الاثنين ٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨

إلى (السيد) وخطبته يوم الجمعة الماضي

بقلم: عبد الزهرة أبو عبد الله

سيدي يابن رسول الله ..!
السلام عليكم، ورحمة الله

سيدي..أفزعتني خطبتك، يوم الجمعة الماضي.

أنا " عبد الزهرة " أبو عبد الله، لدي" بسطة " أبيع فيها ملابس النساء يوم الجمعة، وعندي ستة " أفراخ " ينتظرون الخبز نهاية يومي.

صدّقتك دوما، إذ رددت بأنك ليس سياسي، أما في خطبة يوم الجمعة فأظن مزاجك ليس تمام!

لأنك حرّمت عرض ملابس النساء، وحرّمت الغناء..!

وقلتَ بان مدينتنا " مقدّسة " وهذا حرام..!

سيدي... لو كانت " البعران " ترتدي ملابس، لبعتُ ملابس " البعران "، لكنها النساء من تشتري، الأحمر، والأخضر، والأصفر، وكل الألوان.

حتى أنت يا سيدي أتيتني في يوم، مستعجلا جدا، وفرحا اشتريت ثوبا أحمر (للعلوية)، بعته لك بثمن الشراء، إكراما لمكانتك!!

ليس بذنبي يا مولاي، إن قلَّ الحضور لسماع خطبتك يوم الجمعة، أو تثاءب البعض، أو حتى نام!!

سيدي..! تقولُ: مدينتنا مقدّسة، وهذا حرام !

اعذرني يا مولاي، إذ إني لا افهم كون المدن " مقدّسة "..!

الأضرحة، مقدّسة ممكن، ولهذا أزورها، وأتبرك بها وانزع للبكاء بحضرتها جزءا من هم اليوم.

لكن ! أن تكون المدينة، مقدسة، هذا لاافهمه..!

أنا " عبد الزهرة " أبو عبد الله، الذي يبيع ملابس النسوة يوم الجمعة، أقول: سيدي، مقدسة تعني " طاهرة "..!

كيف تكون المدينة مقدسة ومياه المجاري والأمطار تتعفن في الشوارع والحارات، كيف تكون المدينة مقدسة، وهي ككل المدن فيها، السرّاق، والمجرمون، والقحاب واللصوص، وهم من سكان المدينة، هل هم مقدسون أيضا ..!؟

سيدي.. يامولاي وابن مولاي ..!

اتركْ السياسة، فهي وسخة، وأنت " طاهر "، اتركها لمن لايضيره التعامل مع وسخها، وإن أردتَ أن يحضر خطبتك عدد أكبر، فحدّث الناس، عن محبة بعضهم البعض، حدثهم كيف يزيلوا الأزبال من أمام أبواب منازلهم وينظفوا مدينتهم، قل لهم إن النظافة من الإيمان!

حدثهم كيف إن حيوانا أسمة " الخفاش " إن لم يعثر رفيقه على طعام، يتقاسم طعامه مع رفيقة، حدّث الناس، عن محبة سابع جار، وصلة الرحم، وإطعام المسكين وابن السبيل، وحقوق اليتيم !

هل تحدثتَ عن كل هذا حتى لم يبق لك موضوع غير ملابس النساء الداخلية، التي أغضبك عرضها في الشارع..!، وغلق محلات الموسيقى!؟

سيدي أنا " عبد الزهرة " أبو عبد الله أعرف إن الله خلق كل شيء، وهو من خلق العصافير تزقزق، والبلابل، وخرير المياه، وحفيف الأوراق، والنسائم، وكلها موسيقى من عند الله ..!

هل تريدهم أن يقتلوا الطيور، ليخنقوا أصواتها، ويقطعوا الأشجار، ويمنعوا النسيم، ويجففوا الأنهار كي يحضر الناس خطبتك..!؟

سيدي..! إن الله الذي أعرفه، رؤوف، رحيم بعباده، لايكلفهم إلا وسعهم .!

إن الله الذي أحبه " جميلٌ يحب الجمال..!

لو كنت تشقى لخبز يومك مثلي لأنصفتني، وأنصفت نفسك..!

بقلم: عبد الزهرة أبو عبد الله

رسالة من " عبد الزهرة "
وصلتني هذه الرسالة من إنسان بسيط، يعيش في " كربلاء " ولأنه كتبها بلغة اقرب إلى العامية بمصطلحات شعبية قد لايفهمها البعض، فقد قمت بصياغتها دون أن اخل بأمانة النقل، وإيصال رسالته التي عنونها


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى