربيا و دوليا.

 هل من كلمة أخيرة:
 هو سؤال تقليدي والإجابة عليه تقليديا .. كلمتي الأخيرة لم أقلها بعد...!

** ** ** **

الفنان السوري موفق فرزات في سطور:

 موفق فرزات - مواليد حماه في سورية عام 1950م.
 فنان تشكيلي ورسام كاريكاتير.
 عضو في نقابة الفنون الجميلة بسوريا .
 عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين العرب.
 عضو في جمعية الصحفيين الكويتية.
 عضو شرف في اتحاد الصحفيين اليمنيين.
 عضو مؤسس للنادي السينمائي بالرقة.
 شارك في معارض محلية وعربية وعالمية.
 شارك في المسابقة العالمية رقم (3) للكاريكاتير في اليابان عام 1992م.
 شارك في المعرض العالمي للكاريكاتير الذي نظمته (صحيفة حريات) التركية عام 1991 م وحاز فيه على شهادة تقدير.
 شارك في المعرض نفسه عام 1992 م.
 شارك في معرض تحية إلى الندوة الدولية لتاريخ الرقة وآثارها عام 1981م.
 شارك في مسابقة سورية الدولية الثانية للكاريكاتير عام 2006 م (بعنوان: المسرح )، والثالثة عام 2007 م (بعنوان: الأقلام)، والرابعة عام 2008 م (بعنوان: الثقافة) وحصل على شهادة تقدير في كل مسابقة.
 نشر الكثير من رسوماته في صحيفة (تشرين السورية) بالاشتراك مع الفنان طلال معلا.
 أقام معرضا فرديا واحدا في صالة إيبلا للفنون الجميلة بحلب عام 1983م.
 له مساهمات كثيرة في مجال كتابة النقد الفني في مجلات وصحف عربية عديدة.
 نفذ رسومات لقصص الأطفال في مجلات عربية عدة و أهمها مجلة (العربي الصغير) الكويتية.
 عمل رساما للكاريكاتير في صحيفة الثورة اليمنية لمدة ثلاث سنوات خلال الأعوام 1989 – 1990 – 1991م.
 عمل رساما في صحيفة المؤشر الاقتصادية والأسبوعية الكويتية.
 عمل رسام في صحيفة شبكة الحوادث الكويتية ومجلة مرآة الأمة الكويتية.
 عمل رسام لمجلة سمرة.
 نشرت أعماله الكاريكاتورية في صحيفة الوطن السعودية لمدة ثلاث سنوات (2005-2008).
 يعمل مخرج صحفي في صحيفة دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر منذ عام 1993 وحتى الآن.

يحلق دائما في سماء الإبداع

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى