

أرومة زيتون راسخة
يا قدسُ صيتُكِ ذائعٌ كالعطرِ
فعلامَ أكتُبُ يا حبيبةُ شِعري؟
وعلامَ أذرفُ كي أعرِّفَ عن شذاكِ
الحبرَ وهْوَ كقطرةٍ في بحرِ!
لم يستَطِعْ صبراً معي قلبي اعذُرِيني
"باسَ رأسَكِ" من لدنِّي عذري
ما اعتدتُ أبذله إليك أسىً دمي
لكن أذاني واقع لك مزري
فيه القنابلُ أفرغتْ أحشاءَها (بووومْ)
أين أمي يا أبي؟ _ لا أدري
وصروحُ أبنيةٍ تخرُّ، وتحتها الصرخاتُ
تعرج في الدخان ، وتسري
لبست ثياب دخانها ... وكأنها
من بينه كالزئبق المستشري
قومي انهضي من قعرها واستنهضي
من مات في عينيه حس ثوري
شرف الصمود الردُّ لا أن ننطوي
رهنَ استكانتنا .. بدمع القهرِ
في كل طفل ثائرٌ متعطشٌ
والبندقيةُ .. قد تفي بالنذرِ
والله إن شمتوا لدى (أُحُدٍ) بنا
سنعيد نصر المسلمين (ببدرِ)
هذي بلاد الشام أرض جدودنا..
انفرطت لآلئها كسُبحةِ مُقْري
غاصت جثامين الشهادة في التراب
وفاضت الأرواح نفحة طهرِ
والغاصبون جثوا على أشلائها..
جثو الترابِ على مناجم تبرِ
والدرُّ يرقد عالياً في. القاع
والزبد المعلَّى موضَعٌ في القدرِ
يا بنتَ زيتون تقدس زيته..
لو قطعوه تمسكي بالجذرِ
هذي القصيدة ما أقاوم فيه
عنكِ مدافعاً...أسفي لحيلة أمري
وا خجلتي ! شتانَ. بين
مقاوم بسلاحه ومقاوم بالشّعرِ
الله يشهد أن قهري جرَّني
لأسيلَ من دمعي هنا.. لا حبري
فإذا مشيتِ وراءَ دمع قصيدتي
تجدين قلبي عند آخر سطرِ