 الجمعة ٣١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥
الجمعة ٣١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥آخر نُعاسٍ للحُلم
في هذهِ المدينةِ
التي يتأخّرُ فيها الصبحُ،
ويتقدَّمُ فيها العُمرُ
بلا مواعيد،
كلُّ شيءٍ يبدأُ على مهلٍ،
كأنَّ الزمنَ يخافُ
أن يُوقظَ أحدًا من غفوته.
الرصيفُ مبلَّلٌ
بخُطى الذين لم يعودوا،
والسماءُ — تلكَ الملامحُ القديمةُ —
تحاورُ المارّةَ
من خلفِ الغيوم.
كنتُ أبحثُ عن سيجارةٍ،
عن جملةٍ
لم تُفسدها البلاغة،
عن وجهٍ
لا يعتذرُ عن حزنه.
صديقي،
الذي قال لي مرّةً:
إنَّ الشعرَ لا يسكُنُ في الكتب،
بل في الخرابِ
الذي نتركُه خلفنا...
كان يعرفُ
أنَّ الكلماتِ تشربُ مثلنا،
وتتقيّأُ على الجدارِ مثلنا،
وتضحكُ
حين نهربُ
خوفًا من لا شيء.
المدينةُ — يا صديقي —
تتثاءبُ مثلَ حُلمٍ
سئِمَ طولَ الليل،
وكلُّ نافذةٍ فيها
وجهٌ آخرُ للعُزلة.
أُطفئُ الضوء،
وأُشعلُ جملةً،
وفي الطريقِ إلى البيت،
أتعثّرُ بجثّةِ حُلمٍ قديم،
فأبتسم...
كأنَّ الابتسامةَ — هنا —
هي شكلٌ آخرُ
للنجاة.

 
				
				
			 
				
				
			 
				
				
			 
				
				
			 
				
				
			 
				
				
			 
				
				
			 
				
				
			 
						
				
				 
						
				
				 
						
				
				 
				
				
				 
						
				
				 
						
				
				 
						
				
				