الجمعة ٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٤
بقلم محمود محمد أسد

من تكون؟!

سألتْني بحرْقةٍ: من تكون؟
وأعادتْ جمرَ السّؤالِ ببوحٍ:
عذْبُ دمعي أزْهقْتَهُ في فتورٍ
كم جوابٍ خططْتُهُ بدموعي
كم لقاءٍ أعطيْتُكَ الحبَّ شهداً
ما الّذي قادني لحبٍّ شقيٍّ
أغرقتْني الأحلامُ, والقلبُ غِرٌّ
بعد هذا, لم تبْقَ إلّا عهودٌ
أنتَ بعضٌ من أغنياتي, وقد أضْـ
لم يزلْ قلبي في حِماكَ مقيماً
فوق صدري بيداءُ عمرٍ جديبٍ
رغمَ هذا تبقى الحبيبَ. وإنّي
قلْ. أجبْني, فالصّمتُ يَبْري جفوني
كيف تقسو؟ والقلبُ فيكَ مذابٌ
كلَّ يومٍ يزدادُ نزْفُ عيوني
يا حبيبي؛ أنتَ المُحيِّرُ لُبّي
لم تزلْ عنّي غافلاً. والأماني
أسرابٌ ما بيننا أم أراهُ
كلَّ يومٍ تحنو اللّيالي أمامي
علَّني أحظى بالوعودِ, وأرضى
في فؤادي تحيا الوعودُ, وتنمو
أ تُعادُ الأفراحُ بعد شتاتٍ
لم يزلْ قلبي باحثاً عن جوابٍ
يا غريبَ الطّبعِ؛ الْتمسْ بعضَ عذْرٍ
خفِّفِ الأحزانَ التي صادفتْني
- يا ملاكي؛ أنتِ الضّياءُ لعيني,
أنتِ سرٌّ خَبَّأْتُهُ في سُهادي
اِزْرعيني بعد العتابِ نخيلاً
فأنا ظامئٌ, ومائي بعيدٌ
أبْعدتْني كرْهاً سهامُ الزّمان
فعيوني في بحرِها ألفُ بحرٍ
 
أنتَ لغزٌ, أم صخرةٌ لا تلينُ؟
قُلْ. أجبني, تفْتِكُ فيَّ الظّنونُ
لم تعدْ أنت المرتجى والحنونُ
وحديثٍ فيه الجوى والأنينُ
ومضيْنا يُظِلُّنا الياسمينُ
كلُّ ما فيه بدعةٌ وفنونُ
قادهُ وهمٌ صارخٌ, وجنونُ
وبقايا رسائلٍ وشجونُ
ـحَتْ غديراً, يرويه دمعٌ هتونُ
ورياضُ الحبيبِ كنزٌ دفينُ
وورائي همزٌ, ولمزٌ لعينُ
في هواكِ المجنونِ عبدٌ رهينُ
لسْتَ ذاكَ الذي أراهُ يخونُ
فعطائي حبٌّ, وأنتَ ضنينُ
ودموعي سيلٌ, ولا من يُعينُ
وكأنّي روضٌ, جفتْهُ الغصونُ
في عيوني, وميضُها مسكونُ
طفْرةً, تمضي؟ ثمّ تصفو العيونُ
فتراني في يقظةٍ أسْتبينُ
بالقليلِ الذي رعتْهُ الجفونُ
ويقيني أنَّ الحبيبَ أمينُ
وكرومي جفّتْ. فأين المعينُ؟
وجوابُ الحبيبِ حِرْزٌ حصينُ
فسؤالي سهلٌ. وأين الفطينُ؟
أمَلي من دون الحبيب سجينُ أنت شعري, ودوحتي, والقرينُ
وجراحي. أنتِ الرّؤى واليقينُ
وامنحيني دفْئاً, أكنْ منْ أكونُ
وحنانُ الحبيبِ نبعٌ ثمينُ
وحياتي من عطْفِكُمْ تسْتَدينُ
ورياحي مكسورةٌ لا تُبينُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى