الأحد ٢٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
يارا صبري:
بقلم الشرق الأوسط

أنا مع أعمال البيئة الشامية

هشام عدرة

على الرغم من تجربتها الفنية القصيرة نسبيا والتي لا تتجاوز الخمسة عشر عاما، فإن الفنانة السورية يارا صبري تمكنت من وضع بصمتها على عدد من الأعمال الدرامية السورية، محققة نجومية فنية خاصة في مجال الأعمال الاجتماعية المعاصرة، حيث قدمت نموذجا للممثلة الهادئة المثقفة، وجسدت عشرات الشخصيات التي تتميز بتركيبتها المعقدة فأدتها بحرفية عالية.

يارا القادمة من أسرة فنية سورية عريقة، حيث والدها الفنان المخضرم سليم صبري، ووالدتها الفنانة المخضرمة ثراء دبسي، تابعها المشاهد العربي في الموسم الدرامي الحالي في المسلسل الاجتماعي «قلوب صغيرة»، حيث جسدت فيه دور «سلام» الأم والزوجة والتي تعمل كناشطة اجتماعية بالإضافة لعملها كموظفة في شركه خاصة، ومن خلال عملها في النشاط الاجتماعي تدخل إلى تفاصيل بعض المشاكل التي شكلت محاور العمل ككل. تستعد يارا، التي التقتها «الشرق الأوسط» في دمشق، للمشاركة في عدد من الأعمال الدرامية الجديدة، حيث تقرأ عددا من النصوص التلفزيونية، كما أنها تنشط في مجال العمل الأهلي من خلال قيادتها لحملة بيئية عبر موقعها الإلكتروني للحد من التلوث البيئي. فإلى نص الحوار..

 لم نشاهدك في أعمال من البيئة الشامية، «باب الحارة» مثلا.. هل عرضت عليك المشاركة، وهل سنشاهدك في باب الحارة وغيره مستقبلا؟

 لست ضد الأعمال الشامية ولكن بشرط أن يكون فيها منطق ومصداقية حتى تكون أمينة تجاه البيئة والتاريخ، وأنا لي مشاركات بـ«الحصرم الشامي» و«أولاد القيمرية»، والعملان من الأعمال الجيدة التي تناولت البيئة الشامية بأمانة.

 ما هي برأيك أسباب نجاح الأعمال الدرامية الشامية، وكيف يمكن المحافظة على نجاحها وعدم حصول ملل وتكرار في مواضيعها؟

 الملل والتكرار ليس حصرا على أعمال البيئة، وإنما فخ من الممكن أن تقع فيه الأنواع الأخرى من الدراما. الحل هو في نوعية الطرح داخل هذه الأعمال، وبالنسبة لي لا أفضل تكريس نوع واحد على حساب الآخر حتى لا تصبح المسألة اجترارا غير محسوب ولمجرد الموضة.

 هل لك مشاركات درامية خارج سورية حاليا، وما رأيك في ظاهرة وجود النجوم السوريين في الدراما المصرية؟

 عرض علي العمل في مصر ولكني لم أوافق لعدم قناعتي بالدور الذي عرض علي، فقناعتي هي أنني إذا أردت العمل في أي مكان خارج سورية فيجب أن تضيف لي هذه المشاركة بعدا فنيا جديدا، ولكنني لست ضد الفكرة، فالفن لا حدود له.

 وما رأيك بالأعمال التركية المدبلجة، وهل شاركت فيها أو عرضت عليك المشاركة فيها، ومقولة تأثيرها على الدراما السورية وضياع حق الممثل السوري الذي اشتهر على أكتافه الممثل التركي في العالم العربي؟

 لا يمكننا الحكم بالعموم على الدراما التركية بأنها سيئة، هناك الجيد منها مثلها مثل أي دراما أخرى، ولكن أنا شخصيا لم أشترك بأي عمل تركي لأنني أفضل مشاهدة الأعمال الفنية بلغتها الأصلية، ولكن هذا لا ينفي أن وجود ممثلينا السوريين قد ساهم بانتشارها بشكل أفضل، وبكل الأحوال هذا النوع من العمل أي الدبلجة موجود في كل أنحاء العالم.

 أنت تقودين حملة أهلية، كيف انطلقت الفكرة لديك، وما هي مفردات هذه الحملة، وهل تأتي ضمن قناعاتك الفكرية أم أنها بهدف زيادة الشهرة؟

 لم أسع في كل حياتي المهنية إلى الشهرة، بل إنها جاءت تحصيل حاصل، أي نتيجة جهد وعمل ضمن قناعاتي الفنية، لذلك لم أقدم على فكرة الحملة لهذا السبب قطعا، وإنما لإحساسي بأنه من واجبي كفنانة الاهتمام بالشأن العام وأهمية تأثيرنا كفنانين في هذا المجتمع. وفكرة الحملة جاءت من منطلق إحياء روح المبادرة الفردية التي باتت مفقودة في مجتمعاتنا، وقصدنا التوجه من خلالها إلى الناس، فهي دعوة للاهتمام والاكتراث تجاه البلد الذي نجتمع كلنا على اختلاف مشاربنا وأطيافنا على حبه.

 كيف تنظرين لدور الفنان والدراما في خدمة المجتمع وقضاياه؟

 أؤمن برسالة الفن خاصة في عصرنا الراهن، وعملنا في هذا المجال (أي الفن) يجعلنا أكثر الناس اكتراثا لقضايا المجتمع، وأكثر التصاقا بها، مما يجعلنا الأكثر قدرة على التعبير عن الهموم والمشاكل التي يواجهها مجتمعنا، بالإضافة طبعا إلى تقديم المتعة أيضا والأجدى أن يوجد ذلك التوازن في تقديم المتعة والفائدة معا.

 هل لدى يارا صبري خطوط حمراء في التعامل مع الشخصية أو مع الجهة المنتجة أو المخرج، وهل تطلبين تعديل ما في الشخصية من المخرج مثلا؟

ـ ببساطة طلباتي دائما واضحة وأصبحت معروفة للجميع.. عمل يحمل طرحا جيدا.. دور يستفزني لاقتحامه.. يجب أن أقتنع بالدور وأستطيع تبنيه، وإلا فلن أكون قادرة على تأديته، أما عن التعديل في شخصية ما فهذا وارد طبعا ولكنه يتم قبل الدخول في التصوير، فقد أطلب إعادة صياغة بعض المواقف أو المشاهد بالاتفاق مع المخرج والمؤلف إذا كان هذا ضروريا ولمصلحة الدور بالدرجة الأولى.

 متى تجلس يارا صبري مع نفسها وتراجع ما أنجزته، وهل تنتقدين نفسك بقسوة مثلا وأنت تراجعين وتشاهدين ما قدمته من أعمال؟

 أنا في حالة تقييم دائم لنفسي.. أشاهد أعمالي دائما وبشكل متكرر بغرض المراقبة والتعلم، ولا أجامل نفسي فأنا أعرف أن النقد الذاتي هو من أهم أسباب التطور والنجاح.

 في مجال التقديم التلفزيوني هل لديك برامج جديدة منوعة، وكيف تنظرين لتجربة الممثل المذيع في القنوات الفضائية؟

 من الطبيعي أن يستغل النجم في أي مشروع فني.. لست ضد التقديم التلفزيوني على أن يكون البرنامج مدروسا ويحافظ على مكانة هذا النجم الفنية ويحترم المشاهد.. وفي هذا السياق من الممكن أن أخوض التجربة على أن أشارك في إعداد الحلقات وموضوعاتها، ولكنني لست مع تحويل النجم إلى سلعة استهلاكية، باختصار المفتاح هو احترام المشاهد أولا وأخيرا.

 ما هو حلم ومشروع يارا صبري الكبير الذي تطمح لتحقيقه وتأمل أن تحققه مستقبلا؟

 أحلم بأن أستطيع الاستمرار في العمل الفني بحرية من دون قيود فكرية من أي نوع، وأن أنجح في تجربتي الجديدة في الكتابة.

الآمال كثيرة، وقناعتي أن الطريق لتحقيق ما نرغب قد يكون طويلا، ولكنها الحياة بكل ما فيها من عثرات ونجاحات، وعلينا أن نعيشها بكل ما فيها ولا نتعب من المحاولة، وهذا ما أنا عليه.

هشام عدرة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى