الاثنين ٦ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم شهاب محمد

حزيران

قل يا حزيران.. قل ما خلتــه أدبا وما حفظت على أسماعنـا كذبــا
قل يا حزيران.. قل ما خلته أملا بعد الجريمـة يأتينا ومـــا اقتربـــا
قل يا حزيران.. قل ما جئت تخبرنا وما رأيـت، ومـــا أورثتنـــا تعبــــا
قل يا حزيران.. قل ما شئت مغتربا على ضفافك، لكن بعد ما اغتربـا

* * * *

صاحت بلاد وما صحت عزائمهــا ولا تحـــرك مـن أثقلتـــه ذهبــــا
فلا الدمـــاء عزيــــزات مواردهــــا ولا سماء لنـــا تستوحش الشهبــا
ولا الشفـــــاه حبيبــــات نكلمهــــا ولا النسائم أشواق وريــــح صبــا
ولا الحقيقة بعد اليـــوم تطربنــا ولا قصيدة شعــر تحمل الطربـا

* * * *

تلك الملايين ونيويورك تعرفهـــا وكل نهــــد سقاها مثلمــا شربـا
وكل بئر من البتــــرول مشتعـــل في ساحـة الدار متروك لمن نهبا
وكل قبر علــــى جدرانــه كتبـت مرثيـــة، راح يتلوها لمـــن كتبــا
يا سادتي.. كان في ابطائكم سبب لكنني الآن.. عفـواً لا أرى سببــا
لا تحمل الريح أسراراً لمـــن غلبـوا ولا يؤخر عصف الريح مــن غلبـا

* * * *

ما للجماهير مــا زالــــت تحملنـــــا أوزار من أورثوها العــار والنسبا
ما للحكومات ما انفكت تطاردنــا وتحبس الشعر والبارود والكتبـــا
فكم نبي على الحادهم ذبحــوا وكم أبي علــى عيدانهـــم صلبـا
لا يا حزيران.. أوراقـــي مبعثرة وقصتي فوق ما قد قيل، أو كتبــا

* * * *

ما زال يطفىء من أنهارنا ظمــأ ويطعم النار نــــاراً كلمـــا شربـــا
ما زال يبحث في نيويورك عن زمن ويحسب الدهر دهراً والهوى خشبـا
مالت فلسطين في أتراحها اتكأت فأمطروها رصاصا، عاهـــراً، غضبا
وأثقلوها قيوداً كلمــــــا صرخـت وكلما حاولـــت أن ترفـــض اللعبــا

* * * *

يا للخيانات ما زالــــت ثعالبهــــا تحـــرم النـــار والأشعـــار والأدبـــا
تحاصر الشعب منهوبــــا لشهوتها وتطعم النـــار مـــن غاباتنــا حطبــا
يا للخيانات في افلاسها انطلقت تحارب البحـــر والأمــــواج والسحبــا
قف يا حزيران .. لا تخدع بما حسبوا فكلهم مجـــرم يغتـــال مــا حسبــــا
وكلهــــم ســـارق، في ثوبـــه أثـر لميـــــت، كــان للتاريــــخ منتسبــــا
فلا الشعارات ما قالوا، وما فعلـــوا ولا الحقيقــــة كانت مثلمـــا وجبــــا
ولا الحكاية فــي تحريـــك قافيـــــة من يحمل السوط لا يشكو كمن ضربا
كل الجماهيـر محظــــور تمرسهــــا ولا يحــق لهـــا أن تفهــــم السببـــــا
كل العصافير محظــــور تحركهـــــا ولا يجـــــوز لــها أن تأكــــل العنبـا

* * * *

حضرت من عالــــم المأساة منتهيــا ومنـــذ بدأت حرقـــت الثوب والهدبــــا
حضرت من آخر الأشيــــاء محترقــا ومذ أتيـــت رفعــــت اللــــوم والعتبــا
أنــا نزيــــف ضحايـــا لا عداد لهــــا وعـــن جراحاتهـــا ما زلــــت منتدبــــا
عبرت من عالم الأموات محتضرا وما انتهيــــت.. دمــــي ما زال منسكبـا
عبرت من غيهب المجهول مبتدئا بحــــر الدماء، وما عاشــــرت من سلبا
انا الدماء التي في كفكم سفحت أنا الضحيـــة مـــا ساومـــت مغتصبـا
أنا حصيلــــة حرب، أو مؤامــــرة انــــا بدايـــــة ليــل بـــــات منقلبـــــا

من ديوان فصول في زمن الماساة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى