الجمعة ٢٣ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم نوري الوائلي

عظمة الله تتجلى في قدرة مخلوقاته

الجزء الأول : عوامل التأكسد القاتل الأول للإنسان

كما أن مثلث المرض يحيط بالإنسانية جمعاء فإن التأكسد هو القاتل الاول لكل الناس وما يسببه من مثلث الضعف والنهاية ولا علاج له إلا بطب الميزان.كما كان الطاعون والجدري والحروب والأوبئة سابقاً ولا تزال الملاريا والإيدز والسرطان وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وداء السكري والحوادث تفتك بملايين الناس فإن التأكسد يفتك بالإنسانية جمعاء. فهي تسبب المرض والشيخوخة والموت. كان الأنسان يواجه الخطر الجرثومي في القرن الماضي اما في القرن الجديد فانه سيواجهه الخطر التأكسدي.

التأكسد سبب مثلث الضعف (المرض _الشيخوخة _الإعاقة). ولكن الله جعل في الجسد طبيباً بالغ الروعة والدقة والقوة أسمه المنظومةالكابحة للتأكسد (عظمة الله تتجلى في قدرة مخلوقاته). الميزان الذي يحكم تولد عوامل التأكسد وقدره ووفره المنظومة الكابحه للتأكسد هو صمام الصحة والعيش بشباب دائم . اختلال هذا الميزان معناه بداية مثلث النهاية (المرض, الشيخوخه, الموت) . لذلك فإن واحد من أهم الطرق التي استخدمها لعلاج الأمراض هو قياس تراكيز العوامل المؤكسدة في الجسم وقياس تراكيز المنظومه الكابحة للتأكسد عن طريق فحص الدم للإنسان السليم و المريض . ثم إستخدام طب الميزان للعلاج وتفادي الكارثة.

أخي الكريم ان التحدي الأكبر اليوم الذي يواجهه الصحة البشرية بصورة عامة والذي يلعب الدور الأول في المرض،الشيخوخة،الموت،هو معدل انتاج وتوالد العوامل الهدامة للخلايا والتي تعمل وتتحرك على مستوى الجزيئات داخل الخلايا . هذه العوامل هي عائلة الأوكسجين الفعال،العائلة النيتروجينية والعائلة الكلورية .

لنذهب أخي الكريم معنا في رحلة مثيرة ورائعة داخل الجسم البشري لنتعرف على ما خلق الله عز وجل من قدرة هائلة للجسد وما يسببه مثلث المرض والمحور الحركي والتفاعلات الأيضية والبايولوجية داخل كل خلية من توليد لقوى الشر والهلاك والموت داخل الجسم وهي عوامل التأكسد والجذور الحرة .

الموت والحياة وجهان لعملة واحدة هي الإنسان جسداً ونفساً . من الناحية البيولوجية يولد الإنسان حياً ومعه يولد الموت . يتسابق الموت والحياة في جسم الإنسان . فجسمك أخي القارئ يتكون من مواد حية ومواد ميتة فليس جميع جسمك حي. فلكي يكون جانب الحي هو الأقوى لابد من وجود توازن في ميزان الحياة . فالحياة لاتعني إن أعضاءك حية بيولوجياً ولكن الحياة معناها وجود توازن في الميزان الذي ينظم عمل ووظائف الأعضاء والخلايا والأنسجة ككل. فالموت الكلي للإنسان معناه فقدان ميزان الحياة وليس موت الأعضاء بايولوجيا. المرض والشيخوخة هو الفقدان الجزئي لهذا الميزان. وأهم مسببات الفقدان الجزئي أو الكلي لميزان الحياة هي عوامل التأكسد. إذن دعنا نبحر في عالم جديد وخلق غاية في الدقة هو منظوم التأكسد وقواه التدميريه.

كيف تسبب المرض والشيخوخة والموت؟
وكيف قياسها والتعامل معها؟
وكيف نحد من أضرار عوامل التأكسد القاتلة؟
ما هي عوامل التأكسد؟
كيف نقتل الخلايا والأنسجة ؟
هل تستطيع أن تعيش بشباب دائم أو عمر أطول؟
كيف نعالج أعظم خطر يهدد الإنسانية ؟
كيف نفحص الجسم لمعرفة قوته للتحدي التأكسد؟
كيف نساعد الجسم للحماية أو معالجة أمراضه؟
ما هو دور طب الميزان في التشخيص والعلاج؟
هل تعرف أخي الكريم بأن عوامل التأكسد هي واحدة من أهم أسباب السرطان ،أمراض القلب،داء السكري،الماء الأبيض والأزرق في العين،التصلب المتعدد،الروماتيزم،وسوفان المفاصل،الشيخوخة والعجز، النوبة القلبية، النوبة الدماغية، تصلب الشرايين،الخرف،وغيرها.

عوامل التأكسد:

اليوم نحن نعيش عمر أطول ولكنه عمراً معتمداً على الأدوية والعلاجات والكثير يعيش مقعداً او عاجراً أو مشلولاً.نحن نعيش عمراً مليئاًبالمرض ومهدداًبالخطر في أي لحظة. إن أجسامنا اليوم عرضة لكثير من المخاطر الخارجية مثل الغذاء الفاسد،التلوث،الوضع النفسي،عدم الحركة،التدخين،المواد الكيميائية التي دخلت في الأكل واللبس والهواء والماء،الخمر،الهورمونات،الإشعاعات،وغيرها من المخاطر التي تعمل على تحفيز انتاج وتولد العوامل المؤكسدة في الخلايا. الجسم يولد عوامل التأكسد بصورة طبيعية ولكن الخطر إذا زاد الإنتاج وقلة المنظوم الكابحة للتأكسد.

مواد التأكسد هي جزيئات وذرات غير مشبعة إلكترونيا أي يوجد في مجالها الخارجي إلكترون أحادي لذلك تحاول مهاجمة الجزيئات الأخرى لسلب الإلكترون منها. صحيح أن الأوكسجين مهم للحياة ولكنه يمكن أن يسبب المرض والشيخوخة. التأكسد كما يتأكسد الحديد والمعادن يؤدي إلى تلف الخلايا والأنسجة. إن الفعاليات البيولوجية داخل الخلايا تؤدي إلى تولد عوامل التأكسد.كلما زادت الفعاليات البايولوجية كلما زادت عومل التأكسد في الجسم. الجزيئات المؤكسد تهاجم البروتين ، الدهون ، الاحماض الأمينة ، الحامض النووي و تؤدي ألى حدوث خلل رهيب في وظائف و تركيبات هذه المواد و بالتالي أحداث المرض و الموت .

عوامل التأكسد تحدث ثأثير تراكمي داخل الجسم . فمثلا الحامض النووي يمكن أن يهاجم من عوامل التأكسد بحدود عشرة الأف مرة في اليوم الواحد و لكن يوجد طبيب داخل الجسم هو انزيم كلايكوسليس الذي يقوم بحذف الجزء المخرب من الحامض النووي و طرحه في البول . و قد نشرت مجلة العلوم الأكادمية الأمريكية الوطنية مقالة مطولة حول تأثير عوامل التأكسد على الحامض النووي عام 1993 و التي أعطت الدلائل على أن التأثيرات المتتالية للتأكسد على الحامض النووي هي التي تولد السرطان .

الميتوكوندريا أخي الكريم هي معمل إنتاج الطاقة في الخلية تتأثر بصورة أكبر من تأثر الحامض النووي بالعوامل المؤكسدة لذلك يبدأ الانسان بفقدان الطاقة و الوهن عند تقدم العمر .

إذن عوامل التأكسد او الجذور الحره هي اجزاء من جزيئات الجسم تبحث عن عناصر و جزيئات للتتحد معها . هذه المواد تتحد مع البروتين او الدهون الموجودة في خلاف الخلايا . أما داخل الخلايا فأنها تهاجم أغشية النواة , الميتوكوندريا ، و الاحماض الآمينية و النووية مثل DNA .
إضافة أخي الكريم هل تعلم بان 1 ملم من الماء يملك 40 بليون ترليون جزئي و الجذور الحره هي بحجم واحد فقط من هذه الجزيئات .

مصادر عوامل التأكسد
تتولد عوامل التأكسد في جسم الأنسان من مصادر مختلفه. هذه المصادر هي:
المصادر الجسمية:

1- التفاعلات الهوائية لإنتاج الطاقة في الميتوكوندريا و التي تؤدي إلى خروج عناصر الأكسده . حيث يخرج بحدود عشرين بليون جزئي لكل خلية في اليوم

2- الخلايا المناعية تقوم بتوليد الجذور الحره لقتل الجراثيم ، الفايروسات البكتريا و الطفيليات . هذه الجذور تؤدي ايضاً إلى حدوث التهابات في أماكن القتال مع الجراثيم .

3-الوحدات الخلوية المسؤولة عن تمثيل الدهون و هي بيروكيسوم

Peroxisomes)) تنتج كميات كبيرة من المواد المؤكسده و الجذور الحره

4- الانزيمات Cytochrome p450. حيث تقوم هذه الأنزيمات بالتخلص من المواد السامه و لكنها تقوم بأنتاج الجذوره الحره

المصادر الخارجية:

1- التدخين يقوم بحث تكوين النايتروجين المؤكسد NOX الذي يعمل على تقليل كابحات التأكسد .

2- الحديد و النحاس . إن تناول الحديد بكميات عالية و خاصة الحديد الموجود في اللحوم يؤدي إلى تكوين الجذور الحره.

3- المواد االغذائية التي تحوي على مركبات الفينول.

4- التلوث ، الإشعاعات، النفايات السامة

صحيح ان مواد التأكسد تقتل الجراثيم و لكنها تحطم DNA . لذلك نشاهد أخي القارئ بان الألتهابات المزمنة و التي تؤدي الى ارتفاع في كمية المواد المؤكسده القاتله و خاصة في التهاب الكبد الفايروسي ، ممكن ان تسبب الأصابة بالسرطان هذا ماأكدته المجلة المتخصصة بأمراض السرطان . مجلد 61 ، صفحة 1942 ، عام 1987 Cancer)) , البلهارزيا مرض التهابي طفيلي مزمن أيضاً يؤدي إلى السرطان بسبب الجذور الحره Cancer Res, 51 , 1991))

البكتريا الحلزونية التي تصيب 33% من سكان العالم تسبب التهاب مزمناً في المعدة و الذي يولد السرطان و القرحة
(N Engl J Med,385,1127,1991)

التدخين عامل مهم من عوامل التأكسد والتخريب في DNA. يسبب ثلث حالات السرطان في امريكا ، ربع حالات أمراض القلب . و نصف مليون طفل تقريباً يموتون بسبب الولادة المبكرهLancet, 1992,339,1268 ) )

عندما تقوم الكريات الدموية البيضاء بمقاتلة الجراثيم فأنها تولد عوامل التأكسد و هي

نايترك أوكسايد ،بروستاكلاندين و الجذور الحره التي تؤدي إلى الإلتهابات المزمنة . هذه المواد تقلل من انقسام خلايا اللمفوسايت المناعية و بالتالي اضعاف مناعة الجسم

J lmmunol 1993, 150 , 2901)) .

أسباب زيادة عوامل التأكسد:

إن أهم أسباب زيادة الجذورة الحره هي:-

1- المواد الغذائية المكررة Refined Food
2- كثرة المواد المضافة إلى الأغذية
3- التعرض للكهرباء و المجالات المغناطيسيه
4- الأشعة فوق البنفسجية
5- الأدوية الكيماوية
6- التلوث البيئة و التسمم بالمعادن الثقيلة و المواد الكيماوية
7- الإجهاد النفسي
باختصار انه مثلث المرض ( الغذاء – التلوث – الوضع النفسي) .

الإجهاد التأكسدي معناه اخي الكريم وجود تخريب في جزيئات الجسم و الذي يؤدي إلى المرض ، الشيخوخة ،العوق ، و الموت .

كيف تعمل الجذور الحره ؟

1- تقوم بتحطيم بروتين غشاء الخلية لذلك تحطم شكل الخلية و يحدث ثقوب في الغشاء الخلوي

2- يؤثر على الدهون المكونه لأغشية الخلية و يصبح عديم الفعالية

3- يثقب أغشية الخلايا و يؤدي إلى دخول الفايروسات و البكتريا و الجراثيم الآخرى.

4- يقوم بتحطيم الحامض النووي داخل نواة الخليه و هذا يؤدي إلى تأثير تراكمي ينتهي بأحداث تغيرات في ظائف الجينات. لذلك يؤدي إلى توالد خلايا مريضة أو سرطانيه .

5- يحطم خلايا المناعية للجسم

الأمراض التي تسببها عوامل التأكسد

ليس هناك قائمة تحدد الأمراض التي يمكن للجذور الحره او عوامل التأكسد احداثها داخل الخلايا و الجسم البشري . فكل الأمراض المعروفة يمكن ان يكون احد أسبابها هي عوامل التأكسد .و لكن من المؤكد بان عوامل التأكسد و الجذور الحره تؤدي إلى الإصابة بالسرطان ، التهاب

المفاصل،الروماتيزم، الأمراض المناعية ، الماء الابيض وعتمة عدسة العين، الشيخوخة ، فقدان الذاكره ، أمراض اختلال الجهاز العصبيى ، أمراض القلب و الشرايين، داء السكري ، ارتفاع ضغط الدم،أمراض المعدة والأمعاء ،الحساسية ،وأمراض الجهاز التنفسي.

وقد ذكرت مجلة(Broz j med Biol Res 2002,35,523)في مقال موسع على أن التأكسد له علاقة مباشرة بكل هذه الأمراض واعتبرت مجلة التغذية السريرية الأيضية عام2002(Curr Opin Clin Nutr Metab Care)بأن آلالم الإنسان والتغيرات التي تحدث فيه بسبب زيادة انتاج عوامل التأكسد.

الخلية في جسم الإنسان تملك المراكز .التالية :-

1- القيادة العليا لسير العمليات البايولوجية موجودة ومخزونة في الحامض النووي ومركزها نواة الخلية.
2- معمل إنتاج الطاقة وهي الميتوكوندريا وموجودة في سايتوبلازم الخلية.
3- معمل إنتاج البروتينات في رايبوزومسRibosomes في السايتوبلازم.
4- معامل التخلص من النفايات ومخلفات التفاعلات الأيضية وهي لايزوزوم وتقع في السايتوبلازم.

كل هذه المعامل محاطة بالأغشية التي تحميها وتحفظ شكلها وحجمها.ولكن الجذور الحرة تهاجم هذه الأغشية وتدمرها.

العمر والتأكسد

عام 1900دكتور أليكس كاريل من معهد روفلر للأبحاث الطبية قام بوضع نسيج من قلب جنين دجاجة في محلول غذائي مناسب . بقى هذا النسيج لمدة 29عام ما دام هناك تغير يومي للوسط الغذائي . ولكن النسيج مات عندما نسي أن يغير المحلول. كثير من العلماء يعتقدون بأن خلايا الإنسان قادرة على أن تعيش 120 سنة،ولكن الجسم يحوي على معامل ضخمة وتفاعلات جبارة تؤدي إلى خروج الفضلات وجذورالتأكسد. تبدأ الفضلات وعوامل التأكسد بالتجمع والتخريب عندما تضعف المنظوم الكابحة للتأكسد وهذا يؤدي إلى مثلث الضعف والنهاية.
لقد أكدت المجلة الطبية للتغذية السريرية الأمريكية

(Am J Clin Nut ,1991,53,373)عام 1991 بأن عمر الإنسان يعتمد على التوازن في فعاليات الجينات وليس على جينات معينة. إن عمر الإنسان طويل مقارنة بعمر الحيوانات الأخرى اعتماداً على كمية التفاعلات الأيضية في جسمه ولكن الإنسان يملك منظومة قوية للتخلص من الجذور الحرة أكبر مما تملكها باقي الحيوانات. إذا لكي تعيش أخي الكريم لابد أن تكون هذه المنظومة تعمل بالميزان الرباني المستقيم .في الواقع فقد دلت الأبحاث على أن العمر يعتمد على سرعة التطور من ناحية وعلى سرعة وكمية الطرق الأيضية لإنتاج الطاقة. لذلك كلما زادت التفاعلات الأيضية زادت تراكيز كابحات التأكسد .سبحان الله إنه الميزان أخي القارئ الذي يحفظ كل شيء لذلك فإن أهم العوامل التي تساعد الإنسان على العيش وطول عمره هو مدى قدرته على انتاج كابحات الأكسدة.

من هنا تبرز أهمية إجراء فحص الدم لمعرفة كم لديك من مضادات للأكسدة وهي تعطي فكرة عن جسمك وقوته واحتمال تعرضه لمثلث الضعف. كلما قلت عوامل التأكسد كلما طال العمر.

إن الأعمار بيد الله تعالى ولكن جعل الله لكل شيء سبباً،كان يعتقد أخي الكريم بأن أعراض الشيخوخة والتجاعيد والوهن والضعف هو عدم قدرة الخلايا على الإنقسام بالدرجة الموجودة عند الأطفال أو الشباب.هذا الاعتقاد غير صحيح. والسبب في أعراض تقدم العمر هو تولد خلايا ضعيفة غير طبيعية بسبب التخريب الذي يحصل بالمورثات الجينية بعد سنوات طويلة نتيجة تعرضها المتكرر لعوامل التأكسد . الشيخوخة والعجز هو مرض السيطرة النوعية ،هذا ما أكده علماء اليوم وما قلناه في المقالة السابقة عن فقدان الميزان وما ذكره الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم،أمراض تصلب الشرايين ،سوفان المفاصل،التجاعيد،ضعف العضلات،وضعف الذاكرة المصاحب لتقدم العمر ليس بسبب عدم انقسام الخلايا بل بسبب التغيرات الجينية في الحمض النووي الذي يؤدي الى انتاج خلايا ضعيفة،عليلة أو ميتة.

كلما زادت التفاعلات الأيضية ،كلما قصر العمر،وتزداد التفاعلات الأيضية بواسطة تناول الغذاء. لقد وجد العلماء أن تخفيض 30% من غذاء الجرذان أدى إلى زيادة عمرها من 39شهراً إلى 56 شهراً.أي ما يعادل 52 سنة من عمر الإنسان. إن أهم التغيرات التي تحدث بتقدم العمر وخاصة تصلب الشرايين،ضعف المناعة،عتمة عدسة العين،تحطم الجينات الوراثية،اختلال الجهاز العصبي والحركي.كلها بسبب التأكسد.

إذن إسأل نفسك أخي الكريم كم عمرك الآن ؟كم خرب من جسمك؟كم جزء من جسمك ميت وكم بقي حي؟قف وأعرف نفسك قبل فوات الأوان، وابدأ من جديد ، لا تخف على ما فاتك، يوجد الكثير لكي تعمله، كل شيء خارب يمكن لأطباء الجسد والنفس أن يصلحوه إذا كانوا سليمين. إعرف منظوماتك التأكسدية عن طريق تحليل الدم لكي نعرف الخطوة القادمة. معرفة عوامل الأكسدة في الدم مهم جداً.عندما تدخل الخلية برنامج الموت فلا فائدة من مضادات الأكسدة ولكنها ممكن أن تحمي الخلية من الدخول في برنامج الموت وهذا ما أكده البحث العلمي المنشور في مجلة أبحاث الدماغ عام (2002)

(Brain Res,2002,931,181). وفي مقالة مطولة عام 2001 نشرت مجلة العلوم الأكاديمية الأمريكيه

Ann N Y Acad Sci,928,1)) بأن التغيرات المصاحبة لتقدم العمر النفسية والبايولوجية لها علاقة بالتطور، البيئة، الأمراض، والتغيرات الجينية . والموت في أي وقت إعتمادا على جسامة هذه التغيرات لذلك فإن فرصة الموت البايولوجي تقل كلما تحسنت هذه المتغيرات.الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى و لكن جعل الله لكل شيىء سببا ( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)
الغذاء والتأكسد
عندما تتناول الغذاء أخي الكريم فيقوم الجسم بأكسدة هذه الأغذية لانتاج الطاقة وإن قسم من الجزيئات المؤكسدة تهرب من الطرق الأيضية بسبب عدم وفرة الأوكسجين. هل جربت أن تترك تفاحة بدون قشور في الهواء؟ أوتترك الحديد في الهواء , سوف يحدث أكسدة وتلف لهذه المواد.

الأطعمة إما أن تكون نية حية أو مطبوخة ميتة . وإما أن تكون أغذية سريعة ومحضرة بطرق خاصة وإما أن تكون أغذية منزلية تحوي الأغذية الحية.
كل الدلائل أخي القارئ أضهرت بأن الأغذية المحضرة تعتبر أغذية خالية من أي قيمة غذائية متوازنة بل هي مصدر لإنتاج عوامل التأكسد وكذلك فإن المعجنات والحلويات
(التي يتسابق الناس لأكلها مع الأسف) تكون فقيرة بالمواد الكابحة للتأكسد . بينما الفواكه والخضراوات تكون غنية بمنظومة المزيلة لعوامل التأكسد . نشرت مجلة الأمريكية المختصة بالتغذية السريرية بحثاً مطولاً في جامعة نيويورك عام
2002
(Am J Clin Nutr 2002,75,767) لمعرفة قابلية الدهون والبروتينات على تغير تراكيز كابحات التأكسد في الدم. لقد أضهرت النتائج بأن تناول الدهون المشبعة يؤدي إلى زيادة عوامل التأكسد والتخريب في الدم لفترة ثلاث ساعات بعد الأكل بينما تناول البروتينات الحيوانية يؤدي إلى زيادة عوامل التأكسد لمدة ساعة واحدة بعد الأكل . إن تناول الدهون أخي الكريم يؤدي إلى رفع نسبة الدهون المؤكسدة في الدم والتي لها القدرة على الترسب في الشرايين. بالإضافة إلى الدهون والبروتينات الحيوانية فقد أضهرت النتائج بأن سكر الجلوكوز يسبب زيادة واضحة في عوامل التأكسد في الدم.

إن التخريب الذي يحصل نتيجة ازدياد المؤكسدات بسبب التفاعلات الأيضية وخاصة بعد تناول الأغذية المضرة لها تأثير تراكمي (Science,1999,257,1220) .إن تناول البروتينات والسكريات بكميات قليلة يؤدي الى خفض مستويات التأكسد وبالتالي التخريب الذي يصيب الأحماض النووية (DNA).(Proc Natl Acad Sci 1996,89,9112). إن قلة الأكل أخي القارىء وقلة تناول السعرات الحرارية تؤدي الى رفع المناعة وسرعة تصليح الخراب الحاصل في (DNA) وكذلك رفع مضادات التأكسد في الجسم (J Nutr 1984,76,1987). لقد أثبتت الأبحاث بأن قلة أكل اللحوم و السعرات الحرارية يؤدي الى بطء ظهور أعراض الشيخوخة بسبب قلة تولد عوامل الأكسدة و كذلك خفض نسبة اإصابة بالسرطان (Ann N Y Acad Sci 1992,669,111). وهذا ماقاله الأمام علي كرم الله وجهه(لاتجعلوا بطونكم مقبرة للحيوانات). إن قلة الطعام تؤدي أيضا الى قلة افراز الهورمونات التي تسبب السرطان وخاصة هرمون البرولاكتين و الإستروجين. أكل السكر الأبيض يؤدي إلى خلل في ميزان التأكسد ويقلل مضادات الأكسدة في الجسم ويرفع مستوى الدهون المؤكسدة
(Brt JNutr 2000,87,337). اللحم الأحمر يؤدي الى زيادة عوامل التأكسد وله علاقة مباشرة بأعراض مرض الروماتيزم(Brt J Nutr 2000,84,589).

لقد دلت الأبحاث العلمية على أن أكل اللحم الأحمر ولحم الخنزير يؤديان الى زيادة عوامل التأكسد التي تتلف الأحماض النووية التي تحمل المورثات الجينية (J Am Diet Assoc 1998,98,524). وقد اكتشف بأن تناول الدهون بالإضافة الى اللحوم يسبب زيادة عوامل التأكسد في القولون الأمعاء وبالتالي زيادة نسبة الإصابة بسرطان القولون

( J Nutr 1997,127, 706) . إن أكل اللحم الأحمر يرفع عوامل التأكسد ليس فقط في الدم ولكن أيضاً في الأورام ويسبب الخراب للجسم كله(Lipids 1995,30,1053).

في الجزء القادم سوف نتكلم عن التأكسد والأمراض وكيف تصاب بالسكري او أرتفاع الضغط او السرطان .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى