الاثنين ١٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم ليندة كامل

تلك الذكريات

تترنح الذكريات أمام مقلتي، راسلة البوم صور كان بالأمس القريب يحيا في مخيلتي تمام مثل اللحظات المتمايلة في كل الوجهات تعبق من شذى الرياحين لحنا تتراقص له القلوب الوجلة،ضاحكة مستبشرة، تترامى بين الروابي المليئة بالعطف والحنين، تتكاثر مثل عصافير برية لا تحيا بدون حرية تلبسها فتحلق في المدى بعيدا عن إرهاصات الحياة البشرية المغلفة بالأنانية و الخيانة و الغدر و حب الذات و الجري وراء المسرات دون إي اعتبار لآخر.

هنا في هده الرحلة الانفرادية تتربع الذكريات باسطة جناحيها ترفرف بين الأهداب تسدل زخات من داك الذي تناسيته و أنستني إياه الأيام بخطواتها المتثاقلة، وحمولتها فلأول مرة لم اسأل عنه؟ و لم يتجرأ لساني على ذكره حتى بينه و بين ذاته لقد صار من وميض ذاكرة عجوز؟ أو مثل رماد نار تأججت بين حنيا قلب أحرقت كل ذكرياته وكل صورة تشبثت بين رويده

هبت رياحه العاتية فنسفت الغبار المتراص على حافة الانتظار.
لأول مرة احلق في المدى اصرف الأيام البالية عن فؤاد كم ذاق من وابل الأحزان وكم سقيا علقما وحرصما..

وبيع في أسوق النخاسين كل الأحاسيس القنديلية المشعة بأنوار من التلاقي والإخاء؟

وبيع الطيب بكلمة غدر دون تفكير في النتائج الملحقة،وراء قلب لا ينبض إلا بذكر اسمه؟

وعناقيد الحب المعلقة تتقاطر ولها لناظر إليها، مضيئة للعتمات طاردة لهاجس الخوف مما هو آت؟

بين شواطئ تلك الذكريات المخيفة المظلمة المؤلمة، تسكن لحظات عفيفة طاهرة تحفر لها مكان بين تلك التعثرات آملة في أن تعيد بسمة الحياة لثغرها في تلك الأحراش الموحشة المحفوفة بتلك الأنانية الغوغائية البربرية في الإنفراد بكماليات الحياة.

هنا في هدا الشاطئ وقفت شاخصة اتامل الموج بقوته، وجبروته كيف يمحي خطوات الأجيال الصاعدة ليعيد رص الأولويات كما هي؟ كما شاءتها أنامل الرحمان بلطف.

ليأتي يوم آخر يضع بصمته ويكتب ذكريات آخري، قد تخيف داك الحاضر آلات، من وراء غيب لا نبصره بأعيننا، بل نراه بقلوبنا ليتغير مجرى عشينا وتجعلنا ننسى تماما من اسكن الألم في نفوسنا، ماحية كالموج ما ارتكبته أيدينا على شاطئ كل تجربة مررنا بها. هو النسيان الذي يتألق مع مرور الأيام ويزداد فعالية بصرفها من عمرنا ليرمي كل الم تسبب في نزيف استقر سنوات في قلوبنا هو الزمن وحده من سلط سيف النسيان قاطعا كل ذكرى، تألمنا وكل لحظات الجنون من سجل أيامنا
لم يكن يسيرا أن نرتمي بين أحظان الآخرين،ونخرج منها آملين متطلعين إلى إشراقة صبح مضئ، الصبر من كان يحفر مكان لنسيان في أعماقنا لتكون الذكريات الميتة تترنح في صمت دفين أمام كل صاحب ذكرى، وتكون مثل صورة هجرتها الألوان والحركات فكانت شبه ميتة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى