الاثنين ٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم أسمى وزوز

وأتيت يا تشرين

بمطر كان قد غاب
واشتياق لحضن حبيب
تعدّت غياباته
كلّ الأعوام
بمساءٍ
يدثره الضّباب
بوقع مطر
ووجد سّماء
عدتَ يا تشرين 
وفي مساءاتك
كان الكثير هناك
وجئتَ بعد الرّحيل
بجسدك لا بظلك
بحنينٍ
غيّب عني السّنين
بحلمٍ
أتعبته خطى الأنين
وجاء المطر
وجئت أنت
مع الغيم
بعد انتظار
أوجع العمر
وأضنى الليل
على بوابة السّهر
وغفا لحظة
عنّا الزمن
فاختلستَ القلب
واحتضنتَ الجسد
واحتضر الحزن
بعد طول عمر عبر
يا لك من حبيب
ترتدي ألف لون
ولون من الحذر
وتتدثر بألف ثوب
وثوب من ريح
عمر مضى
فآه منك وألف آه
عليك
ومواجعي تدقّ بابك
وتساءلك كلّ مساء
أين هو العهد؟
أين أنا أين أنت؟
أين المكان الذي ضمنا
في سنين الصّقيع والبرد؟
ضاع العمر فيك ومعك
وما ضيّعك الرّماد
ولا لهيب الجمر
وبقيت أنت
بنصف ما أنت
بعشقٍ يثمل في الليل
بشوقٍ يتوق له الفجر
بطيفٍ يكاد يذوي به العمر
بذاكرةٍ يحنو لها المطر
فكلّ المطر أنت
في تشرين العائد أنت
في أفنية الغياب كم مضيت
ومن خلف جُدر الخيبة
هناك هناك كنت
موجعَاً بزمنٍ
يلهو بالحلم
وموجِعاً قلباً
أنهكه الصبر
آه يا مطر تشرين 
لماذا به أتيت؟
فهو إن أتى اليوم
فحتماً سيرحل في الغد
فكثير مرّ من هنا
وحمّل الرّوح
جراحات العمر
وكم من وعد له
وكم من عهد
ونيسان بذاك يشهد
في يوم بعد طول
شوق وهجر وصدّ
وما زلتَ بنصف قلب
بين ماضٍ آسر وجسور
عبورها صعب
ويموج فيك موج
لألف بحر وبحر
ويدركك انكساري
ويشعل فيك الوجد
وتضيء شمعة حزننا
وتقول هاتِ ليَ العمر
ثم ينام الطير في أعشاشه
ويحضن الأفق
جميلات الزّهر
وبعدها يرحل الطير
ويذوي الزّهر
وتمضي راحلاً
بلا أمل
بلا حلم
بحب أنذر

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى