الأربعاء ١٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
أمر الاختيارين
بقلم عادل الأسطة

قراءة في قصة نجوى قعوار فرح

كما ورد في موسوعة الأدب الفلسطيني التي أعدتها سلمى الخضراء الجيوسي، ونقلت نصوصها إلى الإنجليزية، وأشرف الناقد فخري صالح على طبعتها العربية (1997)، فإن نجوى قعوار فرح من مواليد مدينة الناصرة (1923)، وإن كان محمود عباسي في كتابه تطور الرواية والقصة القصيرة في الأدب العربي في إسرائيل (1948-1976) الصادر بالعربية في العام 1998 من ترجمة حسين محمود حمزة، ذكر أنها من مواليد 1920.

وقارئ أنطولوجيا القصة القصيرة الفلسطينية العديدة يلحظ لها حضورا في بعضها، وغيابا في بعضها الآخر. في الانطولوجيا الصادرة في العام (1990)، عن دائرة الثقافة م.ت.ف التي أشرف عليها عبد الله الحوراني، وكتب لها مقدمة د. إبراهيم خليل، لا يقرأ المرء أية قصة لنجوى قعوار فرح، خلافا للانطولوجيا التي أصدرها د. حبيب بولس في الناصرة في العام 1987، إذ اختار لها قصة "بائع الصحف"، وأما سلمى الخضراء الجيوسي فقد اختارت لها قصة "أمر الخيارين". وقد اختار لها د. محمد عبيد الله، في كتابه "القصة القصيرة في فلسطين والأردن: منذ نشأتها حتى جيل الأفق الجديد" (2002) قصة "حكيم المقهى"، وأتى على ذكر نجوى وهو يكتب عن القصة التي كتبتها نساء- الكتابة النسوية- وذكرها إلى جانب سميرة عزام وثريا ملحس.

ومن الذين أفاضوا في الكتابة عن قصصها الدكتور محمود غنايم في كتابه "المدار الصعب: رحلة القصة الفلسطينية في إسرائيل" (1995)، إذ خصها بأ ربع وأربعين صفحة (ص 61-ص105)، ودرس ثلاث مجموعات لها كانت كتبتها، وهي في فلسطين، قبل أن تغادرها في الستينات إلى المنفى. ورأى غنايم في قصص مجموعتها الأولى "عابرو السبيل: قصصا تطرح قضايا إنسانية عامة، لا صلة لها بزمان أو مكان محددين" (ص62)، وأما مضامين مجموعتها الثانية "دروب ومصابيح" فهي أكثر واقعية وأقرب إلى قضايا المجتمع الفلسطيني من المضامين الرومانسية والعامة التي برزت في مجموعتها "عابرو السبيل" (ص79).

وأكثر قصص "دروب ومصابيح" أنجزت قبل العام 1948، ولم ينجز منها بعده إلا قصتان تصور فيهما قضية معاناة اللاجئين الفلسطينيين.
ويتوقف غنايم أمام " لمن الربيع" مجموعة نجوى الثالثة، ويحلل قصتها "أمر الخيارين"، لأنه يرى فيها القصة "التي تمثل أهم قصص المجموعة" (ص96)، فهي قصة تبرز تطوراً في مضمون قصص الكاتبة وتبين أسلوبها في مجموعتها المذكورة.

يرى د. غنايم أن الأداة الفنية في هذه القصة أكثر تطوراً، واللغة أقل رومانسية وتحليقاً مما كانت عليه في مجموعتيها: "عابرو السبيل" و"دروب ومصابيح" (ص97). وفيما يخص لغة القصة يذهب إلى أنه "بالرغم من الواقعية التي تصطبغ بها لغة قعوار، إلا أنها لم تتخلص نهائيا من الصور التقليدية الخالية من الإبداع الذاتي، كأن توصف أم إبراهيم التي تنزوي "انزواء القطة الجزعة"، أو وصف أبي إبراهيم بـ "الأسد الرابض في عرينه" (ص98، 99).

دال العنوان:

لا أملك المجموعة القصصية "لمن الربيع" لأتأكد من العنوان، أهو "أمر الخيارين" كما ورد في موسوعة د. سلمى الجيوسي، أم "أمر الاختيارين" كما ورد في كتاب د. غنايم. وإن كنت أرجح ما اختاره غنايم، لأن كتابه أكثر دقة من موسوعة الجيوسي التي تحفل طبعتها العربية بأخطاء عديدة، طباعية ولغوية، وأخطاء في المعلومات، وآمل أن تتلافى هذا في طبعه الموسوعة الثانية، إن طبعت.

وسيتذكر المرء، وهو يقرأ العنوان، بيت أبي فراس الحمداني، في قصيدته المشهورة "أراك عصي الدمع"، بيته القائل:

وقال أصيحابي الفرار أو الردى

فقلت: هما أمران أحلاهما مرّ

وكان أبو فراس في أرض المعركة، وأدرك أنه، في تلك اللحظة التي كان يواجه فيها العدو الرومي، أنه أمام أمرين: الهروب أو المواجهة فالموت. وكلا الأمرين مرّ، ووقع كما نعرف في الأسر.

هل يذكرنا العنوان وقصة أبي فراس أيضا بقصة المتنبي حين أحاط به فاتك الأسدي، فأراد الفرار، لولا بيت شعره المشهور الذي أودى به، فلم يهرب وإنما واجه؟

أهل فلسطين في العام 1948 وضعوا بين خيارين أيضا: البقاء أو الهروب. البقاء بما قد يجره من قتل أو أسر، ليصبحوا أقلية، أو الهروب، وهكذا اختاروا واحدا من أمرين.

والقصة التي أنجزتها نجوى قعوار فرح في مجموعتها الصادرة في ستينيات القرن العشرين، قبل هزيمة العام 1967، تأتي على ما مر به أهل فلسطين إبان الاحتلال، بعد النكبة، بعد أن تشردت العائلة الفلسطينية وتشتتت وانقسمت إلى قسمين؛ قسم يقيم في المنفى، وقسم ظل على أرضه يرعى حقله وزيتونه. ويستطيع المرء أن يقدر زمن حدثها، فإبراهيم تزوج بعد سبع سنوات من النكبة، أي في العام 1955. ولم يعد أبوه وأمه يريانه وإخوته الثلاثة الذين غدوا بعد العام 1948 في المنفى. هل سيظل أبو إبراهيم في قريته، قرب حقله وأشجار زيتونه أم أنه سيلحق بأبنائه في الشتات؟ هذان هما الأمران اللذان أحلاهما مر. وعلى أبي إبراهيم أن يختار: البقاء في الوطن، قرب أشجار الزيتون والحقل، دون أن يفرط بإرث الآباء والأجداد الذي كسبوه بالكد والتعب والاجتهاد، أو اللحاق بالأبناء، مهجة القلب وعالم المستقبل، إن كان ثمة مستقبل في المنافي.
وربما نرجح الصيغة: أمر الخيارين: الصمود أو الهجرة، على صيغة: هذه قصة أمر الخيارين لنجوى قعوار فرح.

وحدة الانطباع:

يمكن القول أن القصة يتحقق فيها أهم ما يجدر أن تتمتع به القصة القصيرة، وهي ميزة وحدة الانطباع، فبعد أن ينتهي المرء من قراءة القصة، وإلى أمد بعيد، يظل عالقا بذهنه انطباع واحد هو: الصراع الذي دار في ذهن أبي إبراهيم، هل يبقى قرب حقله وأشجاره يحرس إرث الأجداد أم يغادر إلى المنفى ليقيم بين أبنائه؟ وسيموت أبو إبراهيم خلال فترة وجيزة من تركه أرضه. المنفى موت، وسيوصي أبناءه، إن عادوا ذات نهار إلى وطنهم أن يأخذوا عظامه معهم، ليدفنوها في حقله.

ثنائية الماضي والحاضر:

تبرز لنا القصة صورة عن واقع الفلسطينيين بعد العام 1948، فلقد تشتت الشعب الفلسطيني وتفرقت العائلة، على رأي إميل حبيبي، أيدي عرب، وأضيف وأيدي يهود، ذلك أن قسما من سكان فلسطين ظلوا، إثر الحرب، مقيمين فيها، ليصبحوا أقلية غير قادرة على التواصل مع أقاربها الذين تشتتوا في المنافي العديدة.

وتركز القصة على من تبقى من فلسطينيين لم يهاجروا، وتختار أبا وأما هاجر أبناؤهما الأربعة، وأقاموا في مدن الشتات، وتزوج الابن الكبير دون حضور أمه وأبيه اللذين علما، من خلال الإذاعة والناس، عن زواجه. وغالبا ما تقوم الأم باسترجاع الماضي، حين كان أبناؤها، قبل النكبة، يقيمون معها في البيت. تتذكر كل واحد منهم، وما كان يقوم به، وما كان يحبه، وما كان يأكله من فواكه كانت حديقة الدار تحفل بها. وهكذا تبرز لنا صورة إيجابية للماضي، مقابل الصورة الأليمة المحزنة للحاضر. هل نعد هذا ضربا من الرومانسية، حيث يحن الناس إلى ماضيهم هربا من حاضرهم، لأنهم لا يتذكرون من الماضي إلا لحظات عابرة، علما بأنه قد يكون أيضا صعباً وقاسيا؟ لا أظن ذلك، فماضي العائلة، مهما كان قاسيا في فلسطين قبل النكبة، هو أفضل من حاضرها لأسباب؛ فالعائلة تشتتت، ولم تعد تلتقي، ومن تبقى منها أصبح في الدولة الجديدة أقلية تعاني ما تعاني منه: شعور بالغربة، ومصادرة أراض، وحصار... الخ، ومن هاجر لم يحيَ حياة فيها قدر من الكرامة والاعتبار، فعدا الغربة عن الوطن وعدم التمكن من زيارته، هناك التمييز وعدم النظر إلى اللاجئ على انه عربي. وهذا ما تبرزه نصوص أدبيه كتبها فلسطينيون لاجئون مثل عبد الكريم الكرمي ، في قصيدته "سنعود " وسميرة عزام في قصتها فلسطيني .

وكما ذكرت تحفل القصة بمقارنات عديدة بين ما كانت عليه العائلة وما غدت عليه ، ويمكن اقتباس الفقرة التالية لتبيان ذلك :
" وتحرك أم إبراهيم يديها فإذا بهما خاليتان ..وتنتبه بحالها وتذعر للبرود الذي يكتنف الدار .
لقد كان الفصل صيفا، وكان البستان مثقلا بفاكهة الصيف ، وهذا مما يزيد من ألمها . فأين أولادها ينعمون بكل هذا ويمرحون في أرجاء البستان ؟ لقد كانت شهور الصيف في الماضي بالنسبة لها شهور سعادة ورضا ، إذ كانت تتميز بعودة أولادها من المدارس الداخلية ، فيجتمع رفاقهم في بيتهم كل يوم وتتعالى ضحكاتهم ، وتنشغل أم إبراهيم ليل نهار في إعداد القهوة والولائم ، وتبدو الدار كأنها في عيد مستمر . وكان كل هذا يلقي على هذه الحقبة من السنة جمالا وفرحا ، عطله مشرقة بهية مثقلة بالثمار .

وألان .. لقد انتهى كل هذا لقد أصبح فراشها قاسيا يبعد عنها النوم. إنها تقضي الليل ، الطويل تفكر بهم جميعا ، وتأخذ أحيانا في النحيب ".

ثنائية الوطن – المنفى :

تبرز هذه القصة ثنائية ثانية ، تكررت أيضا في الأدب الفلسطيني ، وبرزت بروزا لافتا ، لدى أدباء الداخل الذين كانت منهم نجوى قعوار ، ولدى أدباء المنفى ومن أبرزهم سميرة عزام وغسان كنفاني وعبد الكريم الكرمي . يبدو الوطن جنة ، فيما يبدو المنفى صعبا وقاسيا . يبدو الوطن معادلا للحياة ، فيما يبدو المنفى قبرا . بيوت اللاجئين في المنافي قبور وشجرة الزيتون في الوطن ، وكذلك الحقل، يبعثان الحياة في الإنسان . هكذا نجد بطل القصة أبا إبراهيم كلما ضاقت به الحياة ، في منزله ، يخرج إلى حقل الزيتون ، إلى الملاذ ، مع انه – حقل الزيتون- مصدر ألمه أيضا. انه يعرف كل شجرة فيه، حتى لقد غدا الحقل حرما مقدسا. انه ميراث الآباء والأجداد الذي يعيش فيه مكرما، وحين يهاجر سيقيم في بلد لم يألفه ولم يعرفه، وسيعيش غريبا شريدا فقيرا عالة على أولاده .

نتذكر أبا قيس في رواية غسان كنفاني "رجال في الشمس " (1963) . أبو قيس في المنفى بعيد عن حقله ، يعيش عالة على الأمم المتحدة ، في بيت من الصفيح ، بيت من الزينكو ، وهناك يتحسر على وطنه .

حين يسافر أبو إبراهيم من وطنه ، راضخا لإصرار زوجته ، مختارا الخيار المر الثاني : الهجرة ، يرى في توديع أهل القرية له تشييعا . سرعان ما يرتبط موكب الهجرة بالجنازة ." هذه جنازته يراها حيا " و" هذا الوداع وهذا البكاء وهذا الجمع الفقير السائر رويداً رويداً هو ما ألف رؤيته في الجنازات ، وهذه الشخصيات هي نفسها التي تسير في جنازته لو كان ميتاً" .
وفي المنفى تخنقه الغربة ، ويظل يَحنُ إلى الأرض والكرم والقرية وحياته التي ألفها ، وهكذا يأخذ يموت رويدا رويدا ، كل يوم ، لأن كل يوم كان بعداً عن ماضيه الذي يشجعه لبداية جديدة . وسيتحقق انه اخطأ في رحيله .

لم يعمر أبو إبراهيم، في المنفى طويلا ، فقد استفاق أهله في أحد الأيام ووجدوه جثه هامدة ، وعندما كانوا ذات يوم يجمعون أثاره ، من ثياب وأوراق ، وجدوا رسالة في درج ، كتب عليها : " إذا عدتم يوما فخذوا عظامي معكم إلى الوطن .
الوطن يعني الحياة ، والمنفى يعني الموت ، وربما تذكرنا هنا قصائد درويش التي كتبها بعد خروجه من فلسطين في العام 1970، وفي دواوين لاحقة . ربما نتذكر استعارته مقولة الشاعر التركي ناظم حكمت :" أدخلوا الشاعر إلى الجنة ، فصاح يا وطني ".

ثنائيه المرأة / الرجل :

توقف د. غنايم أمام بعض عبارات وردت في القصة على لسان السارد/ الكاتبة/ لأنه ليس في النص ما يقول أن السارد غير الكاتبة ، وقال عن العبارات، ولغة قعوار في مجموعتها هذه، "إلا أنها لم تتخلص نهائيا من الصور التقليدية الخالية من الإبداع الذاتي ، كأن تصف أم إبراهيم التي تنزوي " انزواء القطه الجزعة " أو وصف أبي إبراهيم بـ"الأسد الرابض في عرينه" (ص 98و 99 ) وهي عبارات ، فيما أرى ، تعكس ثقافة مجتمعنا ، المجتمع الذكوري الذي يرى في المرأة قطة خانعة ، أو هكذا يجب أن تكون ، وفي الرجل أسدا ، أو هكذا يجب أن يكون ، فالمرأة لها المنزل ، وأما الرجل فله الخارج . المرأة تطبخ وتجلي وتلد وتنظف – أي لها الشأن المنزلي ، والرجل يكد ويعمل ويسعى إلى رزقه – أي له الشأن العام ، حيث يعارك الآخرين من اجل كسب قوته وقوت عياله . ولا مكان في الحياة للضعفاء إلا إذا أرادوا أن يكونوا عالة على غيرهم ، ولن تكون نظرة الآخرين لهم نظرة معتبرة . هكذا، مثل مجتمعنا ، تمجد الساردة / نجوى الرجل ، لأنه خارج من معطف ثقافتها .

ليست هذه العبارات هي العبارات الوحيدة التي تبرز لنا صورة الرجل او صورة المرأة . هناك نظرة أبي إبراهيم لأم إبراهيم وهناك أيضا إبراز لمكانة المرأة في المجتمع الفلسطيني. القصة تظهر لنا ان الرجل يخرج إلى الحقل، وفيه يعمل، وأما المرأة فتجلس في المنزل تمارس ما تتطلبه حياة المنزل.
ترد العبارة التالية على لسان أبي إبراهيم، يخاطب زوجته،: "ولكن مجنون ذلك الذي يدير إذنه إلى امرأة وأنا أحد هؤلاء"، لماذا؟ لأن المرأة تتبع عاطفتها، لا عقلها. إن صوت الأمومة فيها يعلو على صوت الأرض، وخلافا لها الرجل. لماذا؟ لأنها لم تكد ولم تشق وهي تحرث الأرض وتزرعها، في حين أنها تعبت وهي تربي، بعد الولادة.

الطريف في الأمر أن أبا إبراهيم، في النهاية، لا يدير ظهره، ولا أذنه، لأم إبراهيم، إذ ينقاد لرغباتها ويهاجر. هل عكس هذا موقف الساردة؟ ربما. ولكن القصة التي يصغي فيها الرجل للمرأة تنتهي بموته في المنفى. هل تنتصر نجوى فرح قعوار إذن للصوت الذكوري، وتقول إن الصوت النسوي لا يجدر أن يلتفت إليه؟ هذا أيضا احتمال تتسع له القراءة.

والطريف أيضا أن الكاتبة نفسها، التي كانت تقيم في فلسطين، إلى أوساط الستينات، تركتها وغادرتها، فهل كانت، من خلال أم إبراهيم، تعبر عما كان يجول في نفسها؟ ربما. ولكن هل أدركت خطأها فيما بعد؟ حسب ما أعرف لم تعد نجوى قعوار فرح إلى فلسطين، وظلت تقيم في المنافي.
تبرز ثنائية المرأة/ الرجل في قصص أخرى أنجزتها أديبات في هذه المرحلة، ولعل أبرزهن سميرة عزام. في الفترة نفسها التي كتبت فيها نجوى قصتها كتبت سميرة عزام قصة عنوانها "خبز الفداء"، ويعود زمنها القصصي إلى العام 1948 بالضبط، حيث كانت عكا تحاصر من القوات اليهودية، وكان الناس الفلسطينيون يهاجرون. وبطلة القصة، سعاد، تساعد المقاومين، تحوك الصوف وتعمل ممرضة تسعف الجرحى، وتحضر الطعام للمقاومين، حين يحاصرون. وحين يطلب منها أخوها أن تهاجر معه إلى لبنان ترفض، لأنها لا تريد أن تترك الوطن، ما يسبب إشكالات بينهما. وتستشهد سعاد، وهي تحضر الخبز للفدائيين.

هل كانت سميرة عزام التي هاجرت، حين كتبت قصتها، هل كانت تعبر عن رغبة دفينة تتمثل في أنها تتمنى لو استشهدت في الوطن، وتفضل هذا على الهجرة وحياة المنفى واللجوء؟ من يدري؟ لكن المفارقة، حين يقرأ المرء قصتها وقصة نجوى، أن من كانت في الوطن غلبت مشاعر الأمومة على مشاعر حب الأرض والزيتون، فهاجرت، وأن من كانت في المنفى غلبت مشاعر حب الوطن والبقاء فيه على مشاعر الأخوة. بل لقد انتصرت للتضحية، وفضلتها على الحياة، حياة اللجوء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى