الأربعاء ٢ نيسان (أبريل) ٢٠١٤
بقلم كوكب دياب

رتْبة مسْتحيلة

.
يــا طـامـعًا أن تُـدركَ الـنفْسُ الـفَخارْ
وَتـعـيشُ فــي جُـحْرٍ مـليءٍ بـالصَّغارْ

مـتَـطـلِّعًا لـلـشُّـهْبِ فـــي عـلـيـائِها
مُـتـوهِّمًا أن تَـحْـكيَ الأسُــدَ الـكـبارْ

مَــنْ قــالَ: إنَّ الـحَـقَّ أَصْـبِـحَ بـاطـلاً
حـتى يُـحاكيْ الأسْـدَ يَـرْبوعٌ وفـارْ؟!

لــو كــانَ فــي الـفِئْرانِ بـعضُ تَـحَوُّلٍ
لَـتَـحَوّلَ الـفـأرُ الــرَّديْ نـسْـرًا وطــارْ

أو كــانَ فــي الـقِـرْدِ الـمَسيخِ تَـطوُّرٌ
لـرَأيـتَ مِــنْ أطــوارهِ مــا كــانَ صـارْ

هــا أنــتَ أنــتَ فَـلا تُـحـاوِلْ جـاهِدًا
لـنْ يَـصْنَـعَ الأمـجـادَ رَأسٌ مُـسـتَعـارْ

وَحَذارِ أن تَـسـمـوْ إلى نجـمِ السَّـمـا
فـالـطَقْسُ عِـنْدَكَ قـارسٌ والـجوُّ حـارّْ

هـيْـهاتَ أن يَـسـمو لِـمَـجْدِ كـواكـبٍ
مَـنْ كـانَ لا يَـبنيْ لـهُ في المَجْدِ دارْ

أو أن يُــغَـيِّـرَ ثــعـلـبٌ مِــــن طَـبِـعِـهِ
فـيعافَ جُـحْرًا كـيْ يُحَلِّقَ في المَدارْ

لـــمْ يُـصْـلِحِ الـطـبعَ الـوَضـيعَ تَـطَـبُّعٌ
أو يُــمْـحُـهُ ألـــفُ اعــتـذار واعــتـذارْ

مـنْ كـانَ فـي الأدْرانِ مَـغْرِسُ جَـذْرِهِ
لا مــــاءَ يَـغْـسِـلُـهُ ولا ثــلْــجٌ وَنــــارْ
****
أيُــديـرُكَ اثــنـانِ: الـتـخَـلُّفُ والـهـوى
وتَــغـارُ مِـــنْ فَـــذٍّ يُــديـرُ ولا يُــدارْ؟!

فَـزرَعـتَ أجـواء الـورَى شَـتْمًا وأحْـقَا
دًا لـتـقطفَ بَـعْـدَها بـعـضَ الـثـمارْ؟!

هـلْ كـانَ مَنْ شتَمَ الأسودَ يَسودُها
أوْ نالَ مِنْ شمسِ الضُّحى نَقْعٌ مُثارْ؟

أوْ كـانَ بُـعْدُ الـشمسِ يَـسلبُ نُورَها
كـيَ تُسْلَبَ الأسْدُ الجلالةَ والوقارْ؟!

أتُــزَلْــزِلُ الــجَـبَـلَ الأشـــمَّ حُـصَـيَّـةٌ
وتَنالُ مِنْ عينِ السَّما سُحُبُ الغبارْ؟!

ألأسْــدُ أسْـــدٌ، إنْ تَـطــاوَلَ قــاصِـرٌ
لــنْ تَـبـلغَ الـباعَ الـطويلَ يَـدُ الـقِصارْ

فاسْـحَـبْ لـسانَكَ مِـنْ أمـامِ صَـوارِمٍ
مــا كـلُّ مـا تـدعوهُ سـيفًا ذو الـفقارْ

أنَّـــى تُـعَـيِّـرُ مَـــنْ عَـــلاكَ بِـفَـضْـلِهِ
ويَـفـيـضُ فـيـكَ عُـلُـوُّهُ عِــزًّا وغــارْ؟!

عــارٌ عـلـيكَ إذا حَـسـبْتَ الـعارَ فـي
مَــنْ فــاضَ فـيهِ إنـاؤُكَ الـمَلآنُ عـارْ!
****
أوَتـحـسَـبُ الـمَـجْـدَ ادّعـــاءً فــارغًـا
والـكـذْبَ والأوهــامَ فَـتْـحًا وانـتصارْ؟!

إن خــلْـتَ أنّـــكَ بــالـغٌ مَــجـدًا فـمـا
مــجـدٌ يُــنـالُ بــالانـزلاقِ والانــحـدارْ

أو رمْــتَ تـبـلغُ مــن غـريـمِكَ مَـبْـلغًا
هـيـهاتَ أنْ.. أنْ يُـدْرِكَ الـليلُ الـنهارْ!

هــيـهـاتَ لــلأذنــابِ تــبـلـغُ هــامـةً
وتـنـالُ مِـنْ مـجدِ الـكبار يـدُ الـصِّغارْ!

لا تَـسْـعَـيَنْ لِـلـمَـجْدِ تَـشـرَبُ نَخْبَـهُ
فَــلَأنـتَ فـيـهِ كَـشـاربٍ يـومًـا بُـخـارْ

فَـالـمجدُ يُشْرقُ حيـثُ يُشرِقُ أهْـلُهُ
وَيُـضـيءُ دارَتَـهُمْ ولـم تَـمْسَسْهُ نـارْ

كـالشمسِ تُـشْرِقُ في اتّجاهِ يمينِها
والـلـيلُ يـنـتَـظـرُ الغَـروبَ مِنَ الـيسارْ

شــتّــانَ بــيـنَ مَــشـارقٍ ومَــغـاربٍ
قــدْ حــال دونَ دُنُـوِّهـا بُـعدُ الـمَسارْ
****
فَـاسمعْ، رعـاكَ اللهُ، بـعضَ نَصيحتي
لَـو رُمْـتَ أنْ تـرقى لِـغَيرِكَ بـاختصارْ:

تـحـتاج دهْـرًا فـي الـمِراسِ لِـترتقي
يـومًـا إلــى مــا دونَ أخْـفـافِ الـحُوارْ

مــا الـدهـرُ كــافٍ، إنَـمـا لا بــدَّ كـي
تَـرْقى إلـى رُتَـبِ العُلى منَ الانتظارْ

فـلـتـنـتظرْ إنْ كــــانَ ذلـــك مـمـكـنًا
أو فـانَـتَـحرْ إنْ كـــانَ يـنـفعُ الانـتـحارْ

هـيهاتَ أن يَـرْقَى إلـى أسْدِ الحِمَى
مَـنْ كـانَ لا يَرْقَى إلى كعْبِ الحمارْ!
****


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى