الخميس ١٤ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم محمد حسام الدين العوادي

لا تفاخر بمجدٍ أضعناه

مالي وللحزنِ يهواني وأهواهُ
أمسى كِلانا يحبُّ الدّمعَ جفناهُ
لي فيك يا قلبُ أحزانٌ تسامِرُنِي
وجرحٌ في فؤادي كنتُ أحياهُ
لا تحسبنّي عاشقـا بهِ وَصَبٌ
أهْوِن بِمَا في سبيل العشقِ ألقاهُ
إنّي تذكّرتُ والآلامُ تعصرُنِي
مجدا تولّى ونحن الآن ننساهُ
ناجيتُ أمجادنا الموتى وبي حَزَنٌ
كما يُـنـاجي كسـيـرًا قيسُ ليلاهُ
أمـجـادُ آبـاءِنـا تـشكـو مذلّـتَــنـا
في عالمٍ كان العُرْبُ فيهِ قد تاهُوا
الذلّ رُمْناهُ بل قد صارَ ميزَتَـنَـا
والهُونُ من كأسِ ذلٍّ قد شرِبناهُ
والجهل قد صار خِلاّ لا نـفارِقهُ
والحمقُ خيلٌ كنّا قد ركبناهُ
العالم اليومَ صرنا تحتَ مسرحِهِ
والضعف دورٌ نحن قد لعبناهُ
الفقر حـلّ بنـا ما عـاد يترُكنا
أما التخلّف فثوبٌ قد لبسناهُ
فالحال تبكيه أجفانٌ وتنـدبـهُ
ليلا نهارا على مجدٍ أضعناهُ
والغربُ أضحى كنجمٍ ليسَ ندرِكُـهُ
بل نحن نحيى لنكوى من شظاياهُ
غزا السّماء وما كانت لِـتُعجزَهُ
أبحاث علمٍ ونحن قد جهلناهُ
فاليومَ قد ضحِكَتْ من جهلِنا أمَمٌ
وقادنا عالمٌ بالأمسِ قـدناهُ
بغدادُ دمعًا على العيون قد سُكِبَتْ
كَـبـيـتِ مـقـدسٍ القـلوبُ تنعاهُ
بغدادُ عذرًا فاني كنت منهزمًا
أمام هولاكووما رددناهُ
يا دجلة الخير أحشائي ممزّقة
من فرط حزني على قدسٍ فقدناهُ
أيا أبا جـعـفـر بغدادُ مُحْرَقةٌ
أيا صلاحًا إنّ القدسَ ننعاهُ
أيا بني العبّاس جئتُ مشتكِـيًـا
فاليوم ما عاد لي علمٌ ولا جاهُ
كذالك اليومَ أحيى حالما أسِفًـا
أمامَ أطلالِ تاريخٍ بكيناهُ
أخَـيَّ عُذرًا فإنّي عشتُ مقتبِسًا
من نورِ الأمسِ يومًا ما أنرْناهُ
دَعْ عنكَ لَوْمِي واترُكنِي لأنتحبَ
فاليومَ نبكي على مجدٍ فقدناهُ
يا لائِمِي في بُـكائي والبُكَا قدرٌ
على أقوامَ تـلقى ما لـقـيـنـاهُ
قد عشتُ دهري واقفا على طَـلَـلٍ
لأستمدّ القـوَى من وحْيٍ ذِكراهُ
تالله ما زادني هذا سوى وَهَنٍ
صِرْتُ كقرطاسٍ التاريخُ أفناهُ
وصرتُ أحيَى أسيفـا صرتُ مُغترِبًا
وصرتُ كالطيرِ مقصوصًا جناحاهُ
هاذي حياتي وإن كنتَ مُعتبِرًا
فلا تُـفاخرْ بِمجْدٍ قدْ أضعناهُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى