الأحد ٢٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم
دموع على وطن
هل من دموع جف في عيني الندى | كل الدموع ذرفتها أسقي المدى |
يبكي يرق لكل آه ٍ لاحظي | دمعا خفيا خائفا يكسو الصدا |
في كل بيت من بيوتك قريتي | نعي و بغي لا يجيز لك الصدى |
والميْت منك يغور في عثراته | والشرع حَرَّمَ شاهدا و تفـَقـّـُدا |
فاق الأسى حجمَ الزمان ولم يَعُـدْ | يومٌ نـُعِـدّه للسرور وإن بدا |
فيُدير ظهره للبرية قائلا | حياكم المولى و يُلغي المَوعدا |
لنعود للفضلات نجرعها على | مضض ونبكي ما عدمنا الموردا |
الدمع يوردنا ويظمئنا معا | ونعود نجرأ للدموع مجددا |
جدلية فينا ولا عدلا ترى | إلا أميرا في العشيرة خـُلـِّدا |
إلا طقوسا للخلافة أخْــِرجت | في حلة تـُـرضي السرية والعِدا |
إلا صغارا في القبيلة إن دُعوا | تـَسمعْ لهم لقبا شديدا مرعدا |
أفراحهم ليلا نهارا دونما | نصر سوى ما الشيخ فيه تفردا |
والكل مهزوم يقطع كفه | لما رأى حُسْن الأمير تجَرَّدا |
عاش الأمير شعارهم وعروشهم | تسقي العشيرة من حُبيبات الردى |
عاش الأمير ولا إمارة إنما | نـَوْبات حُرّاس تصون المرقـَدا |
تصحو لقوم إن أفاق لبيبهم | ألغى نواميس الحياة وعربدا |
والكون في كف تفوح أمانة | فاجنح لها في القصد تجن المقصدا |
نحن الأراجوز لا إلا وتلــ | ــك أصابع فاخضع معي وامدد يدا |
وارفع معي خلف الورى سبابة | نلقي على باب الأمين تشهدا |
إني إذا ما طفت حول بياضه | ألقى عليَّ البيتُ صخرا أسودا |
لي عنده كل المناسك ذلة | وله من البترول زمزم سؤددا |
فإذا بترتُ من المناسك قربة | ً فالهدي أنت وسرب دربك للفِدى |
بالبرتقالي الأنيق ألفكم | وإذا دَعَوا للعيد أذبح سيدا |
وإذا رجمت فلا سواك فأنت لي | في الصدر وسواس يزيد تعقدا |
لولاك لم نجنح لميقات ولم | نخجل إذا طفنا ببيته سُجَّدَا |
لولاك ما كان الطواف وداعَنا | ولما ختمنا الحج بعد المبتدا |
الحج ركن للعقيدة دونه | ركنٌ متين فاتخذنيَ مقتدى |
فأنا الأمير وتلك بعض عشيرتي | نرضاه دينا شرعة وتعبدا |
من ذا يُعَظـِّم في الحجيج شعائري | تعظيمُها تقوىً يصون المقعدا |
هو ذا الأمير وتلك بعض حكايتي | سأزيدكم منها إذا ولى غدا |
لكن أشيروا هل أطيعه مُحــِرما | أم مُحرَما إن رمت منه المولدا |
قولوا فإن الدمع كاد يهدني | أأطيعه أم لا وكونوا المرشدا |
إني رأيت على الشفاه ترددا ً | وبصيص همهمة تقول: تمــّرُدا |