الأحد ١٨ شباط (فبراير) ٢٠٢٤
بقلم أحمد ترمس

غزة البحر يصوغ قلائده

البحر يصوغ قلائده
والزمان يكتب ابهى قصائده
هي غزة الساكنة على حد القهر
الاتية على خيول الريح
المتوهجة في ارجوان الشمس
تنهض الى نهاراتها الفضية
تمسح الغبار عن وجهها النوار
تمر باصابعها المدماة على ملامح اضناها الهجر
ترسل يديها نحو السماء
تحدق وفي عيونها الف شكوى وسؤال
تتمتم بضع كلمات
تبوح عن جرحها المكبوت ثم تمسك عن الكلام
ليس في القلب الا حجرجات مرة
وليس في الجسد المتعب الا بقايا نصال وسهام

هنا غزة

المكان في صمت وخشوع والافق في شفق بهي
هنا المدن الخارجة الى نرجس الضياء
المنتفضة على وحشية الموت
هنا الشوارع عصافير ثكلى وصفصاف من حرير ممزق
هنا التراب من دموع واعصار
هنا البيوت تلوذ ببعضها وتتشابك في رقصة الحياة
هنا الاجساد الخارجة للتو الى مأتم النار
الحقول هنا تصلي
وعوسج الدوالي يمتد ويعرش كقبضة مقاوم
والجرح هنا ينهض من رماده
وينتفض في وجه جلاده
وينتصب كقامة مقاوم
هنا المكان ليس المكان
والزمان زمان صمود ومقاومة

حصار في الحصار
الى اين يخرجون والارض تختبئ تحت ثيابهم
وتنام على ضفاف قلوبهم
الى اين يلوذون والبلاد تأتي إليهم
ولا تغادر اطيافهم الظليلة
الى اين يذهبون والذئاب الكاسرة تتنفس من لحمهم
وتعربد فوق جراحاتهم
والوحوش تتابع ظلالهم ولو كانت من ماء ودخان
حصار يحاصر الحصار
اسماؤهم التي كانت تظلل بيوتهم القرمزية
بعضها اصبحت شواهد لبيوتهم الطينية
ينتظرون على ابواب الوقت ولا يملون الانتظار
في كل يوم كانوا يهتفون بالهواء اننا مازلنا هنا
في كل صباح كانوا يرتشفون قهوة البقاء
يعدون الايام والطعنات والنصال
يحصون الانفاس المجنحة بين الركام والغبار
وعلى معابر الشمس
ينتظرون ولا يملون الانتظار

الحلم الاتي
لماذا يا ابي يتناثر لحمنا في كل جهات الارض
ولماذا تلاشى ظلنا فوق غيمات لا تحمل المطر
يا بني حقولنا عقيمة واحلامنا الخضر من رماد
قمحنا فوق بيادر العمر ربما استحال الى يباب
حنطة ايامنا ..ملحنا ...قامة نخلنا قتلوا
ضحكاتنا المسائية.. صباحاتنا .مواسم فصولنا سرقوا
ونحن الذين استضاء نجمنا بالجراح العازفة
فتسامى فجرنا
اسمع يا بني احلامنا النازفة
كما دمنا ستخضر وتزهر كما غدنا

آت نشيدك ايها الارض
آت هدار
فليكن لحنا ازليا تردده السواقي والعصافير
وتتراقص معه البنادق والبيارق
فليكن لحنا بهيا وصوتا ابيا كقوافل الثوار

ولكن ...
في الشجاعية وجباليا انتظروا سيزهر قريبا الغار
وفي خان يونس ودير البلح تمتد اطياف الرجال
كأنها قامات نخيل هامات جبال
في سماء غزة الحزين
انتظروا قمر فلسطين


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى