الأربعاء ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم
كي نظلّ معاً
خوفاً من اللهِ لا خوفاً على أحَدِ | فرّقـْتُ شَمْلَ أَحِبّائي أنا بيدي |
أمشي على الماءِ لا موسى يُرافِقـُني | ولا عصاهُ ولا مِنْ ساحِرٍ سَنَدي |
أمُرّ ُ بالقيعِ والبُلـْدانِ قاطِبَة ً | ولم أجِدْ مثلَ حالي بالغَ النَكَدِ |
حتى الصحارى أعارَتْني أَزِمَّـتَها | فصِرْتُ أمشي معَ الثـُـعْبانِ والأسَدِ |
مُعَذّبٌ في حياتي وهْيَ مُقـْمِرَة ٌ | فكيْفَ بي بينَ ما يَغـْلي ومُنـْجَمِدِ |
يطفو على ماءِ روحي من قوارِبِهِمْ | حَشْـدٌ كبيرٌ وروحي دونَما رَصَدِ |
ورَدْتُ دِجْلَة َ أسْتَقْصِي منابِعَها | أرْخَتْ حِبالاً وصاحتْ إنّهُ ولَدِي |
لكنَني رُغْمَ هذا الزّيْفِ لي أُفُقٌ | مثلُ السّماءِ التي قامَتْ بلا عَمَدِ |
هل تعلمينَ لماذا لم أكُنْ مَلِكاً؟ | لأنني قبلَ يومي قد ملَكْتُ غَدي |
كُلّي حزينٌ على بعضي أُبادِلُهُم | حُزني الشّديدَ وروحي فاقِدٌ جسَدي |
لمَنْ أضُمّـُكَ يا حالاً حَلـُمْتُ بهِ؟ | وصرتُ غيْرَكَ للأيّامِ لمْ أَجِدِ |
ولّتْ نجومي وغابتْ من مواقِعِها | وغِيِضَ ماءٌ، وجَفـّتْ أرْضُ مُقـْتَصِدِ |
أنتَ الذي كنتَ لا تأوي إلى بلدٍ | فهلْ تظَلّ ُ بلا مأوى ولا بلدِ؟ |
لم تنْتَصِرْ بخميسٍ يومَ معركةٍ [1] | فهل سَتـُجْديكَ نفعاً ليلة ُ الأَحَدِ |
إذ يأفَلُ البَدْرُ فيها فَهْيَ واجِمَة ٌ | يا ليلة ً هَدّ فيها بُعْدُها كَبِدِي |
لم أسْتَطِعْ فِعْلَ شئ ٍ كي نَظَلّ َ معاً | والأمْرُ رهْنُ إشاراتي وتحتَ يَدي |
لكنّنا قد تعاهَدْنا غداً أبَداً | بأنْ يظلّ َ هوانا للغَدِ الأبَدِ |
سالتْ ليوْمِ غَدٍ عَيْنٌ فما وقَفَتْ | إلاّ وفيها سرابيلٌ من الرّمَدِ |
حتى الضلوعُ لها مِنْ بُعْدِها أوَدٌ | فلا تلـُمْ أضلـُعي الحَيْرى على الأوَدِ |
كأنما هي إنْ غابتْ غداً ومَضَتْ | إلى النّهايةِ لم ترْجِعْ ولم تَعُدِ |
أسْرِفْ إذنْ بدَمٍ تصفو مشارِبُهُ | على عيونٍ متى أسْرَفْتَ تقتَـصِدِ |
وعوّدْ النّفْسَ أنْ تَبْقى كما بقيَتْ | وجُدْ عليها بذِكْرٍ دائمٍ تـَجُـدِ |
أقولُ يا ليلُ إقْبَلْ مِنْ فمِي رَجُلاً | وخُذْ جديداً إلى أعوامِكَ الجُدُدِ |
تبَدّدَ الضوءُ والأوراقُ قدْ نُشِرَتْ | وصارَ مَرْمايَ مفتوحاً لِمُنْفـَرِدِ |
لكَ الرّموزُ فلا تعْبُرْ معابِرَها | أيا وحيدٌ بلا هادٍ ولا رَشَدِ |
عَفَتْ بأرْضِكَ أطلالٌ ومَمْلَكَة ٌ | فقُمْ لِتأخُذَ ظَبْياً مِنْ فمِ الأسَدِ |
غَنّتْ لِحُسْنِ ثناياها ضرائِرُها | وللضرائِرِ منها نظرَة ُ الكَمَدِ |
يمضي الربيعُ ويأتي الصيفُ سَطْوَتَهُ | وللشِّتاءِ صُروفٌ وهْيَ كالبَرَدِ |
ما غيّرَتْها طقوسٌ أينما نَبَتَتْ | فالزّهْرُ يَعْبَقُ والغُصْنُ الوريقُ ندي |
إنّي أُراجِعُ عِشْقاً في بيادِرِهِمْ | عِشْقَ العصافيرِ قَمْحاً ساعةَ الحَرَدِ |
إذا الشّواخِصُ لاحتْ لي ألوحُ لها | وإنْ تَلـُحْ لِصُقورِ الصّيْدِ تبْتَعِدِ |
ما كنتُ أجْهَلُ مِشْواري مُغامَرة ً | إني أُغامِرُ في الأيّامِ عنْ عَمَدِ |
ما أعْظَمَ الحُبَّ يَغْشى كلَّ غاشِيَةٍ | وللمَحَبّةِ تبقى صفحَة ُ العَدَدِ |
قد يصنَعُ الحُبّ ُ أحْياناً فتىً أسَداً | ويصْنَعُ الحُبّ ُ إنْساناً مِنَ الأسَدِ |