السبت ٢ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم محمد علي الرباوي

الـــــغــــيـــــــــــــــــــــــــم

يَا هَذَا الطَّالِِعُِ مِِنْ جَوْفِ جَهَنَّمَ أنَّى تَعْرِفُ خَيْلُكَ ذَاكَ ٱلإِسْطَبْلَ الآمِنَ ؟أَنْتَ الآنَ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ تُسَافِرُ وَالْغَيْمَةُ تَحْتَ حَوَافِرِ خَيْلِِكَ تَرْكُضُ جَذْلَى وَعُيُونُكَ ظَمْأَى تَبْحَثُ فِيكَ عَنِ الْمَاءِ الْفَوَّارِ لِِتُخْرِجَ يَوْماً بِلَوَافِحِهِ جَنَّاتٍٍ أَلْفَافاً.

إنِّي أُقْسِمُ بِالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ بالْخَوْفِ إِذَا أَدْبَرَ بِالْغَيْمِ إذَا فَتَّرَ بِالطِّفْلِ إِذَا كَبَّرَ إنَّكَ لاَ تَمْلِكُ إلاَّ حُبَّ الإِبْحَارِ عَلَى ظَهْرِ جَوَادِ الْحُلْمِ الْفَضْفَاضِ وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَسَرَّبَ – إمَّا دَجَّ ﭐللَّيْلُ الْفَتَّاكُ وَإمَّا فُلِقَ الصُّبْحُ الْبَسَّامُ-إِلَى نَهْرِ الصَّحْوِ الرَّاكِدِ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَبَرَّأَ مِنْ ذَاتِكَ هَلْ تَذْكُرُ يَا هَذَا الطَّالِعُ مِنْ مُنْعَرَجَاتِ الصَّلَوَاتِ العَشْرِ السَّاكِنُ فِي أَوْدَاجِ الْقَلَقِ ٱلْمُتَحَجِّرِ أنِّي أَرْسَلْتُكَ..بِالأَمْسِ إِلَى ذَاتِكَ أَنْ أَنْذِرْهَا مِنْ قَبْلِ مَجِيءِ الْغَضَبِِ الفَاحِشِ قُلْتَ -وَصَوْتُكَ كَانَ- وَما زَالَ- يُمَارِسُ عَنْ جَهْلٍ فَنَّ العُرْيِ جِهَاراً يَا ذَاتِِ ٱتَّبِعِي خَطْوَ عَصَافِيرِي تَغْفِرْ لَكِِ مِنْ ذَنْبِكِ مَا جَاءَ وَمَا سَوْفَ يَجِيءُ وَلَكنْ مَا كَادَ اللَّيْلُ القَاتِلُ يُبْحِرُ فِي عَيْنَيْكَ بِزَوْرَقِهِ حَتَّى أَوْحَى الْجِنُّ إِلَى ظِلِّكَ أَنَّكَ كُنْتَ تَقُولُ عَلَيْهَا شَطَطاً. يَا لَيْتَكَ تَقْدِرُ أَنْ تَصْمُدَ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ الصَّحْوِ السَّاكِنِ عَلَّكَ تَمْنَعُ مَاءَكَ أَنْ يَتَسَكَّعَ بَيْنَ مُوَيْجَاتِ الْبَحْرِ الْمَخْمُورِ فَرُبَّتَمَا يُخْرِجُ مَاؤُكَ بَيْنَ جِبَالِ الصَّحْرَاءِ الثَّكْلَى عِِنَباً وَسِلاَلاً مِنْ بَلَحٍِ رَطْبٍ وَزَرَابِيَ مِنْ تِينٍٍ مَنْثُورٍ كَاللُّؤْلُؤِ حينَ يُكَبِّلُ جِيدَ ﭐمْرَأَةٍ فَاجِرَةٍٍ لَكَأَنِّي بِكَ أَصْبَحْتَ اللَّحْظَةَ كَالأُنْشُودَةِ تَقْتَحِمُ ٱلْحُلْمَ الشَّفَّافَ تُبَايِعُكَ الآنَ أَنَامِلُهُ الذَّهَبيَّةُ جَهْراً وَغَلاَئلُهُ تَتَرَاقَصُ بَيْنَ ذِرَاعَيْكَ فَهَلْ تَعْلَمُ أَنِّي لَنْ أَسْمَحَ أَنْ تَحْلُمَ بِالْغَيْمَةِ تَجْمَعُنَا بَيْنَ جَنَاحَيْهَا إِلاَّ إِنْ كَانَتْ سَتُفَجِّرُ فِينَا لَهَباً ثَجَّاجاً. بِاللهِ أَيَا هَذَا الطَّالِعُ مِنْ جَوْفِي أَوْقِفْ خَيْلَكَ بِِضْعَ دَقَائِقَ ثُمَّ تَحَسَّسْ ذَاتَكَ. هَذَا شَيْءٌ مِنْكَ يُفَتِّشُ فِيكَ عَنِ ٱلْمَاءِ الدَّافِقِ هَلاَّ تُبْلِغُ ذَاكَ الشَّيْءَ الضَّخْمَ بِأَنَّ مِيَاهَكَ لَنْ تُخْرِجَ حَبًّا وَنَبَاتاً وَبَسَاتِينَ وَأَعْنَاباً.

مَاؤُكَ قَدْ يُخْرِجُ رُعْباً جَبَّاراً وَسَرَادِيبَ وَأَحْجَاراً فَتَبَرَّأْ مِنْ ذَاتِكَ إنِّي الْيَوْمَ بَرِيءٌ مِنْكَ بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ حَوَارِيِّيكَ وَمِمَّا تَعْشَقُ مِنْ دُونِ الْغَيْمِ ﭐلآتِي مِنْ صَلَوَاتِ الأَطْفَالْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى