الخميس ١٤ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم
لا تفاخر بمجدٍ أضعناه
مالي وللحزنِ يهواني وأهواهُ | |
أمسى كِلانا يحبُّ الدّمعَ جفناهُ | |
لي فيك يا قلبُ أحزانٌ تسامِرُنِي | |
وجرحٌ في فؤادي كنتُ أحياهُ | |
لا تحسبنّي عاشقـا بهِ وَصَبٌ | |
أهْوِن بِمَا في سبيل العشقِ ألقاهُ | |
إنّي تذكّرتُ والآلامُ تعصرُنِي | |
مجدا تولّى ونحن الآن ننساهُ | |
ناجيتُ أمجادنا الموتى وبي حَزَنٌ | |
كما يُـنـاجي كسـيـرًا قيسُ ليلاهُ | |
أمـجـادُ آبـاءِنـا تـشكـو مذلّـتَــنـا | |
في عالمٍ كان العُرْبُ فيهِ قد تاهُوا | |
الذلّ رُمْناهُ بل قد صارَ ميزَتَـنَـا | |
والهُونُ من كأسِ ذلٍّ قد شرِبناهُ | |
والجهل قد صار خِلاّ لا نـفارِقهُ | |
والحمقُ خيلٌ كنّا قد ركبناهُ | |
العالم اليومَ صرنا تحتَ مسرحِهِ | |
والضعف دورٌ نحن قد لعبناهُ | |
الفقر حـلّ بنـا ما عـاد يترُكنا | |
أما التخلّف فثوبٌ قد لبسناهُ | |
فالحال تبكيه أجفانٌ وتنـدبـهُ | |
ليلا نهارا على مجدٍ أضعناهُ | |
والغربُ أضحى كنجمٍ ليسَ ندرِكُـهُ | |
بل نحن نحيى لنكوى من شظاياهُ | |
غزا السّماء وما كانت لِـتُعجزَهُ | |
أبحاث علمٍ ونحن قد جهلناهُ | |
فاليومَ قد ضحِكَتْ من جهلِنا أمَمٌ | |
وقادنا عالمٌ بالأمسِ قـدناهُ | |
بغدادُ دمعًا على العيون قد سُكِبَتْ | |
كَـبـيـتِ مـقـدسٍ القـلوبُ تنعاهُ | |
بغدادُ عذرًا فاني كنت منهزمًا | |
أمام هولاكووما رددناهُ | |
يا دجلة الخير أحشائي ممزّقة | |
من فرط حزني على قدسٍ فقدناهُ | |
أيا أبا جـعـفـر بغدادُ مُحْرَقةٌ | |
أيا صلاحًا إنّ القدسَ ننعاهُ | |
أيا بني العبّاس جئتُ مشتكِـيًـا | |
فاليوم ما عاد لي علمٌ ولا جاهُ | |
كذالك اليومَ أحيى حالما أسِفًـا | |
أمامَ أطلالِ تاريخٍ بكيناهُ | |
أخَـيَّ عُذرًا فإنّي عشتُ مقتبِسًا | |
من نورِ الأمسِ يومًا ما أنرْناهُ | |
دَعْ عنكَ لَوْمِي واترُكنِي لأنتحبَ | |
فاليومَ نبكي على مجدٍ فقدناهُ | |
يا لائِمِي في بُـكائي والبُكَا قدرٌ | |
على أقوامَ تـلقى ما لـقـيـنـاهُ | |
قد عشتُ دهري واقفا على طَـلَـلٍ | |
لأستمدّ القـوَى من وحْيٍ ذِكراهُ | |
تالله ما زادني هذا سوى وَهَنٍ | |
صِرْتُ كقرطاسٍ التاريخُ أفناهُ | |
وصرتُ أحيَى أسيفـا صرتُ مُغترِبًا | |
وصرتُ كالطيرِ مقصوصًا جناحاهُ | |
هاذي حياتي وإن كنتَ مُعتبِرًا | |
فلا تُـفاخرْ بِمجْدٍ قدْ أضعناهُ |