الجمعة ٢٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم أحمد مظهر سعدو

احتفالية دمشق أفلت وأفل معها الكثير

في نهاية شهر كانون أول للعام 2008 ومع غياب شمس هذا العام.. ستغيب معه أنوار دمشق عاصمة الثقافة العربية، بعد طول عام مديد من تربعها على عرش الثقافة العربية، وهي المتربعة على صهوة المجد العروبية، منذ حقب تاريخية موصولة بالتاريخ العربي وغير العربي للمنطقة.. في احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية.. غابت العديد من القامات الثقافية الدمشقية والشامية بمعناها العريض الذي يطال سوريا الوطن وبلاد الشام.. غابت أم غُيبت قامات ثقافية فكرية من الاحتفالية.. دون أن ندري السبب لهذا التغيب المقصود على ما يبدو.. ولكأن القائمين على تنظيم الاحتفالية لم يكن في بالهم إلا أسماء معينة آثروا التركيز عليها، دون سواها، بل لعلهم لا يدركون أهمية وماهية شخصيات تاريخية معاصرة أو ما قبل معاصرة، فأهملوها ولم يعطوها حق قدرها، فارتفع العتب، حتى طاول الإعلام وجلسات السمر، ومجالس الثقافة غير المعلبة، ونذكر من هؤلاء المغيبين ذاك الشامخ الراحل مصطفى العقاد الذي صادفت ذكراه الثالثة في 11/11/2008، دون أي ذكر له مجرد ذكر، لم يلتفتوا له، ولم تكن أجندة دمشق عاصمة للثقافة متضمنة أي نشاط يتعلق بسيرته أو الاحتفاء به.. مع أن العاصمة بيروت أطلقت اسمه علـى أحد شوارعها، وقنـاة الجزيرة أعـدت فيلماً عـن حياتـه وتكريمه.. وهذا الذي جعل الفنانة الكبيرة منى واصف تقول: " أنا غير مستغربة وغير متفاجأة من عدم ذكر اسمه ".

وهناك الكثير ممن غابوا عن الاحتفالية.. ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل تجاهل منظمو الاحتفالية المئات من رجال الصحافة والإعـلام، ومـن الكتـاب والأدباء والمثقفين في هذا الوطن، حتى عن دعوتهم للمشاركة أو الحضور، ولكأن ذلك لا يعنيهم.. لقد أفل نجم العام /2008/ وأفلت معه الاحتفالية.. لكن أخطاء منظميها لن تنسى ما بقيت هذه الممارسات الأنوية في البعض باقية ومستشرية كمرض لابد من معالجته.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى