السبت ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧

المثقف العربي الكبير حين يباع على الرصيف

بقلم علي سفر

طبعاً يستطيع احد "الأدباء" الأثرياء أن يقول ما يريد طالما أن حساباته البنكية متورمة..!! ويستطيع في طريقه و على الماشي أن يشتم و يلعن و يتهم و... كل المثقفين العرب.. حتى أولئك الذين طنطنوا له و قرظوه و كتبوا المعلقات في "شعره" الذي لا يستحق أن يعلق أو يعلق عليه..و لا تستغرب عزيزي القارئ إن كان من بين هؤلاء الأسماء التالية: أدونيس، صلاح فضل، شوقي بزيع، عبد السلام المسدي، علي حرب، عبد العزيز التو يجري، عهد فاضل، بلمليح... فالنقاد انتهازيون، كما يصفهم هو نفسه في جريدة الحياة؛ وبالطبع فهو يعرفهم جيداً، بل انه أكثر من يعرفهم ويعرف تاريخ وتفاصيل الكتب والمقالات التي كتبت عنه وعن "أدبه" العظيم.

هذا" الأديب " و" الشاعر" الكبير الذي اسمه باشراحيل لم يكن ليجرؤ على وصف الشعراء بـ "كل من هب و دب" و"شعراء السردين"! لولا النقاد الكبار والكبار جداً والذين لا يعرف قيمتهم الحقيقية سوى شاعر مثل باشراحيل! فعند باشراحيل تنحني "القامات" الثقافية العربية وتتدحرج هاماتها بسيف باشراحيل المالي القاطع البتار.

إذاً حسب الشاعرة السورية رشا عمران أن تبتسم طالما أن شتائمه الصريحة والعلنية لها لم تكن متفردة و خاصة.. طالما أن " الامتلاء المالي" و" الثروات" المجهولة والمعلومة المصدر أصبحت تقرر وترتب درجات الابداع والاهمية وأصبح (المال) هو من يمنح الأوسمة والنوط للثقافة والمثقفين؛ ويسيج مدارك الإعلام والثقافة العربية لذلك من الطبيعي أن يجرؤ أي ثري و بجرة قلم أن يحيل أي تجربة إلى هشيم و أن يحول رائحة الياسمين إلى مجرد علبة عطر يمكن أن تسمى باشراحيل ...فالزمان الآن ليس زمن التغني بالحياة بل هو زمن التغني بالرماد ..

عبدالله باشراحيل ليس الشخص الوحيد الذي قذفته إلينا مهازل المثقفين العرب الكبار الذي اشتراهم تجار النفط والأسلحة والفساد... ولن يكون الأخير، و لكن هذا " الشاعر الكبير " ( بدلالة النقاد الكبار) هو الوحيد الذي يتجرأ و بكل صفاقة على إهانة الأجيال الشعرية العربية حين يجعل من أيقوناتهم الإبداعية مجرد ميداليات معلقة في حمالة مفاتيحه.. فقد رضي الجميع أن يكونوا ملحقين بأتفه أمجاده الشخصية و حتى تلك الشاعرة السورية التي تغنى بها على منبر مهرجان جرش هاهو يسيء لها حين يزور عمرها كي يضفي على علاقته بها طابع الصداقة ..

مشكلة الثقافة العربية ليست في الأنظمة القامعة بل أنها محاصرة من كل الجهات! من مثقفي القمع ؛ وكذلك من المثقفين والكتاب العرب الرخيصين الذين يتم شراءهم بسعر "البسطات" التي على الرصيف من قبل أصحاب الأموال... وحين يكون زلم هؤلاء و هؤلاء هم سدنة الثقافة و الإعلام ..
فإلى أي جانبيك تميل ؟؟

بقلم علي سفر

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى