السبت ١٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم
أحلام مشرقة
أنا من عشتُ حُلمَ رضاك تجسيدا | أيا وطني وبات الشَّدوُ تنهيدا |
كما الأحلامُ تمرضُنا تداوينا | هي الحبُّ الَّذي نرضاه تحديدا |
حملنا الصَّبرَ والآلامَ من صغرٍ | وردَّدنا ابْتهالَ الحزنِ ترديدا |
ولكن لم نكن نبني على سفهٍ | حضارتُنا بَنَتْ علماً وتوحيدا |
أيا وطني أرى في جوفِ معضلتِي | مثابرةً تحيلُ النَّوحَ تغريدا |
فمصرُ الأمسِ كم صبرتْ على غزوٍ | على ليلٍ جرى ضنكاً وتسهيدا |
أراها في صراعِ الحقِّ ثابتةً | تُسَدِّدُ سهمَها باللهِ تسديدا |
فسعدُ النِّيلِ قد قامتْ لثورتِهِ | أسوداً أسْقَطَتْ ظلماً وتنديدا |
وعبدُ النَّاصرِ الدَّاعي لعزَّتِنا | فقد أضحى لنا فخراً وتمجيدا |
وللسَّاداتِ في سيناءِ ملحمةٌ | سرتْ نوراً وللإصرارِ تجديدا |
وسامُ المجدِ لن يسري إلى أممٍ | أحالتْ عيشَها ذلاً وتشريدا |
فما بالُ الَّذي يجري بأوطانٍ | وقد سَقِمَتْ ومن أبلى لها عيدا! |
فلسطينُ الَّتي أُسِرَتْ قضيَّتُنا | نُبدِّدُها بداءِ الصَّمْتِ تبديدا! |
فأين مروءةُ الإخوانِ في الثَّأْرِ | وقد كانت لنا رمزاً وتخليدا |
فيا عجباً لأقصانا يُنادينا | ونرضى فيه تكبيلاً وتهويدا! |
أيا سُورِيَّةُ استشرتْ لقتلانا | معاناةٌ تزيدُ الأمرَ تعقيدا |
ويا صنعاءُ قد أجرتْ خسائرُكم | دماءً أضرمتْ ناراً وتصعيدا |
ولولا اللهُ يا ليبيا لأُهْلِكنا | وجرَّدنا صريعُ الكبرِ تجريدا |
وبغدادُ الَّتي قادتْها أطماعٌ | تَكَبَّدَتِ افْتِراءَ الغزوِ تكبيدا |
ومصرُ الأمنِ لم تهدأْ جوارحُها | يهدِّدُها طريدُ الحقِّ تهديدا |
شموسُ العُرْبِ هل غربتْ أم انفجرتْ | أجرحٌ لم يجدْ طبّاً وتضميدا! |
ولكن ضيعتْ محنٌ هدى دارٍ | فولّ اللهُ أهلَ الدَّارِ عربيدا |
فيا وطني تعالوا نرتضي حكماً | تعالوا نصطفي للحُلمِ تمهيدا |
كتابُ اللهِ يدعونا لوحدتِنا | يُهادي الكونَ أخلاقاً وترشيدا |
وفي الإنجيلِ نلقى الصَّفحَ مزدهرا | وكم أضحى لحبِّ النَّاسِ توطيدا |
أنا العربيُّ مهما الجرحُ يؤلمُني | فلن أُبقي لقيدِ الظُّلمِ تمديدا |
أنا العربيُّ في الإصرارِ عزَّتُهُ | وهل يرضى عزيزُ القومِ تصفيدا! |
غداً أصحو كما الأيَّامُ تعرفُني | سأُشهدُها لجمعِ الشَّملِ تعضيدا |
تحابوا يا بني الأوطانِ تتَّحِدُوا | تحابوا تصبحوا رمزاً وتقليدا |
تعالوا نجعلِ الأحلامَ مشرقةً | عسى للحلمِ يأتي الصُّبْحُ توكيدا |