الأربعاء ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم
رائيّة الأندلس
يا طارقَ بنَ زيادٍ هذه الدارُ | تبكيك دوما و دمع الدار أمطارُ |
رحلتَ عنا فجاء الذلّ بعدكُمُ | شاهَ الجمالُ و ما للرّوضِ إزهارُ |
قد أقفر الروض و الحسناءُ قد قبُحَتْ | و البئر غارَ و جفت بعدُ أنهارُ |
غرناطةٌ أشعلتْ نيرانَ مهجتنا | و الذل يوقدها و الخزي و العارُ |
و المجد قد صار أشلاءً ممزّقةً | بتنا نلَملمها والقلب محتارُ |
فالعزّ كان كضيفٌ لا يقيمُ بنا | و المجدُ قد أكلت آثارُهُ النارُ |
كبا جوادكَ و الأمجادُ قد طُعنت | يا مجدُ تبكيكَ أقلامٌ و أشعارُ |
وإن أمجادنا كالخرقة اتسخت | فالمجدُ دنسهُ التذليل و العارُ |
كنا جميعا كمثل الروح في جَسَدٍ | والآن نحنُ لبلدانٌ و أقطارُ |
تفرق الجمع و الأوطان قد قُسمتْ | فضاع أغلبها و الشقّ أخطارُ |
أليسَ للعُرب وجدانٌ و أفئدةٌ | أليس للعُرب أسماعٌ و أبصارُ |
أليس يحزنهم فقدان أندلسٍ | أليس يقلقهم ذا الذلُّ والعارُ |
عراقهم أسرت و القدس قد سُبيتْ | فَـدنّـسَ القدسَ فجّارٌ و كفّارُ |
يا ويح مهجتنا إذ شمسنا غرُبَتْ | و العز و المجد و التمكين قد طاروا |
يا طارقا كنتَ أنتَ النّصرَ في رَجُلٍ | ما للعروبةِ هذا اليومَ أنصارُ |