السبت ١٥ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم أحمد سعد الدين أبورحاب

عفاريت الظلمات العربية

( 1 )

يمرق فى طرقات القريةِ .. يتمسح فى الجدران الطينية
يزحف فى صحراء البدوِِ ويسكن بين الكثبان الرملية
يسرى بين الخيمات ويزعق بين بيوت عباد الله
يجرى يلعب فوق الأسطح .. فى الباحات
يبنى ابراجا ومدائن
يشرب نفطا .. يأكل لحما .. يتجشأ
يُطلق عارية تتلوى، ويبيع الجسد المحموم
ليجمع كل قروش الفقراء المثقوبة
يصرخ ويقهقه فى فرح مجنون
يتباهى بالوهم الخاضع
يتدثر بالليل وأضواء النجمات الشاحبة السأمانة
يزهو بهلامية تكوين الجسد المبلول
يقّافز فوق الأغصان يفزّع أطيار الفجر النائمة المنتظرة ضوء الشمس
يفجّرها ريشا يتناثر بحثا عن ملجأ
يتسلل تحت الأجفان الطفلية، يرسم هولا يتصاعدُ يُطبقُ يسلخُ ..
تتحول أحلامُ البهجةِ كابوساً، تتفصّدُ جبهاتُ الأطفالِ بمِلحٍ باردْ
يُضحى الليل كِياناً مقلوبَ السحنةْ
تصفر ريحٌ غامضةٌ فى أغصانِ الجُمْيَزَة
يحتكر البومُ فضاءَ الله
 
( 2 )
 
أمشى .. يغمرنى لحن يترسب من جمجمتى فى أذنيَّ،
وأمشى يدفعنى أملٌ مجهولُ السمتِ
وأمشى يجذبنى ضوءٌ لست أراه
- ماذا تفعل
يا مجنون ...؟
 
أمشى تتهددنى أجنحةُ الخفّاشِ، وأمشى لا أعرف كيفَ
وأمشى تُنكرُنى أقدامى المندهشة
 
صرخاتٌ غامضةٌ تنبضُ فى قلبِ الظلمة
ونُباحُ كلابٍ يفترسُ هلالاً مفزوعاً
هل نام الناس
أم غرقوا ؟
عينا العِفريت
كرتان
من
نار
فى وجهى يتصلب منتصبا فى صمت ساخرْ
 
( 3 )
 
قال الطيفُ السابحُ فى الأحلامْ
النابضُ فى قلب التاريخ العربي :
من يسلم نبضته للريح
لتدق بلا قلب فى الظلمات
من يعزف للبوم ويسجد للعفريت
لا بد يموت
من يفقأ عين العفريت
أيضا سيموت
لكن قد يسعد أحلام الأطفال

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى