
الحزن والغضب

الصوتُ في شفتيك لا يُطربُ
والنارُ في رئتيك لا تغلبُ
وأبو أبيك على حذاء مهاجرٍ يُصلبُ
وشفاهُها تعطى سواك، ونهدُها يحلبُ!
فعلام لا تغضبُ؟
شاعر فلسطيني
الصوتُ في شفتيك لا يُطربُ
والنارُ في رئتيك لا تغلبُ
وأبو أبيك على حذاء مهاجرٍ يُصلبُ
وشفاهُها تعطى سواك، ونهدُها يحلبُ!
فعلام لا تغضبُ؟
وطني! لم يعطني حبي لكْ
غير أخشاب صليبي!
وطني، يا وطني، ما أجملك..
خذْ عيوني، خذْ فؤادي، خذْ حبيبي!
غضّ طرفاً عن القمرْ
وانحنى يحضنُ الترابَ
وصلى..
لسماءٍ بلا مطرْ،
هكذا يكبرُ الشجرْ
ويذوبُ الحصى..
رويداً رويداً
من خرير النهرْ!
نصبوا الصليب على الجدار
فكوا السلاسل عن يدي
والسوط مروحة، ودقات النعال
لحنٌ يصفرُ: سيدي!
لأجمل ضفةٍ أمشي
فلا تحزنْ على قدمي
من الأشواك..
إن خطاي مثلُ الشمس
خسرتُ حُلماً جميلاً
خسرتُ لسع الزنابقْ
وكان ليلي طويلا
على سياج الحدائقْ
وما خسرتُ السبيلا
لقد تعوّد كفي
على جراح الأماني
هُزّي يديّ بعنف
ينسابُ نهرُ الأغاني
يا أمّ مُهري وسيفي:
لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ...
رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش،
مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً. لم
أجد سبباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟
كمقهى صغير على شارع الغرباء -
هو الحبُّ ... يفتح أبوابه للجميع.
كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ:
إذا هَطَلَ المطرُ ازداد رُوّادُهُ،
وإذا اعتدل الجو قلُّوا وملُّوا...
إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاوية
قُل لمن يجمعون القمامة: شكراً!
إن رجعتَ إلى لبيت، حيّاً، كما ترجع القافية
بلا خللٍ، قُلْ لنفسك: شكراً!
الصفحة السابقة | ١ | ٢ | الصفحة التالية