الخميس ٢٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم بوعلام دخيسي

عائد إلى حيفا

إهداء
إلى الشبل الأبي طيب المعدن

مروان الشماخ
الذي أبى أن يرقص على دماء اليتامى والأرامل في أرض العودة حيفا عندما رفض أن يرافق فريقه الفرنسي (بوردو) إلى هناك فعانقت روحه الأرواح وزار قلبه القلوب واستوطن العروش.
أهداه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم درع القدس واختير كأفضل شخصية رياضية لموسم
2009

إليه أهدي هذه
التحية.

قف شامخا أيها المروان في القمم ِ
وانثرْ على القدس ريح العُرْب والهـِمَم ِ
قف سالماً من تراب لستَ تعشقـُهُ
إلا سليما مِن الأزلام و الصنم
قف ها هنا مِن بعيدٍ و لتـَلِجْ أدَبا
مِن خير بابٍ لخير الدّور و الحُرُم
لأنت في كل قلب يا حِبّ ساكنُه
قف ها هنا أنت قـُدْسِيّ ٌ وخذ قـَسَمي
قف من بعيد غدا حيفا تعانقنا
وليت غـَسّانـَها يأتيكَ بالقلم
يأتيك يرسم بعد الحزن خاتِمَة ً
في قِصّةٍ لم تـُعِدْ خـَلْدونَ مِن نـَدَم
قف شامخا علـِّم ِ الأسيادَ ساستنا
علوم عِز ّ ٍ لنـَصْبِ البان و العَلـَم
غدا بحيفا نرى نصبا لعاشقِها
هذا الفتى الشامِخ الشّـَمّـاخُ ذي القيم
فلتهنئي أختَ قـَسّام فمغربنا
ما زال يبذل للأقصى من الرَّحِم
ما زال ينجب نسل الناصرين ولم
تفرغ بطون نساء المجد من عُُقـُم ِ
في المغرب الحب لا نأتيه مِن أرج ٍٍ
و إنما من أجيج فاح للشَّمَم
هذا الفتى من أحب القدس من حُجُبٍ
فأسْكَنـَتـْهُ التـي يهوى نـَوى النـّـَسَم
هذا الذي مِن ذرا الأقصى يغازلها
وبابه لم تزل مشهودة الكرم
باب المغاربةِ اليومَ ارتقت طربا
لما انتقيتَ جميلَ الشِّعْر و النـَّغـَم
لما هتفتَ بـِلا لا لـَنْ أقـَابـِلـَها
محبوبتي خلف سور الأسر والخِيم
لي لوعة الشوق لكنّي أغالبها
ليوم عُرس ٍ قريب لاح في الظـّـُلـَم
غدا سآتي إلى حيفا وجيرَتِها
بحَدِّ سَيْفِـيَ لا باللهو بالقدم
فكيف ألهو على تـُرْبٍ وقد جُبـِلت
على جروح ٍ من الآهات و الألم
وكيف أمشي على عُشْبٍ و غزتنا
تمشي الهُوَيْنـَة َ فوق النار والحُمَم
لا لن أعود يا حيفا و في صُحُفي
أطفال غزة تشكو الجوع ملء فم
والقدس من تحت أنقاض تناشدنا
لبّوا غياث الحمى يا صفوة الأمم
لا لن أعود يا حيفا يقول أخ ٌ
وابنٌ عزيزٌ عفيف الطبع و الشيم
بل عدتَ قالتِ الأرواح منشدة ً
وعادت الروح للأحشاء والعُظـُم
أحييت حب حيفا أنت عائدها
من خلف سور و صور صاح في الذمم
يا فتية الحق يا أشبال نهضتنا
أمانة القدس في الأعناق من قِدَم
أحييت حب حيفا أنت عاشقها
والمهر لا ، وكل الغدر في النّـَعَم ِ
أحييت حب حيفا أنت كاتبها
فاملأ لها صفحة الإهداء للحكم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى