نصف نهاية
٢٦ أيار (مايو) ٢٠٠٧أرض السواد
ترك الطفل أمه و خرج من فراش النوم .. أخد قطعة طباشير و حاول أن يكتب شيئا على سواد الليل
شعرتِ الأم بخروجه .. أشعلتِ النور ، فارتفع بكاء الصبي و كأنه يطلبُ الظلام لتعود إليه سبورته..
أرض السواد
ترك الطفل أمه و خرج من فراش النوم .. أخد قطعة طباشير و حاول أن يكتب شيئا على سواد الليل
شعرتِ الأم بخروجه .. أشعلتِ النور ، فارتفع بكاء الصبي و كأنه يطلبُ الظلام لتعود إليه سبورته..
سحبت نفسي من فراشي وجسدي مدكوك من الأرق. أرق تعاقد معي مذ اللحظة التي حزمت فيها أوراقي وعزمت على ولوج سوق العمل. ولولا الفكرة التي برقت في ذهني فجأة، لاندسست في فراشي أقتنص سكرة النوم ولن أبرحه حتى الظفر.. أجل، لن أبرحه حتى أظفر بغفوة (…)
انفرجت أسارير الأزهار وعاد الورق الأصفر المتساقط إلى أمكنته على أغصان الأشجار ، وها هو الربيع يعود مبتسماً أخضراً خضرة صافية نقية طارداً وحدة الخريف وعناء موسمه ، فالكل الآن يعود إلى حقله ، ليس نضال وجهاد فقط بل عاد الجميع .. عمر وسعيد (…)
كان ذاك الحي عبارة عن مجموعة من القصور التي تمتد بامتداد الشاطيء تحفها الأسوار والحدائق الكبيرة التي لم ألتفت إليها وعدت أتطلع إلى البحر وهو يلقي بجبال الماء تحت قدميِ كأنه يدعوني للتوحد معه كما ظننت ، .. كنت في غاية الدهشة والرهبة اللتين وضعتاني في قلق أمام ذلك الكم من السعادة التي اجتاحتني
عادة المشي تتجدد كل عصرٍ مع تجدد المساءٍ في فصل الصيف. والمشي مع الأصحاب باتجاه زاوية السلطان والانعطاف نحو الحقول الغربية ثم العودة إلى مقاهي القرية أفضل بكثير من أن يسير الإنسان وحيدًا لا يجد في طريقه مَن يُحدّثه. أليس هذا قتل للملل؟! (…)
صراخ حاد هز في الظهيرة أرجاء مقهى حارتنا وانطفأ.. دب القلق في الأعماق.. فغرت الأفواه.. تجمدت الأشداق على ابتلاع الرشفات الباردة.. اشرأبت الأعناق.. استدارت العيون في المحاجر ثم تسمرت جاحظة بالركن الأيمن.. احتد الفضول.. تعددت التأويلات (…)
قامت الدنيا ولم تقعد! ركض ظل المنادي عند المساء وتوقف أمام شجرة الخروب الوارفة. مسح عرقه وابتلع ريقه وصرخ: أبو فانوس آتٍ!
هَرَعَ الجميع إلى دكاكينهم يوظبونها كيفما اتفق فتمايلت ذبالات الشمع والمصابيح، وتكومت البضائع في الداخل بسرعة، (…)