السبت ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠٢٣
بقلم رمزي حلمي لوقا

قَرَارٌ صَعب

في الأمسِيَاتِ البِيضِ كُنَّا نَلتَقِي، فَيَلِفُّنِي في غُربَةِ الأشجَانِ ظِلُّ مُؤَانَسَةْ، إذ لم يَكُن لِلبَوحِ غَير الآنِسَةْ.

في لَيلَةٍ
دَقَّ النَحِيبُ المُرُّ بَابَ مَشَاعِري ، تِلكَ الَّتِي أُودِعتها بَينَ الحَشَا مُتَكَلِّسَةْ،
فَتَرَفَّقَت
وانسابَ في أحدَاقِهَا

ـ بَينَ اندِهَاشِي ـ

بَعضُ آيَاتِ النِسَا،
فَتَأَوَّدَت
وتَأَوَّهَت
واصطَكَّ في أحشَائِهَا
رغم ارتِكَابِ اللِينِ نَهدُ المُترَسَةْ،
سَابَت أنَامِلَهَا تُدَاعُبُ مِبسَمِي، والمَعدِنُ المَطمُورُ زَادَ تَقَوُّسَا،
مالَت على شَفَتِي، فَلَانَ حَدِيدُهَا
وامتَزَّت الأوتَارُ رِيقًا يَابِسَا،
فَنَزَعتُ سُترَتَهَا فَصَارَ أنِينُهَا
يَختَالُ ما بين الحَوَاشِي المَائِسَةْ،
ووضَعتُ إبهَامِي على نَهدٍ تَكَوَّرَ
في المَرَايَا العَاكِسَةْ،
خَلفَ الأديمِ الصَّلبِ كانت حَيرَتِي
والنَّبض يَسرِي في الأواني العَابِسَةْ،
فَسَأَلتُهَا والدَهشَة الحَمقَاء تَثقُبُ أضلُعِي
: هل تَشعُرِينَ بِإصبَعِي؟
فَانسَابَ دَمعٌ مِن عيونٍ يَائِسَةْ ،
بِاللّهِ كيف تَحَوَّلَت ماكِينَتِي الصَّمَاءُ رُوحًا بَائِسَةْ،
تَتَلَمَّسِينَ مَشَاعِرِي وتُرَاوِغِينَ
كما النِسَاءِ أَبَالِسَةْ،
أو مِثلَ فَهدٍ رَابِضٍ في غَابَةٍ يَمشِي الهُوَينَىٰ كي يَصِيدَ فَرَائِسَهْ،
كم تَشعُرِينَ الآنَ ـ يا الله ـ مثلَ الآدَمِيَّةِ في صِرَاعٍ وَاجِسَةْ،
فَضَرَبتها حتّى يُغَادِر ذلك الغَضَبُ المراوِغُ مِحبَسَهْ،
فَبَكَت وكَانَت دَمعَتِي في حِضنِهَا
ونَزَعت أسلاكًا تَمِرُّ بِقَبضَتِي وقَبَضتُ حُزنًا عَاتِيًا كي أُخرِسَهْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى