الثلاثاء ٢٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم ليندة كامل

وحـــش المـــاء

أغدقت السماء اليوم ودا ...
لا بل دموعا يتصب من عمقها الماء
براقا منيرا للأجواء
تعتصر مثل البلور و
يقشر الصدفات
لتكون صدفة جريئة بريئة
ويخرج من البراءة وحش الماء
لا يملك سوى الصراخ سلاحا
ويمضي في طريقه دونما عناء
تتعب الأقدام الحافية من
شدة الجري خوفا دعرا
فيتمزق جلدها بأتربة الفناء
ليعود ويخلع جلده ويرتدي
آخر ويمضي في البراري
والبحار والصحراء
دونما توقف؟
يفر من بركان يفيض
في أي لحضة يقذفه
بعيدا حيث السيول
ودمعة الماء .....
يفجر الأرض
كبرتقالة حمراء
يقصها نصفين
لا ترجعان بعناء واشد عناء
لكن البركان يفيض
في قلبه من شدة ما رآه
وسمعه عن قطرة الماء
وعن سماء أمطرت
واشتد بها العصف
وكم تلون وجهها سحبا سوداء
فلولاك أيتها الشمس
لظاعت المخلوقات
في السواد السرمدي
إلى يوم الفناء
رحماك رب الشمس
والنور والضياء
رحما كي شمس التحرر
فأين أنت في قلب
داك المسكين لتزيح
عن بركانه غيومه القتماء
وتتضح الرؤى في عينيه
ويدرك من الجاني
ومن يقتل الأبرياء
تمر الأيام واليالي الطويلة
في وقت يكاد يقطع الأمعاء
وينبت للملح أزهارا
ويلج الجمل في سم الخياط
متى تدركين أيتها العين
ممشاكي ومتى ترين ملا العينين
أرضك وسماك وقطرت الماء
وتبصرين الحقيقة كاملة
لم ينقص منها
شبرا واحدا
ولا بيتا ولا قبة
ولا مسجدا
ولا كنيسة
ولا شارعا
ولا أتربة
وتملائن كفيك ثراها
ملا اليدين
تحطمين أصوار التجبر
والحصار المضرم مند عقدين
والقي أحبتي عند القبلتين
واصلي صلاتي كاملة لا ركعتين
واسلم على طه وعلي
وأدعو للأهل والوالدين
تلك قطرات الماء
تغسل مهجتي
وتدفع للزرع
عند حافة المقلتين
والقدس العتيقة
بيت الله وقبلة المشرقيين
هدا سيف الله قاطع اليوم أو غدا
والسماء تمطر قطرة الماء
وتنبت على وجه الأرض
رجالا شرفاء عظماء
ينسفون
القردة لخاسئين
نسف الهواء

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى