الجمعة ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥

أصدقاء عبر الزمن بنكهة أخوية

بغلاف جميل معبر عن الزمن وساعاته وعنوان أجمل عن صروف الليالي والأيام خطَّته أنامل الأديب الأحسائي من المملكة العربية السعودية الأستاذ عبد الله بن عبد المحسن الجاسم، صدر حديثا (2025م) عن مؤسسة الانتشار العربي في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية كتاب "أصدقاء عبر الزمن" بجزأين، طوى الأول بين الدفَّتين 490 صفحة من القطع الوزيري فيما طوى الثاني 486 صفحة، ضم كل جزء العشرات من الأسماء اللامعة في مجال الثقافة والمعرفة والأدب والاجتماع وغيرها، نسج معها المؤلف عبر الزمن وشائج الصداقة، فأحب أن يحرك عقارب الساعة حتى تشع من روزنة ذاكرته إلى فضاء القراء الرحب أنوار الصداقة التي عقدها مع هذه الشخصيات خلال عقود، فكان "أصدقاء عبر الزمن".

يمثل الكتاب سِفراً توثيقياً ومعجمياً وتأريخياً لشخصيات رغب الأديب الجاسم أن يشرك معه الآخرين، بما وجد فيها من ثراء ونماء في الحقل التي أبدعت فيه، ولهذا فإن الكتاب في واقعه قراءة في تجربة المؤلف الذاتية مع شخصياته وأصدقائه، زادتها توثيقاً الحوارات الكثيرة المباشرة التي أجراها مع أصدقائه ممن ثوى في باطن الأرض وممن يمشي عليها حتى اليوم، فضلاً عن 146 اتصالاً مباشراً وغير مباشر مع شخصيات الجزأين الذين توزعوا على جنسيات مختلفة سعودية وخليجية وعراقية وغيرها، إلى جانب الرجوع إلى عشرات المصادر والمراجع لتوثيق حياة أصدقائه وما رشح عن أناملهم وألسنتهم.

ومن جميل ما صنعه الجاسم عند ترجمة كل شخصية أن مهَّد لها بمقدمة لطيفة تختلف الواحدة عن الأخرى كمدخل للتعريف بشخصية صديقه وبيان كيفية التعرّف عليه، وتوثيق عرى التواصل والصداقة معه، وبيان نسبه وحسبه، وما أنتجه للأمة في المجال الذي بزغ فيه، فعلى سبيل كتب في مقدمة التعريف بشخصية صديقه المحقق العراقي صاحب المؤلفات المتنوعة الدكتور نضير الخزرجي المقيم في لندن: (كثيراً ما تُظهر الكتابة سمة أسلوب صاحبها، واتساع أفقه وثقافته المتنوعة، وعقله الراجح، فيمكنك معرفة الشخص قبل أن تراه، ولكن لا يكون بالقدر الذي يكون عند لقائه، ففي هذه الحالة تكتمل عندك جوانب الرؤية كاملة لذلك الشخص، وهذا ما حدث عند معرفتي بالدكتور نضير الخزرجي، كان يشغل مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بثروة معرفية كبيرة، فكان ينشر كل ما يكتبه على تلك المواقع، عرفته أولاً من خلال كتابته في المواقع ومن كتبه المؤلفة، وعند التواصل معه وجدته إنساناً بكل ما تحمل الإنسانية من معنى، يتمتع بحس إنساني، وسلوك قويم، وهدوء في تعامله، كتاباته تعكس نضج الثقافة لديه، مجتهد، طموح، رحب الصدر، يعمل بصمت، يبحث دائماً عن النجاح).

وهكذا .. "تمر السنوات وتبقى الصداقة أرقى العلاقات في حياة الإنسان، فليس هناك أجمل من صديق بنكهة أخ" .. عبارة جميلة ومعبرة صدَّر بها الأديب عبد الله الجاسم الجزء الأول والثاني من "أصدقاء عبر الزمن".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى