السبت ٦ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم محمود محمد أسد

بين يدي رمضان

أتى رمضانُ فعمَّ الضّياءْ
يشعُّ علينا بيُمْنِ الدّعاءْ
يضيء ظلامَ النّفوسِ ويهدي
لبعث الأماني وزرْعِ الإخاءْ
وتلْكَ النّفوسُ تتوق اشتياقاً
كأرضٍ تحنُّ لغيثِ السّماءْ
وصوتُ المآذنِ في كلِّ ركنٍ
يُفتِّحُ نفسا,فيشدو الفضاءْ
أيا مسلمونَ! أقيموا صلاةً
وأدُّوا فروضاً بصدقِ انتماءْ
فإنَّ الصِّيامَ صيامُ نفوسٍ
عن الموبقاتِ وصدُّ اشتهاءْ
وليسَ الصِّيامُ امتناعَ طعامٍ
وشربٍ, وجرياً وراءَ الثّراءْ
وليسَ اختلافاً وحقداً لأمرٍ
سخيفٍ. أجلْ فالصّيامُ ارتقاءْ
وحبٌّ وتقوىً وعفوٌ لذنبٍ
فإنِّي بشوقٍ لوقفِ الدّماء
أتيْتُكَ ربِّي أجرٌّ أسايا
وأحمِلُ همَّاً ثقيلَ العناء
فإنِّي المقصِّرُ يومَ التّلاقي
فذنبي كبيرٌ. أ ألقى الجزاءْ؟
ففي رمضانَ تَعزُّ الأماني
وتمضي إليك بطُهْرِ الرِّداءْ
فمَنْ لي سواك وأنتَ الرّحيمُ؟
ومن لي سواكَ وأنتَ السَّناءْ؟
سألْتُكَ عفواً ونصراً مبيناً.
أغثْني فمنكَ يكونُ السخاءْ
أيا رمضانُ وقفْنا طويلاً
وبين يديكَ يطيبُ اللِّقاءْ
وتسمو النّفوسُ لدرْءِ الدَّنايا
وقد أغْرَقتْها سيولُ العَداءْ
أتأتي ونحنُ حيارى،فهلا
عرفْنا طريقاً يعيدُ الصّفاءْ؟
لََشوقي عظيمٌ لبدرٍ وفتحٍ
وإنِّي لأدعو رجالَ الفداء
وربِّي, لَخيرٌ لنا إن نهضْنا
نذودُ بصدقٍ ونحمي اللِّواءْ
فليسَ لنا من سبيلٍ سواهُ.
طريقُ الخلودِ وسرُّ البقاءْ
فأين رجالٌ أضاؤوا سبيلاً
وشادوا كياناً قويَّ البناء
إلهي ؛وأنتَ العليمُ بحالي
فقلبي عليلٌ يريدُ الدّواءْ
رفعْتُ رجائي بسيلِ دموعي
وأعلنْتُ حبِّي وكلَّ الولاءْ
فأين النّفوسُ التي طَهَّرَتْها
أحاديْثُ تبقى لبثِّ الضِّياء
وآياتُ حقٍّ ,وقولُ رسولٍ
وأفْعالُ أُسْدٍ ,أزاحوا البلاءْ
فَهَبُّوا لنشرِ الهدايةِ حبّاً
وشوقاً. وأكرِمْ بهذا النّداءْ!
إليهمْ أشدُّ رحالي. فإنّي
أراهمْ سراجي ودربَ اهتداءْ
أيا رمضانُ وليلُكَ صُبْحٌ
وفيك التّراويحُ بابُ الدّعاءْ
تسابقَ زُهْرُ الشّبابِ كومْضٍ,
وموجُ الرِّجالِ وطُهْرُ النّساءْ
يريدونَ أجراً سخِيّاً. فأكرمْ
بهمْ مُرْتدينَ ثيابَ الحياءْ!
وأمَّا البيوت بساتينُ عطرٍ
تفوحُ بنصح مِنَ العلماءْ
وللذّكرياتِ أريجٌ ودفءٌ
نجوعُ إذا ما حُرِمْنا الغذاءْ
فما أروَعَ الأمَّهاتِ اللَّواتي
زرعْنَ النّفوسَ هدىً واصطفاءْ!
تباركْتَ ربِّي. وأنْتَ مُعيني
أغثْني على ردِّ كلِّ بلاءْ
أنا المستعينُ بربٍّ قويٍّ
له الملْكُ والعَرشُ والأنْبياءْ
أغِثْنا فنحنُ ضياعٌ، كأنَّا
قطيعٌ، ونحيا بدون انتماءْ
عجيبٌ فكيف الحياةُ بعزٍّ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى