السبت ١٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم محمد محمد علي جنيدي

أحلام مشرقة

أنا من عشتُ حُلمَ رضاك تجسيدا أيا وطني وبات الشَّدوُ تنهيدا
كما الأحلامُ تمرضُنا تداوينا هي الحبُّ الَّذي نرضاه تحديدا
حملنا الصَّبرَ والآلامَ من صغرٍ وردَّدنا ابْتهالَ الحزنِ ترديدا
ولكن لم نكن نبني على سفهٍ حضارتُنا بَنَتْ علماً وتوحيدا
أيا وطني أرى في جوفِ معضلتِي مثابرةً تحيلُ النَّوحَ تغريدا
فمصرُ الأمسِ كم صبرتْ على غزوٍ على ليلٍ جرى ضنكاً وتسهيدا
أراها في صراعِ الحقِّ ثابتةً تُسَدِّدُ سهمَها باللهِ تسديدا
فسعدُ النِّيلِ قد قامتْ لثورتِهِ أسوداً أسْقَطَتْ ظلماً وتنديدا
وعبدُ النَّاصرِ الدَّاعي لعزَّتِنا فقد أضحى لنا فخراً وتمجيدا
وللسَّاداتِ في سيناءِ ملحمةٌ سرتْ نوراً وللإصرارِ تجديدا
وسامُ المجدِ لن يسري إلى أممٍ أحالتْ عيشَها ذلاً وتشريدا
فما بالُ الَّذي يجري بأوطانٍ وقد سَقِمَتْ ومن أبلى لها عيدا!
فلسطينُ الَّتي أُسِرَتْ قضيَّتُنا نُبدِّدُها بداءِ الصَّمْتِ تبديدا!
فأين مروءةُ الإخوانِ في الثَّأْرِ وقد كانت لنا رمزاً وتخليدا
فيا عجباً لأقصانا يُنادينا ونرضى فيه تكبيلاً وتهويدا!
أيا سُورِيَّةُ استشرتْ لقتلانا معاناةٌ تزيدُ الأمرَ تعقيدا
ويا صنعاءُ قد أجرتْ خسائرُكم دماءً أضرمتْ ناراً وتصعيدا
ولولا اللهُ يا ليبيا لأُهْلِكنا وجرَّدنا صريعُ الكبرِ تجريدا
وبغدادُ الَّتي قادتْها أطماعٌ تَكَبَّدَتِ افْتِراءَ الغزوِ تكبيدا
ومصرُ الأمنِ لم تهدأْ جوارحُها يهدِّدُها طريدُ الحقِّ تهديدا
شموسُ العُرْبِ هل غربتْ أم انفجرتْ أجرحٌ لم يجدْ طبّاً وتضميدا!
ولكن ضيعتْ محنٌ هدى دارٍ فولّ اللهُ أهلَ الدَّارِ عربيدا
فيا وطني تعالوا نرتضي حكماً تعالوا نصطفي للحُلمِ تمهيدا
كتابُ اللهِ يدعونا لوحدتِنا يُهادي الكونَ أخلاقاً وترشيدا
وفي الإنجيلِ نلقى الصَّفحَ مزدهرا وكم أضحى لحبِّ النَّاسِ توطيدا
أنا العربيُّ مهما الجرحُ يؤلمُني فلن أُبقي لقيدِ الظُّلمِ تمديدا
أنا العربيُّ في الإصرارِ عزَّتُهُ وهل يرضى عزيزُ القومِ تصفيدا!
غداً أصحو كما الأيَّامُ تعرفُني سأُشهدُها لجمعِ الشَّملِ تعضيدا
تحابوا يا بني الأوطانِ تتَّحِدُوا تحابوا تصبحوا رمزاً وتقليدا
تعالوا نجعلِ الأحلامَ مشرقةً عسى للحلمِ يأتي الصُّبْحُ توكيدا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى