أغاني قصيرة
كنت ضيفًا ثقيلا على اللّيل؛
حين تنام الكلماتُ بين أصابعي،
أمرّر برفقٍ عينيّ على عُرْيها
أيّ لباسٍ شفّافٍ أنْتَ أيّها اللّيل؟
–
مُستفزَّةٌ أنت
كَضِحْكَةٍ تَقْفِزُ بيْنَ شَفَتَيْنِ!
–
اَلنّارُ الْبعيدةُ في هذا الظّلام شهْـــوةٌ هي الأخرى
أيُّ طريقٍ يحْملنا على ظهره؟
–
النّوافذُ بليغةٌ كذلك
تُكلِّم الرّيح في وقتٍ متأخّر.
ووحدها تعرفُ كيف تُوقدُ الظّلام!
–
أمَزِّقُ الَّليــلَ
مِثْلَ صُبْحٍ..
وأكتبُ كنهْرٍ حقيقتي الصّغيرةَ
–
هَا أَنَا الْيَوْمَ أَقِفَ عَلَى الآصَالِ..
أيتها الشمس التي تحطمت هناك
فوق المنحدرات
–
الأغنية الأخيرةُ الّتي أحْبَبْت..
كانت ل”حصّادين” و “رعاة” عَطَاشَى
الْماءُ فيها كثير..
وصالحٌ للحبّ والشّرْب!
–
الأحجار التي تقف في منتصف الطريق
مقطوعة الظل
تقول الحكاية إنها تعود لامرأة من ظنون
كانت كل يوم تدحرج حجرة
وتتأخر إلى الوراء
بمسافة ليلة وقدم
_
يمر الناس،
يتعثرون كالأطفال وراء الفرح
تعود الظنون ولا يظهر للمرأة أثر
يقال إنها خلقت بقدم واحدة
وقدّت من ليل وحجر.
–
الطريق مبللة كورقة تعبت من الانتظار
في مثل هذا الظلام كانت تخرج الى الناس
تعترضهم بأحجارها
فاردة عينيها إلى السماء
مثل فانوس ترتجف.
–
تهجم الظّنون على العابرين كلّما نامت الشّمس خلف المحاصيل
والفراغ يملأ تلك الطّرقات في الرأس،
والريح التي مرّت من البين كانت مجرد صافرة
–
امرأة من ليل و حجر..
كلما دفنت رأسها بين يديها
تتمتم بعينين نافرتين
إن بعض الظن علم
–
وسط حقول الثلج
تحمل العجوز الجبلية حزمة أغانٍ على ظهرها الحزين
أيها الشتاء،
يا أقدم الفصول
متى تضحك الشمس من جديد؟
–
النّهر لاينام في هذه المدينة
المراكب شاردة
الظلال مرمية كالحبل على الغارب
تنتعل هذا الجسر
أيها العابر بين المسامّ
رتّل خطواتك في الطريق الى هذا الرواء
–
اَلرّيح أعتى من هذا الجسد الإسمنتي
أَرَى أغانيها المتعبة تكسر هـــدأة اللّيل.
والصّفير في هذا البيت اليتيم،
القديم،
يَعُودُ إلى شاعرٍ ماتَ ذِكرُه
–
أمشي بين كلماتي جيئة وذهابا
يداي مشتبكتان وراء ظهري
مثل فلاح يتفقد سنابله في الساعات الأخيرة قبل الحصاد
–
تحلمُ بعينين سافرتَا إلى الغدِ سهْوا،
بشفتين تعاتبان الأمس،
و يدَيْنِ تناديان بصوت عالٍ في ساعة متأخرة من العمر !
–
تحلمُ بنهرٍ يسافر مبتسما كل ربيع إلى أقصى شجرة في القلب،
بعصافيرَ تغني يوم الأحد تحت نافذتك.