الاثنين ٢٢ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم بوعلام دخيسي

للأم في عيدها..قبلة تحت القدم

أبوس الأرض ملء فمي
أعانق أسفل القدم
أحاورها أناشدها
تطيل الوطء في العُضُــم ِ
أنا في الوطء لي شرف
أنا بالوطء في القمم
أنا ما زلت في يدها
صبيا شاخ في الحُلـُم
و شيباتي أخيط بها
قماط العجز و الألم
إذا ما انتابني فزع
ألوذ بربطة العصم
ألوذ بصدرها هَـــِرعا
ودون الحضن لم أنم
أبوح لها بنائبتي
و أفرحها بمبتسمي
تقص حكايتي قطعا
كما سُطرت من الكلم
صحيفتها بلا ورق
و ناقشها بلا قلم
تذكِّرني بما ولى
من الأيام للحكم
فما تركت وظيفتها
تؤدبني على هرمي
وتذكُرني لمن خلفوا
من الأبناء بالهمم
تقول لقد غدا ولقد..
و كان.. و كان في القِدم
فتستر عِلتي أدبا
و عيب الخـرْم في الشيم
نسيء الطبع نغضبها
و أفّ ٍ أوْهَنُ الجُسُم
تغالبها صبابتها
وصفح الذنب و اللمم
تطأطئ رأسها عجبا
تجازي الحرب بالسلم
كأن الأذن ما سمعت
ترد الجهر بالصمم
ترى للعذر ملتمسا
و تمسح بصمة التهم
وتدعو الله يغفرها
عيوب الطبع و الذمم
فإن تصْفُ الطباعُ لنا
فلا تسأل عن النعم
ألم تجعل لنا سكنا
عريش الحب في الرحم
وكرها عندما وضعت
وقبل الوضع بالوحم
و بعد الوضع إن وهبت
سيول الغيث في كرم
وبعد الفطم إن تركت
لذيذ الطـَّعم في اللقم
و في الأسقام إن سهرت
تخاطب لوعة السقم
ذري يا لوعة كبدي
وهذا الجسم فالتهمي
وعند النائبات لها
أزيز المرجل الضرم
لها صدر يخبِّرها
على بُعد من الخيم
ترى في العين بغيتها
وتسمع صوت منكتم
ترى بالقلب ذائقتي
فمن دمها عروق دمي
و في يدها كبرت و في
أصابعها جرى سَجَمي
فما تجدي القصيد ولو
سكبت السيل من عرم
و ما تجدي البحور ولا
صنوف الشعر و النـّـُظـّـُم
و طير الشعر قد رحلت
و حول القدر لم تحم
أتت بالمدح قاصدة
وبيت القصد لم ترم
لعمري المدح يصغرها
و كل الشعر والنغم
أرى للأجر أنسبه
عناق الساق و القدم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى