الأربعاء ٢ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم
رحلتي الى الجنان
النفسُ تزهو والفؤادُ منارُوالروحُ ترقى والجبينُ وقارُوتألقت حين الرحيل يشدنيذاتي كانّ بطلعها الأقمارُفجمعتُ بعضَ حوائجي متلهفاوشددت خصري والدموع إزارُوحضنتُ طفلي مشفقاً، ودموعناتجري كأن بلونها الأخبارُوأملتُ طرفي نحو سيدة لهافي النفس أفقٌ ريعه أزهارُوحملت نفسي واثباً وحقائبيورحلت عنهم والشجى مزمارُفي كلّ بعدٍ ملزم، فالروح تبـقى في الديار يزفها استقرارُلكنّ روحي غادرت صوب المنىوالجسمُ خلف خيالها طيّارُوصعدت في وهج الحماس مكائناًتعلو السماءَ تُجيبها الأمصاروتجوبُ أطباق السماء كأنّهابرقٌ وقلبي فوقها إنذارُروحي كأرواح المئات تعلّقتفوق الغيوم تسوقها الأقدارُلكنّ شوقي طاف خوفي وارتقىكوناً لمن قلبي لها مضمارُما كنت أشعرُ في السماء بأننيللفاجعات وقودها وشَرَارُاللهُ يمسكُ علوها ومسيرهانحو الجنان يشدها الستّارُعبر المحيط كأنني البحّارُفقطعتُ آلافاً لبيتك قاصداًوتركت أهلي في حماك كأنهمأفراخ طير ما لهم أستارُونزلتُ جدّة ثمّ مكة والهوىصوب الصفاء كأنّني إعصارُوبدأتُ أجري نحو بيتك لائذاًودنوتُ منه فالمسيرُ عثارُوتلعثمَ النطقُ المتوّج بالحياوتبلّلت من مقلتي قفارُواهتزَّمن حولي المكانُ لرجفتيواهتزّ من قدمي الذرى وذمارُكيف اللقاء وعشت دهري لاهياًوالقلبُ كاد من الدّجى ينهارُورأيت كتفي في الشمال محمّلابالمنكرات تزيدُه الأعمارُورأيت كتفي في اليمين كأنّهغصنُ الشتاء وما علته ثمارُفتحيّرت قدماي أين مسيرهاوتصارعت في مهجتي الأفكارُأنت الحليمُ وخير جودك نافذٌوأنا الجهولُ وملبسي الإنكارُونسيتُ عند المفرحات كريمهاوكأنّها من قدرتي أزرارُورجوتُ عند أُساءتي متضرّعاًعطفَ الجليل ومظهري استغفارُفتسابقت نحوي المكارمُ جمّةًوكانّها غيثُ الشتا ينهارُفأجبتها بالموبقات تجاهلافأمدّها من فضله الجبّارُودخلتُ بيتك والذنوب كبائرٌوالظهرُ قوسٌ والمشيبُ صفارُودخلتُ أحبو والجبين ملطّخٌوالرأسُ أرضٌ والعيونُ جمارُوجلستُ أنظرُ للسواد كأنّنيفي عالمٍ قد حاطه الأنواروبكيتُ حتى بُلّلت جدرانهاودعوتُ حتى هدّني الإكثارُوجلست عند جدارها وقصيدتيتحكي اللقاء وحرفها إبحارُوسعيت في خجل أدور بروضهاوكأنّ فيها للوجود مدارُحاشاك أخرج من مقامي مذنباًويدومُ بعد الضارعات ضرارُوخرجتُ من باب الرجاء يسوقنيللموت حشدٌ ما لهم أعذارُوخرجتُ أبكي والرجاءُ يزفنيوالعينُ من قِصر اللُّقا مدرارُأملي بانّ الله يكفلُ عودتيولقاءُ من رُفعت بها الأوزارُوخرجتُ والبشرى بوجهي راجياًأرضَ الرّسول تسوقني الأسفارُودنوت من خير الأنام مقاربأًفكإنّ قربي للهدى أشبارُوجلستُ أقرأ للرسول قصيدتيفتعيدها من بعديَ الأسحارُوخرجت أنظر للبقيع فضمّنيطوقُ الضياء بأرضه ومزارُوركبت أقصد في المسير حدائقاتعطي الدماء لريّها الأبرارُوتبعت عطراً رائقا فإذا بحمـزةَ يستقيم كأنّه الجرّارُووقفتُ أقرأ في عُلاه قصيدةًتحكي الفداء فشاقني التكرارُيا أرض يثرب قد ملكتِ معالماًومآثراً قد صاغها الأنصارُوحملت أعباء الرسالة قدوةًفتوهجتْ من صانعيك كبارُوفتحت أبواباً لسيّد آدمفإذا بك للعالمين فخارُورأيتُ فيها كالآلئ حاضراًأحداثُ نور قادها الأخيارُبعض من الأيام كان مدادهامثل الكواكب ما طواه مسارُلو كان ظرفي في الحياة مواتياًلبقيت فيها والقبابُ جوارُ