الثلاثاء ١٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
بقلم بوعلام دخيسي

كدت أهجرني

سيف أنا والغمد يأسرُني
وكل سيف بات يكسرُني
شبل المنايا هكذا زعموا
وجميع من في الغاب يحقرني
لي درع حرب إنما ورق
ومُدَرَّعٌ ما عاد يَسْترني
وعِداد حربيَ فاته الزمن
وصدا الرماح أراه يغمرني
عربية ٌ لغتي ومَعْلـَمَـتِي
وأنا العروبة لا تفسرني
نزيل أرض كنت أملكها
واليوم صار العبدُ يؤجرني
قد كنت بين الناس ذا شرف
والكل للزلفى يوقرني
مالي إذاً قد صرت في يدهم
للهوإن مرحت تصيِّرني
شرقا وغربا تهت من شطط
والله يكرمني ويأمرني
وكذلكم قد كنتم ُ وَسَطا
وسَطا عليَّ الجمع يبترني
لما لبست الهُـون والوهن
لما شربت العيش يُسْكِرني
لما كرهت الموت أذكره
وكرهت أسبابا تذكرني
إذاك جاء الموت مقتلعا
من خمر عيشي ما يكدرني
ماتت عروق العز في جسدي
ماتت ولا دمع يصَبِّرني
حجريَّة ٌ عيني وإن فقدت
دنيـَا على التـِّحنان تـُجبـِـرُني
أحببت من تلوانها الزبد
وغثاء سيل بات يسحَرني
أحببت في الدنيا أسافلها
فأتت بفأس الحب تقبـِرُني
أخطأت نفسي في شوارعها
وجرعت مر الحظ أخسرني
دنياي بعت وبعت آخرتي
وركبت ظهر الدهر أنظرني
أتسول الأشلاء أجمعها
في ساح حرب ثم أجبُرني
فصنعت ذاتا لست أعرفها
وجهلت ريحي كدت أهجرني...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى