مبادرة حملة ثقافة المحبة والسلام
أقامت منصة مبادرة حملة ثقافة المحبة والسلام، التي أُطلقت بالتعاون بين دار الكتب والوثائق العراقية ومجلة سماء الأمير الإلكترونية الرقمية، المشغل التفاعلي السابع بعنوان "أهمية إشاعة ثقافة المحبة والسلام في بيئة العمل الرقمي والتكنولوجي"، صباح يوم الأربعاء 22 تشرين الأول 2025، لموظفي قسم تكنولوجيا المعلومات في الدار، بإشراف مدير عام الدار السيد بارق رعد علاوي.
ثقافة إنسانية للعمل الرقمي
تولّت إدارة المشغل الإعلامية أسماء محمد مصطفى، المشرفة على نشاط المنصة وتحريرها، التي بيّنت أن التحول المتسارع نحو العمل الرقمي واعتماد المؤسسات على البيئات التكنولوجية التفاعلية جعل الحاجة إلى إشاعة ثقافة المحبة والسلام أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
وأضافت أن الفضاء الرقمي، بالرغم مما يتيحه من سرعة وإنجاز واتصال، يمكن أن يتحول إلى بيئة باردة وجافة إن غابت عنها القيم الإنسانية التي تمنحها روحها ومعناها.
ورأت أن ثقافة المحبة والسلام في بيئة العمل الرقمية تعني بناء علاقات مهنية قائمة على الاحترام المتبادل، والإنصات الواعي، والتقدير للجهود، وتقبّل التنوع والاختلاف. وهي تمثل الدرع الذي يحمي فرق العمل من التوتر والصراعات الافتراضية والواقعية.
كما دعت إلى إشاعة هذه الثقافة من خلال إدارة الحوار الإنساني باحترام، وأن يكون المديرون والمشرفون نموذجاً في الودّ والعدالة والتقدير والتهدئة عند الأزمات، مع تنظيم جلسات افتراضية دورية حول الذكاء العاطفي وآداب التواصل الإلكتروني وأثر الكلمة الطيبة في بيئة العمل، وتحفيز التعاون بدلاً من التنافس السلبي، ودمج القيم في الهوية الرقمية للمؤسسة، والاحتفاء بالإنجاز بلغة إنسانية.
المحبة والسلام هما الأساس
تضمّن المشغل عرضاً موجزاً لأهداف الحملة وأهميتها في بيئة الوظيفة، ولا سيما في مجال العمل التكنولوجي والرقمي، أعقبه تطبيق كتابي عبّر فيه المشاركون عن تفاعلهم مع الموضوع.
من جانبها رأت مديرة قسم تكنولوجيا المعلومات نادية حاتم جاسم أن إشاعة المحبة في بيئة العمل الرقمي تمثل عاملاً محورياً في بناء بيئة مهنية متكاملة تسهم في تقوية الروابط الإنسانية بين الموظفين وتعزيز روح الفريق الواحد.
فحين تسود المحبة بين الموظفين يسهل تبادل المعرفة وتتسع مساحة الإبداع، ويشعر الجميع بأنهم جزء من منظومة واحدة تسعى نحو هدف مشترك.
كما أشارت إلى أن السلام هو الأساس الذي يحفظ استقرار العلاقات المهنية داخل المؤسسة، وأن إدماج مفاهيم المحبة والسلام ضمن إستراتيجيات التحول الرقمي يسهم في تحسين صورة المؤسسة ويعزز ثقة العاملين بإدارتهم.
وأضافت إلى حديثها أن التكنولوجيا مهما بلغت من تطور تبقى أداة، أما القيم الإنسانية فهي التي تمنحها المعنى والغاية. وعندما تتكامل البيئة الرقمية مع القيم الأخلاقية يُحفَّز الإبداع والتميز وتُضمَن استدامة التطور.
واختتمت مداخلتها بالتشديد على أن المحبة والسلام ليسا مجرد قيم مثالية، بل ضرورة إستراتيجية لنجاح أي مؤسسة تعمل في العصر الرقمي، فالتكنولوجيا أداة، أما الروح التي توظفها فهي التي تحدد ما إذا كانت ستبني جسور التعاون أو حواجز الصراع في بيئة العمل.
القيم بوصلة ونبض
وتحت عنوان "القيم ليست أرقاماً في الميزانية بل نبضاً في القلوب" كتبت مروة أركان محمد أن القيم ليست مشروعاً يُكتب على الورق، ولا ميزانية تُرصد في دفاتر الحسابات، بل هي روح تُغرس في القلوب لتنشر سلوكاً ينعكس على تفاصيل الحياة اليومية.
وأكدت أن تطبيق القيم لا يحتاج إلى موارد ضخمة بقدر ما يتطلب إيماناً عميقاً بها، وصدقاً في النية، وإرادة في العمل، فهي لا تُشترى ولا تُفرض، بل تُترجم في المواقف وتُقاس بالأمانة في الأداء والاحترام في التعامل والإخلاص في كل ما يُقدَّم.
وختمت بالإشارة إلى أن القيم هي البوصلة التي تمنحنا الاتجاه الصحيح وسط ضوضاء الحياة، وهي الجسر بين ما نقوله ونفعله، وبين ما نخطط له وما نحققه. لذا لا يمكن تحقيق التغيير الحقيقي إلّا حين تسكن القيم وجداننا وتتحول من شعارات إلى ممارسات.
الإنسان أساس التقنية الناجحة
أما صلاح علي باقر، فكتب تحت عنوان "ثقافة المحبة والسلام سرّ النجاح في عصر العمل التكنولوجي والرقمي" قائلاً إن في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتتطور الأدوات الرقمية يوماً بعد يوم، أصبحت بيئة العمل أكثر تعقيداً وتنافساً من أي وقت مضى. وعلى الرغم من التطور التقني الهائل، ما يزال الإنسان هو المحور الأساس لكل عملية رقمية.
وتساءل: هل تكفي التكنولوجيا وحدها لتحقيق النجاح؟ مجيباً: لا، فبدون ثقافة المحبة والسلام داخل بيئة العمل تفقد التكنولوجيا معناها الإنساني، وتتحول إلى عبء بدل أن تكون وسيلة تطور.
وأوضح أن المحبة طاقة نفسية تدعم النجاح، أما السلام فيعني بيئة خالية من الصراعات، لافتاً إلى أن بعض المؤسسات تركّز على الأجهزة والبرامج بينما تُهمِل الجانب الإنساني.
واختتم قائلاً إن التحول الرقمي الحقيقي يبدأ من الإنسان لا من الآلة، ويمكن القول إن المحبة والسلام يشكلان البنية التحتية العاطفية لأي نظام تكنولوجي ناجح، فقد تبني مؤسسة بأحدث الأجهزة، لكنك لن تبني فريقاً قوياً إلّا بالقلوب، لأن الإنسان هو أساس كل تقنية ناجحة.
التكنولوجيا لتحسين العلاقات
وكتبت بيمان خالد عزيز ملك أن التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة تُفرز الحب والروابط الاجتماعية من خلال تسهيل التواصل الفوري والمستمر بين الأفراد، ما يجعل العالم أصغر ويقرّب المسافات، غير أنها قد تخلق تحديات مثل العزلة أو استبدال التفاعل الحقيقي بها.
ودعت إلى استخدام التكنولوجيا بوعي لتحسين جودة العلاقات بدلاً من أن تصبح بديلاً عنها.
ركائز السلام الوظيفي
وفي مساهمتها أوضحت مآب يعقوب باقر أن السلام الوظيفي رأس مال لا يُقاس بالأرقام، بل بصفاء العلاقات وصدق التعاون بين الزملاء. فهو يعني شعور الموظف بالأمان والرضا في مكان عمله بلا خوف من الطرد أو الظلم أو التمييز.
وأضافت أن سريان روح السلام في بيئة العمل يجعل الموظفين أكثر إنتاجاً وتعاوناً، ويعزز العلاقات بين الزملاء والإدارة.
وشدّدت على أن العدالة والاحترام وفرص التطور المهني هي ركائز أساسية لتحقيق السلام الوظيفي، فالمكان الذي يسوده الأمان والاحترام هو أساس النجاح والاستقرار في العمل.
بيئة عمل صحية
أما شهد فائز خليل، فرأت أن إشاعة ثقافة المحبة والسلام بين الموظفين تُعد ركيزة أساسية لنجاح التحول الرقمي في أي مؤسسة، فالمحبة تسهم في تعزيز روح الفريق والتعاون بين الأفراد، وتخلق بيئة عمل صحية قائمة على تقبّل الآخر وتبادل الخبرات.
وبيّنت أن العلاقات المبنية على الاحترام والمحبة ترفع مستوى الإبداع والإنتاجية، وتدفع الموظفين إلى الابتكار وتحقيق الأهداف الرقمية.
تعزيز التواصل بالتحفيز المعنوي
وختم لؤي هبد المنعم خضير المساهمات بالتأكيد على أن التحفيز المعنوي عامل جوهري في ترسيخ ثقافة المحبة والسلام في بيئة العمل، موضحاً أنه يقوم على تشجيع الموظفين والاعتراف بجهودهم، ولا يقل أهمية عن الحوافز المادية في رفع المعنويات وزيادة الإنتاج.
وأشار إلى أهمية تعزيز التواصل الإيجابي من خلال برامج تحفيزية وورش عمل لتطوير المهارات، والإعلان الدوري عن المواقف المتميزة شهرياً بما يعزز ثقافة التقدير المستدام.
