الثلاثاء ٢٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
صمت المجتمع الدولي يمنح قوات الاحتلال
بقلم زينب خليل عودة

الغطاء لقتل الأطفال وتوسيع نطاق الجرائم

قال مركز حقوقى أن قوات الاحتلال وسَّعت من نطاق عدوانها وشرعت في توسيع دائرة استهداف المدنيين داخل منازلهم في تعمد لقتل المدنيين ، فحتى الأهداف التي تدعي قوات الاحتلال مشروعية استهدافها كمراكز الشرطة والمقرات الأمنية تفضي إلى تدمير كبير في المنازل السكنية وتفضي إلى قتل العشرات داخل منازلهم، ما يشير إلى تعمد استهداف المدنيين باستخدام قوة غير متناسبة مع الهدف المراد تحقيقه بالرغم من أن الهدف نفسه يشكل جريمة حرب، لأن الحديث عن قصف مراكز شرطة مدنية تقوم بواجب حفظ الأمن والنظام. كما أن

وتشير حصيلة أعمال الرصد والتحقيقات الميدانية التي يواصلها مركز الميزان للخسائر والأضرار التي لحقت بالسكان وممتلكاتهم إلى ارتفاع أعداد الضحايا حيث بلغ عدد الشهداء (89) من بينهم (18) أطفال (12) سيدة، والجرحى (679) من بينهم (215) طفلاً و(122) سيدة ومن بين الجرحى. وبالإضافة إلى مئات الشقق السكنية التي لحقت بها أضرار طفيفة، بلغ عدد المنازل سكنية المدمرة (586)، من بينها (46) دمرت كلياً ومن بين المنازل المدمرة (31) استهدفت بشكل مباشر، ومن بينها (20) منزلاً حذر سكانها بالصواريخ.

وفي حادث يشير إلى تعمد قتل المدنيين وشل حركتهم وخاصة المزارعين بما يسهم في حرمان السكان من التزود بحاجاتهم الأساسية قصفت الطائرات الإسرائيلية سيارة مدنية من نوع (مرسيدس) نصف نقل، عند حوالي الساعة 7:30 صباح الاثنين الموافق 19/11/2012، بينما كانت تسير على شارع البركة بالقرب من مفرق طريق أبو سليم الجديد، جنوب مدينة دير البلح، ما تسبب في مقتل تامر رشدي محمد بشير البالغ من العمر (31 عاماً) وهو سائق السيارة، أمين زهدي إبراهيم بشير البالغ من العمر (41 عاماً)، رشيد عليان عطية أبو عمرة البالغ من العمر (51 عاماً)، حيث نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وأعلن عن استشهادهم. ووفقاً للمعاينة الميدانية التي أجراها باحثوا مركز الميزان لحقوق الإنسان، فإن المركبة التي تم تدمير الجزء الأمامي منها كانت تحمل صناديق من الخضار (طماطم)، وكان ركابها في طريقهم لأحد الحقوق الزراعية الواقعة جنوب مدينة دير البلح، بغرض تعبئتها بصناديق أخرى من الخضروات وبيعها في سوق فراس بمدينة غزة. وقد تسبب القصف في تضرر المركبة بشكل جسيم وانقلاب صناديق الطماطم.

وفي حاث آخر في السياق نفسه قصفت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، عند حوالي الساعة 5:50 من فجر الاثنين الموافق 19/11/2012، بصاروخ واحد، المزارع: عبد الرحمن محمد عبد الرحمن العطار (51 عاماً)، أثناء تواجده أمام منزله الكائن قرب بئر مياه السلاطين في بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة، ما أسفر عن مقتله على الفور. وتفيد التحقيقات الميدانية أن المزارع كان يستعد للذهاب لبيع محصول البطاطا خاصته في سوق جباليا البلد، ويحمله على عربة كارو خاصته أثناء الاستهداف.

وفي سياق تعمد استهداف المدنيين قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخ واحد عند حوالي الساعة 21:00 من مساء يوم الأحد الموافق 18/11/2012، شاب وعمه وهما في طريقهما لمنزلهم بعد زيارة أقارب لهم في حي تل الهوى بمدينة غزة، وعند مرورهما بالقرب من دوار المالية في حي تل الهوى أغارت عليهما طائرة حربية بصاروخ ما تسبب في استشهادهما وهما: أحمد محمد أحمد أبو عمرة (40 عاماً)، نبيل أحمد عودة أبو عمرة (28 عاماً).

وفي سياق تعمد استهداف المنازل وقتل ساكنيها قصفت الطائرات الإسرائيلية، عند حوالي الساعة 9:35 صباح الاثنين الموافق 19/11/2012، منزلاً سكنياً في منطقة معن شرق خان يونس، وتسبب القصف في إصابة ثلاثة مواطنين من بينهم طفل، وقد نقلوا إلى المستشفى غزة الأوروبي، حيث أعلنت المصادر الطبية عن استشهاد محمود سعيد أبو خاطر، (34 عاماً)، عبد الله حرب أبو خاطر، (21 عاماً)، وإصابة الطفل أنس محمود أبو خاطر، (عامين)، بجراح وصفت بالمتوسطة.

وفي سياق استمرار تعمد استهداف المنازل السكنية قصفت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بثلاثة صواريخ، عند حوالي الساعة 02:00 من فجر اليوم الاثنين الموافق 19/11/2012، منزل المواطن محمد خليل محمد عزام (55 عاماً)، في منطقة الزيتون بالقرب من مصنع ستار للمشروبات شرق مدينة غزة، وكانت الصواريخ تحذيرية وأعقبتها قوات الاحتلال في أقل من دقيقة بقصف من الطائرات النفاثة دمر المنزل بشكل كامل وهو منزل مكون من طابقين، جدير ذكره أن المنزل كان مخلى في وقت سابق، ولكن تلاحق القصف لم يترك فرصة لهروب السكان القاطنين في المنازل المجاورة للمنزل المستهدف، حيث تسبب القصف في تدمير منزل المواطن محمد سعدي عثمان أبو زور (50 عاماً)، بشكل كلي وهو منزل مكون من طابقين وتقطنه عائلتين مكونتين من (14) فرداً منهم (6) أطفال، وقد دمر المنزل فوق رؤوس قاطنيه ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من هذه الأسرة منهم طفل وسيدة، كما استشهد شاب آخر من الجيران. والشهداء هم: عاهد حمدي إسماعيل القطاطي (38 عاماً)، سحر فادي أسعد أبو زور (زنداح) (21 عاماً)، نسمة حلمي سالم أبو زور (21 عاماً)، محمد إياد فؤاد أبو زور (5 أعوام)، كما أصيب في الحادث (28) مواطناً منهم (15) طفلاً، و(4) سيدات جلهم من عائلة أبو زور. كما لحقت أضرار بالغة في منازل المواطنين المحيطة بالمكان المستهدف، وهي تقدر بحوالي (20) منزلاً دمرت بشكل جزئي، بالإضافة إلى مركبتين.

وفي السياق نفسه قصفت الطائرات الإسرائيلية النفاثة، عند حوالي الساعة 1:17 من فجر يوم الاثنين الموافق 18/11/2012، بصاروخ واحد، منزل المواطن: فؤاد محمود محمد العسكري، المكون من خمسة طبقات، والكائن قرب مستشفى العودة في تل الزعتر بجباليا في محافظة شمال غزة، وقد سبق هذا القصف قصف تحذيري من طائرات الاستطلاع بأربعة صواريخ متتابعة، ما حذا بسكان المنزل والمنازل المجاورة والقريبة بتركها خوفاً على حياتهم، ودمر المنزل بالكامل، كما دمرت (5) منازل سكنية ملاصقة بشكل بالغ، في حين أضرّ القصف بعدد (10) منازل مجاورة بشكل جزئي. وتسبب القصف في بثّ حالة من الخوف والهلع في نفوس السكان المدنيين لا سيما الأطفال والنساء منهم. كما تسبب في إصابة (15) من المواطنين بجراح منهم (4) أطفال وسيدتين، ووصفت المصادر الطبية جراحهم بالمتوسطة والطفيفة. هذا وتضرر جراء القصف عدد (4) محلات تجارية أحدها دمر بشكل كلي- منجرة أسفل المنزل-. وتفيد التحقيقات الميدانية أن منزل العسكري تقطنه (6) عائلات تضم (40) فرداً، من بينهم (30) طفلاً. وتفيد التحقيقات الميدانية أن جيران المنزل تلقوا اتصالاً من هاتف خلوي أبلغهم أن المنزل سوف يقصف.

وفي جريمة أخرى في سياق قصف المدنيين قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخ واحد، عند حوالي الساعة 00:15 من فجر اليوم الاثنين الموافق 19/11/2012، محمد سلامة سعدي جندية (31 عاماً)، بينما كان يقف بالقرب من منزله بالقرب من دوار أبو ماهر حلس في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وتبين أن المستهدف يعاني من إعاقة عقلية.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن استنكاره الشديد لهذه الجرائم البشعة، فإن يؤكد مضي قوات الاحتلال في تنفيذ ما حذر منه مركز الميزان من إقدام قوات الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم، ويشير المركز إلى أن أعمال القتل وخاصة قتل الأطفال وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال على نطاق واسع ترتكب تحت غطاء سياسي من قبل المجتمع الدولي، الذي يصمت ويعجز رغم هول وبشاعة الجرائم الإسرائيلية عن التحرك العاجل لوقفها وحماية المدنيين.

مركز الميزان يرى في قتل أسر بأكملها على هذا النحو وفي ظل جملة الممارسات والجرائم الأخرى فإنه يرقى لمستوى الجرائم ضد الإنسانية التي تفرض على المجتمع الدولي ولاسيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة التحرك العاجل لحماية المدنيين ووقف جرائم الحرب الإسرائيلية وتفعيل أدوات الملاحقة والمسائلة عن هذه الجرائم.

وعليه فإن المركز يشدد على المدنيين الفلسطينيين عموماً والأطفال والنساء والمسنين هم من يدفعون من دمائهم ومن آمالهم ثمن العجز الدولي في مواجهة الجرائم الإسرائيلية التي يبدو وأنها ستتصاعد، لأن شعور المجرمين بالحصانة يفتح شهية القتل ما ينذر بنتائج إنسانية وخيمة لاستمرار هذا العدوان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى