السبت ١٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٣
بقلم طلال حماد

أنا من هناك

أنا لست سمكة في البحر الميت
ولست فراشة مرسومة على منديل
أنا لست عشبة صفراء في كتاب عاشقة من وهم
ولست علامة لطريق بلا مسافرين
أنا لست سهما في قوس قاتل "روبن هود"
وأنا لست "روبن هود" في مجرد فيلم
وأنا لست قطعة بلا معنى
ولا جدوى
في متحف للشمع
ولست أيضا
فزاعة في حقل جف
أو تحفة صماء
فوق رف
أنا لست أنت

أنا لست أحدا آخر غيري
أنا الناجي من آخر الزلازل
ومن الطوفان الذي مرّ من الحيّ المجاور
لا تنظر إليّ هكذا
كأنني نازلٌ عليك من الفضاء السابع؟
صحيح أنني فقدت يداي
وأنني تركت قدميّ تحت الدمار
وربما في بطن السيل
وعيناي أكلتهما سمكة بحر لا أعرف اسمها
وهذا التجويف الذي في صدري نتيجة سقوط صخرة صمّاء فوقي
وأما رأسي
فلن أقول لك
لن أقول لك هذا رأس جار لي لا أذكر من
وجدته في طريقي
فلبسته لأنني فقدت رأسي ولا أذكر أين
هذا أنا
هل تعرفني
أو تذكرني
أم أنك مثلي بلا رأس
وهذا الرأس الذي تحمله فوق كتفيك
رأس جار لك؟

أنا هذا الذي تراه أمامك
واحد من تلك الضحايا التي لا تُعدّ
في إقليم الحوز في المغرب الأقصى
وفي مدينة درنة الليبية
فهل عرفتني
أم أنك ستقول لا؟
هل ستقول لا؟
هل ستقول لا؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى